12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كيف أصلح حياتي

2020/12/14 12:38 PM | المشاهدات: 530


كيف أصلح حياتي
اسراء أشرف الطنطاوي

 

الأصل في إقامة العلاقة أن يقيم الإنسان علاقته مع الله، ففي هذه العلاقة يكون الفوز والفلاح والسعادة، كما لا يمكن أن تصلح العلاقة مع الآخرين إلّا إن كانت صالحة مع الله عزّ وجلّ، ويأتي ذلك جليّاً فى قول رسول اللهﷺ: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ)، فتجد بعض الناس مَن إذا ذُكر أثنى عليه الناس، وإذا جاء أقبلوا عليه، وقد يكون السبب الرئيس لذلك هو علاقته مع الله، قالﷺ: (إنَّ اللهَ، إذا أحبَّ عبدًا، دعا جبريلَ فقالﷻ: إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه، قال فيُحبُّه جبريلُ، ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ: إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه، فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ، قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ).

 

اقرا ايضا: الحياة الزوجية

 

تنبية: من آثار إصلاح العلاقة مع الله تيسير الأمور وإجابة الدعوات؛ فالعبد إن أصلح سريرته تولّى الله بإصلاح علانيته، وإن أصلح علاقته مع الله أصلح الله له علاقته مع الناس، كما أنّ الإنسان مخلوقٌ جُبِل على الخوف الشديد في كلّ حالاته، سواءً كان في الشدة أم في الرخاء، وأشدّ حالاته خوفاً لحظة زوال النعمة عنه، فلا يستطيع أن يتمالك نفسه، مع ما يلازمه من قلة الصبر على الشدة، وهذه الصورة التي وصف اللهﷻ الإنسان عليها حين يكون قلبه فارغاً من الإيمان، بعيداً عن خالقه، لا يتبع منهجه، ولا يستعين بذكره وعبادته، ويبقى على هذا الحال طالما كان بعيداً عن ربه بتقصيره في صلواته وعدم التحلّي بالفضائل والأخلاق الإيمانية منها: (الإيمان باليوم الآخر وأداء حق الله للسائل والمحتاج، وحفظ الفرج، والوفاء بالعهود والأمانات، والقيام بالشهادة، والمحافظة على الصلاة)، وهذه الأخلاق الواردة في قولهﷻ: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ﴾.

 

اقرا ايضا أرض المحشر

 

شرح التعريف:

تُعدّ النفس مصدر السلوك عند الإنسان، وذلك بحسب ما يُملى عليها من الأوامر والعواطف، وعليه فإنّ الإسلام اعتنى بالنفس اعتناءً خاصاً، وإنّ الصلة باللهﷻ تؤثر مباشرة في النفس الإنسانية، ممّا يؤدي إلى تصحيح العقيدة الإسلامية، وربط المسلم مباشرة بالله من خلال الإكثار من ذكر الله فتطمئن نفسه، قال اللهﷻ: ﴿أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ﴾، وحين تطمئن النفس يصبح الإنسان قادراً على التحكم في انفعالاته، فالإنسان في طبعه إن أصابه المكروه والعسر كان جازعاً، وإن أصابه اليسر والسرور كان مانعاً ممسكاً، إلّا المصلين الذين يحافظون على أداء الصلوات في أوقاتها، والمؤدون حق الله في أموالهم التي يملكونها، وهو ما يُعرف بالزكاة، فلا يُقصّرون فيها، ولا يتهرّبون منها، كما يؤمنون بيوم الحساب ويستعدون له بالإكثار من الأعمال الصالحة، ويحافظون على فروجهم من كلّ ما يكون عليهم محرماً، كما قالﷻ: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾.

 

اقرا ايضا  طاعة الزوج   

 

ألاثار النفسية لتقوية الصله بالله:

يحتاج صلاح النفس إلى الكثير من المثابرة والمجاهدة، وفيه الحرص على الصدق والإخلاص، كما يحتاج إلى معونة الله تعالى؛ حيث إنّ الزمان مليءٌ بالفتن التي لا يسلم منها أحد، وهناك بعض الأمور التي إن حرص عليها المسلم وصل إلى صلاح نفسه ونجاها من الهلاك، وفيما يأتي بيان لبعض طرق إصلاح النفس بشكلٍ مفصّل:

 

الزيادة من النوافل: يجعل الإنسان من وقته حيزاً للطاعة، ويعوّد نفسه على كثرة الذكر، فإنّ النفس إذا تعوّدت على الطاعة نفرت من المعصية، قال رسول اللهﷺ: (وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه) فمن أراد الصلاح والاستقامة فليسلك طريق الله، وهو في معيّته وعونه.

 

العلم: فهو أشرف ما يمكن أن ينتسب إليه صاحبه، وقد شرّف الله العلماء ورفع مكانتهم، فقالﷻ: ﴿يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.

 

الصحبة: هي من أهم الأمور التي تؤثر في النفس صلاحاً أو فساداً؛ حيث إنّ المرء على دين خليله، وهي التي تشكل شخصيّة الإنسان، ومنها يأخذ الفهم والفكر والسلوك، فعلى المرء أن يحرص عند اختيار صحبته، لأنّها إن كانت صالحة ففيها صلاحه، وإن كانت فاسدة ففيها فساده.

 

الاستفادة من الوقت: فالوقت هو التجارة الرابحة التي يتاجر بها المسلم مع الله، فإن ضيع الإنسان وقته فقد ضيع عمره، كمن يضيع وقته فيما لا فائدة منه أمام وسائل التواصل وغيرها، كما يجب على المسلم أن يحذر من التسويف ويعلم أن عذاب أهل النار من كلمة سوف.

 

الكلمات المفتاحية