ســـيناء عـــروس بـدويــــــة .. سيـــناء خـــيــول عـــربـــــية ..
ســـــيناء حـــــمامات بيــض وســنـابل قـــمـــح ذهـــبــــية ..
وجـــــداول مـــن عـطـر رقراق فــوق ضــفــاف ورديــــــــــة ..
ســــيناء منــاجــم فـــيــروز .. وكـــنـوز عــقـــيق سـحـريــــة ..
سـيـــناء تميـــمة وادي النـــيل .. تـعــود إلــى صـــدر الــــــوادي ..
ســـيناء تعــــود وساقي النــور .. يــصــــــب كــــؤوس الأضــواء ..
كلمات صاغها وقالها الشاعر الدكتور / يوسف خليف ..
حيث وصف الشاعر سيناء بأجمل الكلمات المعبرة والتي توحي بجمالها وقيمتها التاريخية ..
تسمي ب «شبه جزيرة سيناء» و «صحراء سيناء» وتقع جغرافياً في قارة آسيا .. ولكنها جزء من مصر في جميع عصور تاريخها .. تأخد شكل المثلث .. رأسه إلي الجنوب و قاعدته إلي الشمال .
كانت المصدر الذي حصل منه القدماء المصريين علي النحاس والفيروز منذ عصر ما قبل الأسرات ..
ولهذا توصف بالجسر الذي عبرت عليه حضارات عصر ما قبل التاريخ .. عندما كان الإنسان القديم يتجول بين أفريقيا و آسيا ..
وقد عثر في كثير من أرجائها علي كميات من آلات " الظران " من العصر الباليوليتي ( الحجري القديم ) وخصوصاً في وادي العريش و عند الأماكن التي تتوفر فيها مصادر المياه ..
تقع سيناء في قلب العالم العربي .. بين خليج العقبة وخليج السويس .. يحدها البحر الأبيض المتوسط في الشمال ، وتقطنها بعض قبائل البدو الرحل في وديانها المختلفة .. كما توجد بها بعض البلاد و أهمها «العريش» و «الشيخ زويد» في الشمال ، «القنطرة» في الشرق ، بلدة الطور في الجنوب ، كما نشأت بها أيضاً بعض البلاد في مناطق التعدين مثل : «أبوزنيمة» و «أبورديس» .
وأقدم مناطق تعدين النحاس والفيروز نجدها في «المغارة» وفي «سرابيط الخادم» ، حيث ترك قدماء المصريين نقوشا أقدمها من عهد الملك «زوسر» من الأسرة الثالثة .. ومن عهد الملك «سنفرو» مؤسس الأسرة الرابعة .. وغيرهما من ملوك الدولة القديمة .. واستمر استغلال المغارة وبعدها سرابيط الخادم حتي الدولة الحديثة ..
ولا تقتصر شهرة سيناء أو أهميتها في التاريخ القديم علي مناجمها أو علي ما عثر عليه من نقوش وخصوصاً النقوش المعروفة تحت إسم «النقوش السينائية» في "سرابيط الخادم" ؛ بل اشتهرت بأمور أخري أهمها ثلاثة :
أولاً : - أقدم طريق حربي هام في تاريخ العالم القديم يمر في شمالها وهو الطريق الذي سارت عليه جيوش مصر عند ذهابها إلي آسيا .. والذي سارت عليه جميع الجيوش التي أتت من تلك البلاد عند غزوها لوادي النيل .. وقد شهد هذا الطريق جيوش آشور و فارس وجيوش الاسكندر الأكبر .. كما شهد أيضاً جيوش العرب المسلمين عند فتحهم لمصر وغيرهم من الجيوش حتي العصور الحديثة ؛ لأن حد مصر الشرقي هو أضعف حدودها و أكثرها خطراً عليها .
ثانياً :- ارتباط سيناء بتاريخ خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة نبي الله موسي ( عليه السلام ) فأصبحت ذات مكانة دينية خاصة في الأديان السماوية .. وفيها أماكن يحج إليها الناس وخاصة من المسيحيين واليهود.
ثالثاً :- أنها كانت منذ القرون المسيحية الأولى من بين البلاد التي نشأت بها الأديرة المسيحية ، وبخاصة في الجزء الجنوبي منها ، حيث اعتقد الناس أن جبل موسي يقوم هناك فنشأت كنائس وأديرة في «واحة فيران» ومنذ القرن السادس نشأ «دير سانت كاترين» الشهير الذي مازال عامرا حتي الآن ، وهو من أهم الآثار المسيحية في العالم وتوجد به مكتبة فريدة بها عدة آلاف من المخطوطات ومجموعة من الايقونات لا يوجد لها نظير في كل بلاد الدنيا .
