12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الشيخ محمد رفعت

2020/11/25 09:33 PM | المشاهدات: 1125


الشيخ محمد رفعت
محمد السحيلي

نشأة

ولد الشيخ محمد رفعت محمود رفعت بحي المغربلين بمنطقة الدرب الأحمر في القاهرة وكان والده مأمور قسم الخليفة '

وفي سن الثانية أصيب بمرض في عينيه وما إن رأيته إحدى النساء حتي حسدته إذ قالت لوالدته إنه يمتلك عين الملوك نظرآ لجمال عينيه اللامعتين وفي اليوم التالى استيقظ الطفل علي صراخ شديد لشدة الألم في عينيه ليكف بصره'

نذر الأب نجله لخدمة القرآن فألحقه بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بحي السيدة زينب ليحفظ أيات القرآن والحديث الشريف فأتم حفظ كتاب الله قبل سن العاشرة'

 إقرأ أيضاً/  المعبود أنوريس      

رحلة الشجن

التي قطعها الشيخ رفعت صغيرآ لم تنته بفقدان البصر بل إمتدت ليفقد أباه في سن التاسعة ليجد نفسه عائلآ لأسرته فالتجأ إلي القرآن فقد وجد في كتاب الله حصنآ يقيه الفقر وأكسبه القرآن المزيد من البصيرة التي عوضته خيرآ عن فقدان البصر

إجازة في تلاوة القرآن

جلس الشيخ الصغير للتلاوة في مسجد فاضل باشا ولم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وما انقضى العام حتى منحه شيخه إجازه في تلاوة القرآن مرتلآ ومجودآ وأصبح الفتى محمد رفعت مسئولآ عن قراءة القرآن الكريم يوم الجمعة وسرعان مااستقطب صوته الشجى الجميل جموع المصلين حتي ضجت ساحة مسجد فاضل باشا والطرقات المحيطة به بعشاق صوت الشيخ رفعت'

إقرأ أيضاً/عبدالباسط عبدالصمد

ومنذ ذالك الحين أصبح الشيخ محمد رفعت من أعظم الأصوات التى قراءت القرآن في القرن العشرين فقد استطاع بصوته الخاشع العذب أن يغزوا القلوب والوجدان فصوته تفسير الأيات بأسلوب يجمع بين الخشوع وقوة التأثير فوضع لنفسه أسلوبآ فريدآ في التلاوة ومن الصعب تجاوزه أو تخطيه '

إمتلك الشيخ محمد رفعت طاقات صوتيه هائلة جعلته يستطيع الإنتقال بسلاسة شديدة بين المقامات الموسيقية للقرآن الكريم ليس هذا فحسب بل إنه امتلك القدرة علي تراسل الحواس لدي المستمعين فيعلم متى يبكيهم ومتى يبهجهم من خلال آيات الترهيب والترغيب في القرآن الكريم'

 

إفتتاح الإذاعة

عند إفتتاح الإذاعة المصرية عام 1934م رشح البرنس محمد علي توفيق ولى عهد الديار المصرية آنذاك الشيخ محمد رفعت لافتتاح الإذاعة المصرية عبر قراءه أيات بينات من الذكر الحكيم تردد الشيخ رفعت كثيرآ عندما عرض عليه الأمر فخشى الا يعطى الناس لتلاوة القرآن حقها من الإنصات والجلال فاستفتى شيخ الأزهر الأحمدى الظواهري عن جواز إذاعة القرآن فأفتى له بجواز ذالك فكان أول قارئ للقرأن في الإذاعة المصرية ومع كل تسجيل إذاعى جديد كان الشيخ رفعت يأوى منفردآ إلي حجرة قبل التسجيل يدرب صوته علي الوصول إلى المقامات الموسيقية وكأنه يسجل لأول مرة وهو الشيخ المحنك الذي افضي عمره بين التلاوة والتواشيح وكان أداؤه نديآ خاشعآ وكأنه يروى قلوبآ عطشت لسماع القرآن الكريم وكان أذان الناس تسمعه للمره الأولى '

إقرأ أيضاً/طقسة فتح الفم فى مصر القديمة

 

تنافس إذاعتي لندن وباريس علي الشيخ رفعت

مع نشوب الحرب العالمية الثانية تنافست إذاعات القوى العظمى علي اختلافها بين الحلفاء مثل إذاعتي لندن وباريس والمحور مثل إذاعة برلين على أن يسجل لها الشيخ رفعت ليجذب المستمعين خلال افتتاحية برامجها باللغة العربية فرفض الشيخ رفعت لأمرين أولهما أنه لايحب التكسب بقراءة القرآن وخوفآ من أن يستمع الناس إلي القرآن في الملاهي والحانات وبعد مراجعة الإمام المراغى شيخ الأزهر آنذاك وافق الشيخ علي تسجيل سورة مريم لإذاعة بي بي سي البريطانية'

 

 

مرضه

هاجم المرض الشيخ محمد رفعت مع بداية عام 1943م في أثمن ما يمتلك صوته الذهبي أصبح رهينا الزعطه وحار الأطباء في هذا المرض الذي هدد قيثارة السماء عن معاودة التلاوة ذهب الشيخ محمد رفعت إلي العديد من الأطباء دون جدوى ليقطع سبع سنوات افضي به إلي سرطان الحنجرة'

في البداية لازمت الزعطه الشيخ محمد رفعت لساعات طويلة وصلت إلي ثلاث ساعات متصلة ومع هذا لازم الذهاب إلى الإذاعة يومي الإثنين و الجمعة حتي عام 1948م وفي إحدي المرات داهمة المرض خلال التسجيل الإذاعي فامتنع عن الذهاب إلى الإذاعة حيث أراد أن يحتفظ الناس بالصوت الذي عهدوه شجيآ خاشعآ ينقلهم من ظلام العصيان إلي رحابة الغفران فقرر العودة من حيث بداء عاود الجلوس للقراءه في مسجد فاضل باشا '

إقرأ أيضاً/الملكة حتشبسوت

ومع كل رمضان ترقب الناس صوت الشيخ رفعت الذي أبى الإ أن يأتيهم مسجلآ علي أثير الإذاعة ليعيد الذكرى إلي الملايين التي عشقت هذا الصوت الرخيم وعندما اشتد المرض بالشيخ رفعت دعى الأستاذ أحمد الصاوي رئيس تحرير الأهرام إلي اكتتاب شعبي لعلاج الشيخ رفعت فبلغت حصيلة التبرعات (50)الف جنية أرسلها ألاف المعجبين بصوت الشيخ رفعت الإ أنه رفض قائلاً

(انا مستور الحال والحمد لله ولست في الحالة التي تستوجب جمع كل تلك الأموال والأطباء لن يستطيعوا وقف المرض دون إراده الله '

وتوفي في التاسع من مايو عام 1950م