يعتقد بعض الناس أن الحب في الإسلام حرام ولكنهم لم يعرفوا دين الله (الإسلام)جيداً فالإسلام دين المحبة وللحب أنواع كثيرة فبالنسبة إلى حب الله ورسوله فهو فرض على كل مسلم ومسلمة وحب المؤمنين والصالحين أفضل وأعظم العبادات الذي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى أما بالنسبة إلى محبة الأولاد فهو حب بالفطرة ويوجد أيضاً حب الزوجة فحب الزوجة يأتي من الود والاحترام والجمال والأخلاق وغيرهم والذي يدل على جملة الإسلام دين محبة هو قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما التي تعتبر أول قصة حب في الدين الإسلامي.
اقرأ أيضاً:الثعلب بين المكر والوفاء
فكان بالرغم من أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم متزوج من إحدى عشرة امرأة وكان يعدل بينهما جميعاً إلا أن كانت السيدة عائشة هي الأحب والأقرب من بين زوجاته له وكان دائماً يظهر عشقه لها وهذا إن دل فيدل على أن الحب ليس اختيار ولا نستطيع التحكم فيه فكان دائماً يقول سيدنا محمد "اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه الترمذي فتعتبر قصة حب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والسيدة عائشة من أكثر القصص التي تعبر عن المحبة والود والسعادة والعشق واللطف واللين كل هذا يصف حب النبي لعائشة بنت أبي بكر.
اقرأ أيضاً:تمرد المرأة بعد الزواج
فمن المواقف التي تدل على أن سيدنا محمد كان يسعد فيها السيدة عائشة هو عندما تسابق في الجري معاها في أول مرة هي سبقته لأنها كانت شابة خفيفة وعندما قاموا بالسباق في مرة أخرى هو سبقها ولذلك بسبب زيادة وزنها وعدم قدرتها على الجري فقالت:عائشة رضي الله عنها كنت مع النبي في سفر فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال: "هذه بتلك السبقة" بمعنى أنه تعادل معها هذه المرة وقال ذلك ليسعدها وإدخال السرور عليها وذلك يدل على أخلاقه الكريمة، ومن أيضاً المواقف التي تدل على أن الرسول كان يدخل على عائشة السعادة هو عندما كانت تريد أن تشاهد الحبشة وهم يلعبون بالحراب فقالت: "فكان النبي يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب، والرسول يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف"، رواه الإمام أحمد.
اقرأ أيضاً:أرض كنعان
ومن شدة حبه لها فكان يشعر بها عندما تكون راضية عنه أو غاضبة ويركز في أدق تفاصيلها وكلامها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبى أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت عني غضبي قلت: لا ورب إبراهيم"رواه مسلم، وكان سيدنا محمد لا يخجل أبدأ بأن يظهر حبه الكبير للسيدة عائشة فكان دائماً يتحاكى بمكانتها الخاصة له فقال: "إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" وكان أيضاً يقول "أني رزقت حُبها" رواه مسلم.
وكانت أيضاً السيدة عائشة رضي الله عنها تحب الرسول حباً جماً فمن أروع المواقف التي حدثت بينهما هي عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام على فراش الموت في غرفة عائشة ودخل عليهم "عبد الرحمن بن أبي بكر" ومعه سواك فنظر له رسول الله فعرفت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي يريد يستاك فأخذت السواك من عبد الرحمن وأعطته للرسول ولكنه لم يستطيع أن يستاك فأخذته عائشة لتلينه بفمها ووضعته بفم رسول الله واستاك به فقالت: السيدة عائشة "كان من نعمة الله على أن جعل آخر ما يدخل في جوف النبي هو ريقي".
فالذي يختصر أعظم قصة حب سيدنا محمد للسيدة عائشة عندما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليه؟ قال: عائشة.