كان الملك الصالح نجم الدين أيوب يمتلك جارية وكانت تتصف بالحكمة والدهاء ‘
فوقع الملك في حبها وتزوجها وكان الملك يستشيرها في أمور الحكم وهذه الجارية هي شجر الدر ‘
وكانت حياة شجر الدر مستقره وسعيدة حتي موت زوجها الملك نجم الدين أيوب ‘
ومنذ موت الملك بدأت شجر الدر تواجه تحديات صعبة وكانت أكبرها محاربة وطرد الفرنجةالذين هاجموا مصر وقتها وهذاما كان يفعله الملك قبل موته‘
بالإضافة إلي أعباء الحكم والمحافظة علي استقرار مصر حتي وصول الأمير توران شاة ليتسلم مقاليد الحكم‘
اتخذت شجرالدر قرارآ في غاية الحكمة وهو كتمان خبر وفاة الملك لكي تحافظ علي معنويات الجنود وعلي استقرار البلاد وتتم محاربة الفرنجة وطردهم خارج البلاد وهذا ماتم بالفعل ‘
فقامت بكتم الخبر عن الجميع ماعدا الأمير فخر الدين لكي يكون عونا لها في إدارة الحكم فاشاعوا أن الملك لا يستطيع مقابلة احد بسبب مرضه الشديد فيتولي الأمير فخر الدين بمقابلتهم بصفته نائب الملك ويوهمهم بنقل كلامهم إلي الملك وتقوم شجرالدر بتدبير الأمور كلها بالتشاور مع فخر الدين وإن لزم الأمر توقيع الملك تقوم بالتوقيع ‘
ثم استدعت الطبيب واحد الخدم وهم أهل ثقة وأخبرتهم بالسر وحذرتهم من أفشاءه وطلبت من الطبيب أن يحنط جثة زوجها ووضعته في صندوق خشب ‘
ولم يكن هذا الأمر سهلآ عليها ولكنها تحملت مسؤلية المحافظة علي ممتلكات المسلمين‘
في هذا التوقيت كانت مصر هدف لحملات الغزاة الفرنجة وكان الفرنسيون بقيادة الملك لويس التاسع ركزو هجومهم علي دمياط لكي تكون بوابة عبورهم إلي القاهرة حاشدين مائة وخمسين الف مقاتل‘
وتصادف في هذا الوقت وجود الملك في دمشق فأسرع بالعودة إلي القاهرة وأرسل ابن عمة إلي دمياط قائد علي الجيش ولكن الجيش تقهقر لان القائد رأي عدم وجود فائد من المقاومة وانسحب تاركآ دمياط فريسه سهله للفرنجة فسيطروا عليها ‘
فغضب الملك وقرر نقل القيادة العامة إلي المنصورة وأعلن التعباه العامه في البلاد‘
فتواصلت الحروب عدة أشهر حتي تدهورت صحت الملك ومات عام 1249م وفي وقتها تولت شجرالدر إدارة الأمور وسير المعارك بعد إخفاء خبر الوفاة ‘ وكانت تقرر الأمور بمشورة الأمير فخر الدين وكأنها قرارات الملك ‘
فقامت بقيادة المعارك وفي أثناء المعارك توفي الأمير فخر الدين فقامت بإرسال رسالة إلي توران شاة لكي يأتي ويتسلم مقاليد الحكم مكان أبيه ‘
وقبل قدومه كانت شجر الدر لا تزال تخفي خبر الوفاة فقامت بتسهيل تسلم توران شاة الحكم
حيث اخبرت القادة والأعيان أن نجم الدين يطلب منهم مبايعة توران شاة علي الحكم فقاموا بمبايعته ‘
وبعد وصوله ماهو الا وقت قليل حتي هزم الفرنجة وحققت شجر الدر إنتصارآ كبير وتم أسر الملك لويس مع بعض قوادة‘
فتم الإعلان رسميآ عن موت الملك ومبايعة توران شاة فقام بإحتفال كبير بمناسبة انتصاره ومبايعته ولم يمر وقت كبير حتي قام بتهديد شجر الدر وطلب الأموال منها فرأت ان تبتعد عن مصر وذهبت إلي القدس‘
ولم يمر وقت حتي ثار عليه المماليك وقتلوه لانه كان مستبدآ وقام بتغير الحكومة واستبدالهم بمن جاءوا معه ‘
وبعد مقتله اختلف المماليك علي من يتولي الحكم وكادوا يتقاتلوا حتي استقروا علي شجر الدر فتسلمت الحكم وقامت بنقش اسمها علي النقود ودعي لها علي المنابر وعينت أيبك حاكم عسكري وعملت علي كسب الأعيان وكبار المماليك فأكرمتهم وقامت بتعينهم في المناصب وأيضآ قامت بتخفيض الضرائب علي المواطنين ‘
ولكن هذا لم يكفي فبعث الخليفة العباسي المستعصم برسالة شديدة اللهجة إلي مصر يعترض فيها علي تولي شجر الدر الحكم فلم تجد أمامها الا التخلي عن الحكم بعد أن حكمت ثمانين يوما‘
وبايع المماليك أيبك علي الحكم وتزوج من شجر الدر فكانت تشاركه في الحكم وماهو الا وقت قليل حتي ثار علية بعض المماليك طمعنآ في الحكم فقام بإشراك أحد ابناء البيت الأيوبي معه في الحكم وظهر في هذا الوقت الأمير أقطاي زعيم المماليك الصالحية فخاف أيبك من اذدياد نفوذه فقام بقتله ‘
وكان في هذا الوقت قد أهمل شجر الدر واستقل بالحكم ورجع إلي زوجته الأولي ام علي وكان قد طلقها عند زواجه من شجر الدر فقامت بقتله واعلنت للناس أنه مات مسروعآ ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها وسلموها إلي ام علي فقامت بضربها بالقباقيب علي رأسها حتى ماتت وكان ذالك في عام 1275م.