12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حفر بئر زمزم إلى زمن عبدالمطلب.

2021/03/29 07:30 PM | المشاهدات: 699


حفر بئر زمزم إلى زمن عبدالمطلب.
أحمد ناصر علوان

ترجع القصة لقديم الزمان حيث تزوج نبي الله أبراهيم أبو الأنبياء -عليه السلام- من أم إسحاق سارة في العراق ثم هاجر بها إلى الشام ومنه إلى مصر، فالتقى ملكها الشهواني الجشع الذي أراد سارة -عليها السلام- عن نفسها فأبت عليه فما استطاع إليها سبيلا، فتركها ضعفا وعجزا، ثم أخدمها هاجر أم إسماعيل على الجميع السلام.

ثم أمر الله إبراهيم الخليل بالهجرة بهاجر أم إسماعيل ووليدها إلى "أم القرى مكة" التي كانت في ذلك الوقت أرضا يبابا لا زرع ولا ماء.

أعطاها قوتا نفد منها ورأت نفسها مسئولة وحدها عن ولدها الطفل الرضيع إسماعيل...

ذهبت تبحث هنا وهناك عن ماء أو بشر أو زرع بلا جدوى، وكانت في منطقة الصفا والمروة.

قررت هاجر -عليها السلام- أن تصعد جبل الصفا لتنظر من فوقه لعلها تجد على البعد البعيد ولو بصيصا من أمل، إلا أنها لم تجد...

نزلت ولم تيأس فبدا أمامها جبل المروة؛ فصعدت عليه لعلها تجد فيه ما لم تجده على الصفا، لكن كانت النتيجة واحدة، فهي لم تجد ولم تر أي مقوم من مقومات الحياة...

إذن، ماذا تفعل في هذه الكارثة وهي بعد مسئولة عن طفلها، وطفلها يصرخ أمامها ويتلوى جوعا وعطشا، كانت أم إسماعيل -عليهما السلام- وحيدة معها فقط يقينها بالله وتوكلها عليه وحده واعتقادها أنه سبحانه لن يضيعها.

نزلت من جبل المروة لتصعد الصفا مرة أخرى لعلها تحقق ما لم يتحقق معها في المرة الأولى...

لكنها لم تجد شيئا، فصعدت المروة، مرات سبع تصعد وكلها يقين وأمل، لم تيأس ولم تستسلم بل أخذت بالأسباب وعملت.

 

إقرأ أيضًا:أول رئيسة وزراء أمريكا ج2

 

وفي المرة السابعة حيث كان الرضيع يبكي من الجوع إذ فجرت تحت قدميه عين ماء مباركة، فنزلت أم إسماعيل المباركة إلى العين المباركة لتحجزها من الضياع وهي تقول: زم زم، فسميت العين "زمزم" وهي الموجودة الآن في مكة المباركة.

ثم مرت قبيلة "جرهم" اليمنية فجلست بجوار الماء، باتفاق بينها وبين هاجر أم إسماعيل-عليهما السلام- ثم شب إسماعيل -عليه السلام- فبنى مع أبيه الكعبة البيت الحرام، وأذّن أبوه "إبراهيم" في الناس بالحج فأتوه من كل فج عميق، ثم صارت عادة العرب حج بيت الله الحرام "الكعبة" وتزوج إسماعيل -عليه السلام- من جرهم وأنجب، وأتاه الله النبوة وكانت حياة وعمارة، وتملكت قبيلة جرهم ماء زمزم والبيت الحرام والإشراف على الحج بعد وفاة إسماعيل-عليه السلام- وساروا على التوحيد وخُطى إسماعيل-عليه السلام- حينا من الدهر.

ثم إن جرهم أفسدت، ونفست عليها خزاعة فحاربتها وأخرجتها من حرم الله، فلما أدركت جرهم أنها ستخرج لا محالة؛ ردمت بئر زمزم قبل رحيلها، ثم تملكت خزاعة وهي التي أدخلت عبادة الأصنام إلى شبه الجزيرة العربية كلها على يد طاغيتهم "عمرو بن لُحيّ الخزاعي" وكانت مهمة إيجاد الماء صعبة خاصة لسقاية الحجيج...

 

إقرأ أيضًا: العقيدة الآتونية

 

ثم تملكت قريش بعدها كابرا عن كابر حتى آل الأمر لعبد المطلب بعد وفاة عمه المطلب وصارت له السيادة، وكانت زمزم ليس لها أثر أبدا، ظل يبحث عن مصدر للماء حتى رأى تلك الرؤية

 

إقرأ أيضًا:قصة أصحاب الفيل

 

رؤيا عبد المطلب:

وبينما عبد المطلب سيد مكة نائم ذات يوم إذ أتته رؤيا ملخصها أن يحفر بئر زمزم، وكان عبدالمطلب معظما في قريش لمواقفه خاصة بعد حادثة الفيل، فأخذ في الحفر هو وابنه الحارث ونازعتهما قريش وحاولت أن تثني عزم أبي طالب ولم تفلح، ثم حفر البئر، فلما رأوا الماء حاولوا أن ينازعوا فلم يستطيعوا، من أجل ذلك كله نذر عبد المطلب لئن رزقه الله عشرة بنين ليذبحن منهم ولدا، وهنا تأتي قصة الذبيح التي سنذكرها في المرة القادمة مع مولد النبي -صلى اللّٰه عليه وسلَّم- إن شاء اللّٰه.