شخصيات احذر دومًا أن تقترب منها فهي مدمرة، إنها تلك الشخصية التي هي من الخارج كحبة الفاكهة التي ابتهجت بألوانها الذكية ورائحتها العطرة وحين تفتحها من الداخل تجدها قد امتلئت بالديدان والحشرات أو قد أصابها العفن فهي تمامًا كتلك الشخصيات المنافقة التي تتحدث ألسنتها بما ليس في قلوبها، والتي دومًا ما تبتسم وتمدح وهي من الداخل تحترق بالغل والبغض والحقد، هي من تنتظر حتى تستدير بظهرك حتى تصوب الطعنات بخنجرها المسموم نحوك فيقضي عليك
=========
اقرأ أيضا: الاستغلال الجائر للقمة العيش
=========
تلك الشخصيات إنما هي مأوى للأمراض الخطيرة وأخطرهم هو مرض الجبن الذي نتج عن نقص في شخصياتهم؛ فجعلهم لا يستطيعون المواجهة بل يفرون دومًا إلى النفاق فقد تعلمنا أن اللسان هو أداة لتترجم عن القلب والعقل، ولكن أصحاب هذه الشخصية قد أصيبوا بأنفصال في الألسنة فأصبحت تلك الألسنة تنقل ما يختلف عن ما هو مستقر بقلوبها؛ لأنها لاتمتلك تلك الجرأة لتواجه بما في القلوب، فهي أمامك دوما لا تتحدث إلا عن مزاياك، وفي ظهرك لا تذكرك إلا بأبشع العيوب وربما وصلت به إلى تنفير الناس منك وشحن نفوسهم من ناحيتك
=========
اقرأ أيضا: جبر الخواطر
=========
إننا جميعًا دومًا ما نبحث في حياتنا عن الأمن الذي يتولد عن صدق المعاملة ووضوح الشخصية واستقامة السلوك حيث تزدهر علاقتنا بهذا وتسودها المحبة والود والطمأنينة والارتياح وعلى العكس من ذلك عند حدوث خداع أو مواراه من إظهار وجه وإخفاء آخر فإن العلاقة يكون لها وجهان ظاهره آمن وباطنه فاسد جبان مرتبك منافق فإن أسوأ الطعنات هي من تأتي من القريب الذي لا يتوقع غدره .
========
اقرأ أيضا: الأنانية وحب الذات
========
وحينما ننظر لتلك الشخصيات نجد أن الإسلام قد نهانا عنها وحرمها بل حذرنا منها بكل الطرق فهذا هو رسولنا الكريم يحذرنا منها ويوضح ملامح تلك الشخصية فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ((أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) رواه البخاري ،
ولقد اختصهم الله ﷻ بمنزلة خاصة لهم من العذاب فقال تعالى في سورة النساء: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [اية:145] وهذا إن دل فإنما يدل على عظيم جرمهم وقبيح ذنوبهم وأعمالهم .