يؤسفني أن أرثي من واقع الحال مما سمعته أذني ورأته عيني عن شباب في سن القوة والفتوة وريعان شدة البأس، وتجد الواحد منهم قد سقطت مروءته وخارت همته وضعفت خشيته؛ فراح يفطر في نهار رمضان، والبلية أنه ليس في السر بل في العلن، والأشد بلاء أنه يفخر بذلك في ربوع الأرض، الله أكبر، ماذا أصاب شباب أمة محمد ﷺَ؟ وهن وضعف ومفاخرة بالذل والهوان؟ أما علم هذا الشاب أنه مسئول أمام ﷲ عما يفعل ومحاسب عما اقترفته يداه؟!
إقرأ أيضًا: الرضا
أما علم أنه منتهك لحرمة شهر رمضان متعد لحدود الله مقترف لإثم عظيم، مستهتر ظالم لنفسه مبين!؟
أما يستحيي الشاب الذي يفطر بغير عذر من ربه الذي أعطاه الصحة ومنعها غيره؟ أما يستحي من نفسه أمام نفسه؟ أما يوجد في وجهه ماء!؟ أما يعلم أنه مسئول عن شبابه خاصة؟!
إقرأ أيضًا: اللحن في قراءة القرآن الكريم
يا معشر الشباب، بينما أمة الإسلام في حاجة ماسة لجيل كجيل الصحابة يزأر زئير الأسود ويغضب غضبتهم لدينه ثم لوطنه وأمته، بينما الأمة بحاجة إلى الشباب الأقوياء الأتقياء الشجعان؛ يخرج جيل أسوأ من الذي قبله، في منظر يحرق الدم ويدمر الأعصاب ويتعب النفس!
لماذا؟ سلوا أنفسكم، لماذا نحن هكذا؟ ولماذا نحن هنا؟ وماذا سيقول علينا أجيالنا التي من بعد؟! لماذا نؤثر الذي هو أدنى ونشترى الضلالة بالهدى، والمصائب تترى ونحن لا ندري؟ نحن في تيه دونه تيه بني إسرائيل، فهم تاهوا عن أوطانهم، ونحن تهنا عن أنفسنا وأهدافنا وتقاليدنا وديننا، هم تاهوا لأنهم عصوا أمرا واحدا، ونحن، كم أمرا عصينا!؟ الله أكبر، اللهم عفوك وهداك...
إقرأ أيضًا: حياة السيدة عائشة رضي الله عنها
-وأشد حرمة وأعظم جرما أن يفطر الرجل ليجامع زوجته في نهار رمضان، ويتعمد ذلك ويفخر به، مستهينا بشرع الله مخترقا لحدوده منتهكا لحرماته، أما تستحي وترتب أمرك؟ وتتقي ربك؟ فإن رجلا فعل ذلك على عهد رسول ﷲ ﷺَ فقال للنبي: هلكت! فعلا، انتهاك حرمات الله هلاك هلاك هلاك، والله إن الذي تفعله لكبير كبير كبير، وأنت تائه منساق وراء شهوتك، انتبه وتب ولا تتزيد في القبح فتشقى، وإني لك ناصح، أسأل ﷲ لي ولك الهداية، والحمدلله رب العالمين.
