12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

مُعتقدات زرادشت

2020/10/16 10:43 PM | المشاهدات: 1333


مُعتقدات زرادشت
إسراء نشأت عبد الرازق

 

الديانة الزرداشتية أو المجوسية من أكثر الديانات الغامضة والتي لها أفكار مُخيفة بعض الشيء وقبل أن نتحدث عن هذه المعتقدات والأفكار فيجب أن نلقي الأضواء على الأفكار الدينية المقدسة بالنسبة لهم منها : تقديسهم لعناصر الطبيعة وخصوصًا النار حيث يعتبروها أداة لتطهير الروح ولذلك فلهم مباني تُعرف بـ ( بيوت النار ) 

يعتقد معتنق الديانة الزرادشتية أن الروح بعد الموت تظل في الأرض لمدة ثلاثة أيام وعند إنتقالها للعالم الآخر فيكون مصير صاحبها إما أن يعيش في الجنة حياة خالدة مع زرادشت إذا كان الشخص صالحًا ، أو يُخلّد في الجحيم مع الشياطين وليس في النار حيث يُحرم على جسده أن يختلط بالنار التي تعتبر عنصر من عناصر الطبيعة المقدسة لديهم ، حيث أن الجسد بالنسبة لهم شيء غير طاهر من شيطانة Nasu وهي أيضًا ضمن معتقداتهم مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بجسد المتوفى فإذا إقترب الجسد بعناصر الطبيعة لوثها .. 

إذًا فماذا يحدث عندما يموت شخص ما ، لا يستطيع أن يُدفن ويختلط جسده بالتراب ، ولا حتى يُحرق فيختلط بالنار ، أو يُلقى في المياه فيختلط بها .. فماذا يفعلون بجسد المتوفى ؟

طريقة الدفن السماوي عن طريق برج خاموشان أو برج الصمت ، ومن خلالها تُسلم جثة المتوفى إلى الشخص المسئول عن الدفن بعد إقامة الشعائر الخاصة بالوفاة ، فيأخذها إلى قمم الجبال أو المرتفعات المخصصة لهذا الطقس وتُترك للطيور حتى تأكل الجثة ، إعتقادًا منهم أنها ستظل في السماء دائمًا ..

بُنيت هذه الأبراج في القرن التاسع الميلادي ، وأقدم برج موجود حتى الآن هو برج تشيليك في أوزباكستان ويتم ممارسة هذا الطقس أيضًا أن يُترك جسد المتوفى أعلى البرج حتى تأكله الطيور والجوارح ، وكان يتم إختيار الأماكن البعيدة عن المناطق السكنية حتى تُبنى بها هذه الأبراج على سبيل المثال في المناطق الصحراوية ، وهُناك بعض المسئولين الذين يُشرفون عليها بشكل دائم 

وتلك الأبراج إرتفاعها عالي وذلك بهدف ألا يرى أحد على الأرض الجثة عندما تأكلها الطيور ، كما قُسمت الأبراج بطريقة معينة فهي عبارة عن ثلاثة أجزاء .. الجزء الخارجي مخصص للرجال ، ثم جزء مخصص للنساء ، أما الجزء المركزي فتم تخصيصه للأطفال ..

هذه الأبراج منتشرة في عدة أماكن منها الهند ، وإيران 

ولكن بمرور الأيام تغيرت بعض الأشياء الخاصة بهذه الديانة فقل عدد معتنقوها وأصبحوا في الغالب يدفنون المتوفى داخل طبقات من الأسمنت بهدف فصل الجسد عن الأرض ..

وتعددت القصص والأساطير عن هذه الديانة فيُقال أنه كان هناك بعض الأشخاص المفقودين فتوجهت فرق البحث إلى قرية في الهند تعتبر مهجورة نوعًا ما وظلوا يبحثون حتى وصلوا إلى غابة هذه القرية ووجدوا برج صمت بها ولا يعرف عنه أحد أي شيء يُذكر كما وجدوا أيضًا الكثير من الجثث على قمة هذا البرج ولكن لم يلمسها أي طائر وكانت بشكلها الكامل والطبيعي ، أما الغريب في الموضوع وجود حفرة مليئة بالدماء فألقى شخص من الموجودين بها حجرة جعلت الدماء تتناثر على الجميع ومنذ تلك الحادثة فتم حجز الجميع بالمستشفى بسبب ما ظهر عليهم من غرابة منها : هتافهم المستمر بأنهم أصبحوا ملوثين بدم أهريمان ، وأهريمان هي قوى الشر حسب معتقدات الديانة الزرادشتية

وعلى الرغم من أن هذه القصة أسطورية وخيالية بعض الشيء فلا يستطيع أحد أن ينكر مدى غرابة معتقدات الديانة الزرادشتية وإختلافها الكبير عن باقي الديانات والمعتقدات المألوفة لدينا ولذلك فإن عالمنا مليء بالأحداث الغامضة .