(الملك زوسر والمجموعة الهرمية)

الملك زوسر والمجموعة الهرمية 
 دخلت مصر مرحلة جديدة وكان عنوانها (الإستقرار والقوة والبناء) وذلك عندما قام الملك "زوسر" بتأسيس الأسرة الثالثة. 
الملك جسر نثرغت (زوسر):- جسر تعني "المقدس" ونثرغت تعني "جسد الإله" كما ظهر اسم جسر علي الآثار في عصر الدولة الوسطي ، واكدته اثار ترجع الي عصر الدوله الحديثه. كما أستعمل جسر أسم " نثرغت " في المجموعه الجنازيه للهرم المدرج نتيجة تفضيل الملوك لنقش اسمهم الحوري علي اثارهم. ولد الملك " زوسر " منذ حوالي 2600 ق.م وهو مؤسس الاسره التالته كما حكم الملك جسر ( زوسر) مصر طبقا لما ورد في تاريخ "مانيتون" ٢٩ سنه والذي شهدت فيهم مصر نهضه شامله. ولكن علي الرغم من ان عصره شهد نهضه شامله فاكان هناك اضطرابات أيضا وعجز الملك زوسر عن محاولة ردعها ، وذلك لانها كانت ليست مجرد نزاعات سياسيه داخل البلاد وأنما كانت اضطرابات ناتجه عن حدوث مجاعه كبيره نتيجة غياب الفيضان لمدة ٧ سنين. وظهرت كل ذلك التفاصيل علي جداريه في اسوان والذي كان طولها ٣ متر وعرضها ٢ متر والتي كان ينص بها ما ورد فالصوره التاليه :

أقرأ أيضا/امبراطورية زفتى/ جمهورية زفتى

ثانيا نبذه عن الوزير إيمحوتب : 
هو اول وزير من عهد قدماء المصريين واول مهندس معمارى واول طبيب معروف الاسم . وقد احدث ايمحوتب تغييرا جذريا فى العماره يتمثل فى النقاط التاليه: 
(1) استخدام الحجر على نطاق واسع وهو مالم يكن معمولا به من قبل حيث كان الطوب اللبن ماده البناء الاساسيه . 
(2) بدايه اتخاذ المقبره للشكل الهرمى . 
(3) تقليد خصائص العماره النباتيه التى حققها اسلافه فى الطوب اللبن فى العماره الحجريه ولقد اشرف ايمحوتب على بناء المجموعه الهرميه للملك زوسر والتى تتكون من الهرم المدرج ,بهو المدخل ,معبد حب سد, المعبد الجنائزى , ناووس التمثال ,المقبره الجنوبيه بيت الشمال وبيت الجنوب ثم السور الذى يحيط بالمجموعه كلها . ولا نعرف حتى الان معرفه اليقين اذ كان ايمحوتب قد بدأ حياته فى الوظيفه فى ايام زوسر ام فى ايام ابيه ولكننا نرى اسمه مكتوب على قاعده احد تماثيل زوسر ويذكر القابه ومنها انه كان المشرف على ماليه الوجه البحرى واول رجل بعد الملك والمشرف على اداره البيت العظيم ( القصر ) والنبيل الوراثى , وكبير كهنه هليوبوليس , ورئيس المثالين , ورئيس النجارين .

أقرأ ايضا/أسطورة كورنوس

ثالثا :- المجموعه الهرميه للملك زوسر
 ١- الهرم المدرج أو المصطبه المدرجه :-
  وهو اول هرم تم بنائه من قبل المصريين واستمر المصريين في بنائه لمدة حوالي ٢٠ سنه بداية من سنة ٢٧١٧ ق.م حته سنة ٢٧٣٧ ق.م. وكان الهدف من بنائه هو أن يكون مقبره للملك زوسر ، وتم بنائه في عهد الملك زوسر أيضا علي يد الوزير " إمحوتب" . 
 2- المقبره الجنوبيه :-
  تقع في الجنوب الغربي من المجموعه ، وتتكون من مبني من الحجر الجيري وتشبه المقبره الجنوبيه مصاطب ملوك الاسرتين الاولي والثانيه وحتي الان تزال لغز يحاول العلماء فك طلاسمه حيث يظن بعض العلماء انها مسكن أو مدفن رمزي للقوي الحيويه للملك ، ويري البعض الاخر ان المقبره الجنوبيه هي مدفن لاواني احشاء الملك وتعددت الاحتمالات تجاه ذلك المقبره ولم يتم الوصول الي حقيقه لذلك المقبره حتي الان.
  ٣- مقاصير حب سد :-
  فناء عيد اليوبيل ( حب سد ) ويطلق عليه ايضا فناء الاحتفالات ، واليوبيل الملكي هو ( احتفال بمرور ثلاثون عام علي تتويج الملك ) . وكان يحتفل به الملك وهو يرتدي لباسا خاصا أثناء قيامه ببعض طقوس هذا العيد. وكانت تقام تلك الطقوس مرتين ، مره كملك للوجه القبلي ومره كملك للوجه البحري. وكان من الغريب انه احتفل به الملك زوسر علي الرغم من انه لم يحكم الا تسعة عشر سنوات. 
٤- الفناء الكبير :-
  وهو المنطقه الكبيره العريضه بأتساع الهرم ، وتمتد بينه وبين المقبره الداخله في حائط السور الجنوبي. واستخدمت ثلاث مباني في الفناء علي الارجح اثناء السباق الطقسي للملك تكريما لأبيس Apis. وضمت في مبناها السفلي ممرات مليئه بالعظام الادميه والالاف الاواني ولذلك السبب يري " ادواردز" أنها استعملت لدفن أواني الأحشاء ولكنه رأي ضعيفا لأن في الفترات الاحقه لزوسر كانت توضع تلك الاواني في حجرة الدفن مع المتوفي. 
 ٥- الفناء الصغير :-
  وهو فناء متوسط الحجم يحوي بهو وثلاثة حجرات داخليه صغيره ومجموعه من الحجرات الجانبية زينت من أعلي بزخرفه غامود الجد ويعتقد ادواردز أنه ربما كان المكان الذي يفترض أن يستعد به الملك للقياس بطقوس الحب سد وفيه يغير الرموز المقدسه وقطع الملابس المختلفه 
٦- بيت الشمال والجنوب :- 
وهما يقعان إلي الشمال من فناء الحب سد وكل بيت يحتوي علي ممر ضيق يوصل إلي مقصورة ذات مشكوات صغيرة. ولكل بيت منهما واجهه من الحجر الجيري الجيد. ويقع بيت الشمال خلف بيت الجنوب مباشرة ويشبه بيت الجنوب تماما والاختلاف الوحيد يكون في الثلاة أعمده التي تم اعادة ترميمها حديثا وهناك اعتقاد بأن بيت الشمال والجنوب تم بنائهما ليؤكدا علي سيطرة الملك السياسيه والدينيه والدينيه علي شطري الوادي الشمالي والجنوبي. 
7- المعبد الجنائزي :- 
يوجد في شمال الهرم وهذا يخالف ما اتبعه الملك بعد عندما شيدوا معابدهم الجنائزيه في الجانب الشرقي من اهراماتهم والمعبد في حاله سيئه من التدمير ومن الصعب تتبع تخطيطه وليس علي المرء ان يميز من عناصره الا القليل جدا اذ يمكن مشاهدة بعض قواعد الاعمده . كان هذا المعبد مخصصا للشعائر الدينيه المتعلقه بالحياه الثانيه وكانت تقدم له القرابين في المناسبات ويلاحظ ان معظم عناصره المعماريه الاساسيه قد بنيت بازدواجيه ويمكن تفسير ذلك ان الطقوس الدينيه والجنائزية كانت تقام للملك مرتين بصفته ملك للجنوب ، وملك للشمال. 
٨- السرداب وحجرة التمثال :-
  هو السرداب الذي تم العثور فيه علي تمثال الملك زوسر الذي نقل للمتحف المصري ووضع بدلا منه نسخه جصية وهو يقع الي الشرق من المعبد الجنائزي وهو عباره عن حجره صغيره ملحقه بالجانب الشمالي للهرم وواجهة السرداب نحو الشمال وتميل للخارج كلما اتجهت للاعلي وبها ثقبين دائريين أمام وجه التمثال ربما للسماح للتمثال بمشاهدة النجوم والعالم الخارجي ، امام السرداب يوجد فناء يطلق عليه فتاء السرداب. 
 9 - غرفة الدفن اسفل الهرم :-
  وهذا الممر يوصل الى بئر مربع طول كل جانب منها 7 م وعمقها 28م ويوجد حجره الدفن التى شيدت من حجر الجرانيت الوردى فى اسفل هذا البئر وتوجد فتحتين اسطوانتين فى سقف حجره الدفن تسمح بانزال جثمان الملك " جسر" وكانت الفتحه مسدوده بكتله كبيره من حجر الجرانيت الوردى تزن ثلاثه اطنان ونصف وغير هذا فهناك العديد من الممرات والغرف التى حفرت فى الصخر الطبيعى تحت بناء الهرم وتشعبت فى اتجاهات مختلفه باطوال متباينه وعلى اعماق ووجد بها عشرات الالاف من الاوانى الحجريه الضخمه ويعتقد ان عددها يزيد عن اربعين الف اناء من الحجر والجرانيت والديوريت والشست. وهى تمثل الاتقان الذى وصلت اليه صناعه الاوانى فى عهد الملك "جسر" . وقد زين احد جدران هذه الغرف بثلاثه ابواب وهميه . ويضم الجزء الذى اضيف الى المقبره فى المخطط الثالث احدى عشر بئرا عميقا يؤدى كلا منهما الى بعض افراد الاسره المالكه اما بقيه الدهاليز فقد كانت عباره عن مخازن .
10- صالة او قاعة المواكب : 
وهي المدخل الوحيد إلي المجموعه الكبيره ، حيث يؤدي دهليز قصير من المدخل المشيد في البرج إلي ردهه لها باب مثل عليه مصراعان بالنحت البارز علي الجدران الجانبيه.
ويري edwards ان الهدف من هذه الصاله أن مقاصير هذه الصاله ربما كانت تحوي في الجزء الجنوبي منها تماثيل للملك بتاج الوجه القبلي الابيض ، وفي الجزء الشمالي منها كانت تحوي تماثيل الملك بتاج الوجه البحري الاحمر ، وذلك علي اساس ان عدد المقاصير قد يصل الي 42 مقصوره بعدد اقاليم مصر ، أي أن بداخل كل مقصوره كان يوجد تمثال مزدوج للملك بصحبه رمز لأحد أقاليم مصر ، وذلك مثل ما تركه لنا الملك " منكاورع " في معبد الوادي الخاص به بالجيزه .
علي أن الحفائر لم تكتشف حتي الان عن أي أثر لمثل هذه التماثيل في صالة أعمدة الملك جسر. كما أن عدد أقاليم مصر لم يصل إلي عدد 42 الا في الفتره التي كانت مصر فيها تحت حكم اليونان والرومان. وهناك احتمال بأن هذه الصاله ربما تمثل المدخل الموصل الي قصر الملك في منف.

أقرأ أيضا/قيام المماليك