12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الإيلوميناتي ما بين الحقيقة والروايات

2020/09/29 09:55 PM | المشاهدات: 1428


الإيلوميناتي ما بين الحقيقة والروايات
إسراء نشأت عبد الرازق


هل فكرت يومًا في أن يكون هناك مؤامرة كبيرة حولك .. لا .. ليست مؤامرة عليك وحدك ، وإنما على العالم كله .. هل يمكن حقًا أن تكتشف إرتباط بعض الأحداث الغريبة حولك بأشخاص بعينهم ، وعن قصد .. وترتيب دقيق لتلك الأحداث !
والآن .. عُد معي إلى عام ١٧٤٨ ، وتحديدًا إلى مدينة إنغولشتات حيث كانت حينها تابعة إلى ولاية باڤاريا 
آدم وايسهاوبت ( Adam Weishaupt ) والذي كان من نسل يهودي ثم قام باعتناق الديانة المسيحية ، وقد توفى والده عندما كان عمره خمس سنوات ، ولذلك وضعه جده في مدرسة الكنيسة حتى يتم الـ ٢٠ سنة ، وحينما بدأ الدراسة الجامعية قام بدراسة القانون في جامعة إنغولشتات ..
ومن ضمن ما عُرف عن آدم وايسهاوبت أنه كان واسع الإطلاع ويحب التفكير في كل شيء حوله ، كما عُرف عنه أيضًا حبه الشديد للقراءة حيث قرأ كثيرًا في الديانتين ( اليهودية ، والمسيحية ) 
وقد حدثت بعض الأحداث الغير متوقعة حينما كان يدرس آدم في مدرسة الكنيسة ..
سنة ١٥٤٠ كان هناك جندي سابق عُرف بـ إجناتيوس لويولا وقد قرر أن يُنشيء جماعة عُرفت بـ ( جماعة السيد المسيح أو اليسوعيين ) وكان هدفها أن يجعل فكرة فرسان الهيكل الذين يحاربون من أجل الديانة المسيحية تعود من جديد ، وهذه الجماعة لم تكن تابعة للكنيسة أو لبابا الفاتيكان ، بل كانت مُستقلة بذاتها ولها قوانين خاصة ومختلفة وتجهيزات عكسرية وكان أعضاء تلك الجماعة سُفراء و وزراء ودبلوماسيين وذلك مع إلتزامهم بتعاليم الدين الخاصة بجماعتهم 
ولكن .. إستقلالهم عن سلطة الكنيسة وبابا الفاتيكان كان ذلك من أكثر ما يُهدد سُلطات الكنيسة فقرر البابا كليمنت الرابع عشر بعمل قمع لكل من يتبع تلك الجماعة وذلك في عام ١٧٧٣ ، ومن هنا بدأت الأفكار تزداد في رأس آدم وايسهاوبت حيث فكر في أنه هل يوجد علاقة بين السياسة والدين ؟ ومن الذي يتسبب في منع الحرية ، هل السياسة أم الدين ؟ 
وبدأ آدم في البحث عن الكثير من المعلومات حتى توصل حينها إلى منظمة كانت منتشرة بشكل كبير وهي ( الماسونية ) أو Freemasons 
والتي كانت في ذلك الوقت قائمة على الفكر الحُر البعيد عن أي سياسة أو دين .. 
ومع القراءة أكثر وأكثر ، والبحث عن المعلومات قرر آدم وايسهاوبت أن يبدأ منظمة أخرى خاصة به ، وذلك بعدما قرأ في كتاب وتعاليم الكابلا ، وأساطير الحكماء السبعة والتي تنص على أنه في أي حضارة على مر العصور هناك سبعة ملوك يُغيرون مجرى التاريخ ..
وبعد قراءة آدم للكتابين قرر هو وخمسة أشخاص أن يقوموا بإنشاء منظمة الإيلوميناتي في باڤاريا عام ١٧٧٦ ، أما أعضاء المنظمة فعُرفوا بـ ( مينيرڤال Minerval ) وذلك نسبة إلى مينيرڤا إلهة الحكمة عند الإغريق وكان رمزهم هو بومة مينيرڤا ..
وبمرور الأيام ، وفي عام ١٧٨٤ وصلت المنظمة إلى حوالي ٦٠٠ عضو ، ومن أشهر من انضم للمنظمة هما : أدولف كنيچه والذي كان عضو سابق في منظمة الماسونية ، والكاتب الألماني يوهان غوته 
وكان لأدولف كنيچه دور مهم حيث أنه اقترح أن يكون لكل عضو إسم جديد يُعرف به غير إسمه الحقيقي ، بالإضافة إلى أن يتم تقسيم منظمة الإيلوميناتي إلى ١٣ قسم أو ١٣ مرحلة ، وكل مرحلة لها أعضاء خاصة بها وإختبارات لمن يريد الإنضمام لها ، وتلك المراحل هي : 
- المرحلة الأولى : دراسة الفلسفة الإنسانية بشكل كامل وبجميع فروعها ، ويتم تقسيم الأشخاص إلى ( عضو متقدم ، مبتديء ، مينيرڤال ، إيلوميناتي ثانوي .. وهكذا ) وبعد أن يتم دراسة المطلوب من كل عضو يستطيع حينها أن يحضر الإجتماعات الخاصة بالمنظمة ..
- المرحلة الثانية : والتي تُعرف بمرحلة التنوير الكاملة ، فمن يصل لها قد وصل إلى مرحلة التنوير الكامل ، ويستطيع أن يُشرف على جميع الأشخاص الأصغر منه في المراحل ويتم تقسيم الأشخاص إلى ( راهب ، أمير ، ساحر ، ملك ) 
وكان الهدف من تلك المنظمة التخلص من سلطات الدين ..
وقد حدث خلاف كبير بين أعضاء المنظمة وبين أدولف وشخص آخر عُرف بـ چوزيف أوتسشيندر ، بسبب معارضته إلى ما كانت تُعلمه تلك المنظمة ( الإيلوميناتي ) ، ولذلك تم طردهم منها .. وحينها أرسل چوزيف رسالة إلى دوق باڤاريا وصرّح عن بعض تعاليم وأسرار المنظمة وهي :
الإيمان بأن القتل وسيلة لتحرير الروح ، وأن الدين مجرد وسيلة إخترعها القوي لممارسة قوته وسيطرته على الضعيف ، وأن من يُعادي المنظمة يُقتل مسموم ، وأهم ما صرح عنه چوزيف أن الإيلوميناتي عدوة للسلطة وتتآمر ضدها ..
وبعد تلك الرسالة أمر دوق باڤاريا بمنع أي منظمة لم يتم الموافقة عليها بشكل رسمي وقانوني ، بالإضافة إلى تفتيش كل أوراق الإيلوميناتي ، وبالفعل ما وجدوه كان مثير للدهشة ، حيث عثروا على أوراق ومقالات تتحدث عن الإلحاد ، وأن الإنتحار لا يجب معاملته كجريمة وأنه مُجرد إختيار حر ، ولا يجب معاقبة القانون لمن يقوموا بعمليات الإجهاض وأنها مجرد عملية جراحية كغيرها من العمليات .. 
ولذلك أعلن دوق باڤاريا أن الإيلوميناتي تعتبر جماعة خارجة عن القانون ، وأن من يتم الإمساك به وكان يتبع تلك المنظمة فيتم إعدامه فورًا .. 
وهنا .. إنتهت المنظمة بشكل رسمي ، وكان آدم وايسهاوبت قد هاجر إلى غوتا وبدأ بدراسة الفلسفة في جامعة غوتينغن حتى مات في عام ١٨٣٠ ..
أما أدولف فكان ينتقل من مكان للآخر حتى جاءت له رسالة من الحكومة الفرنسية في عام ١٧٩٦ ، ومات بعدها بُحمى ..
وبعدها لم تصدر أي معلومات سوى أن هناك إغتيالات وأحداث غريبة مرتبطة بهم 
وفي عام ١٩٤٨ ظهرت سلسلة كتب وهي ( ثلاثية الإيلوميناتوس ) 
وتتحدث هذه الكتب عن أن هناك منظمة سرية تتحكم في العالم ، ومرتبطة بعالم الماورائيات 
والشخصيات الموجودة في الرواية في النهاية يلتقون بكائن أسطوري رأسه مثلثة الشكل ويوجد في الوسط عين واحدة .. 
أحداث الرواية أظهرت الكثير من الأحداث الغريبة وربطت بينها وبين أشخاص من أعضاء المنظمة ، بالإضافة إلى ما وُجد في الرواية من ربط بين المنظمة وبين ڤيروسات الحروب البيولوچيه ، والكثير من الأحداث التي تحدث في العالم بشكل دائم .. وخفي 
ومنذ تلك اللحظة .. ظهرت الكثير من علامات الإستفهام حول وجود أو عدم وجود منظمة الإيلوميناتي حتى الآن ، وهل لها علاقة بالعمليات الإرهابية ؟ أو الإغتيالات ؟ 
إنها من أكثر المنظمات التي تدور حولها تساؤلات ، وأحداث كثيرة ، كما أنه هناك ترابط بين أحداث عالمية خطيرة وبين أشخاص تم ذكرهم من أعضاء المنظمة .. 
ولذلك .. حتى لو انتهت الكثير من الأشياء بشكل رسمي ، فيُمكن ألا تنتهي بشكل فعلي ، ويُمكن أن تتحول لما هو أخطر وأغرب ..