ينسب التمثال لهذا الفاتح العظيم الملقب باسم "نابليون مصر "عددا كبيرا من التماثيل التي تبلغ حوالي 20 تمثالا، حيث جاءت جميعها تقريبا من طيبه و برغم ان هذا الملك استطاع القيام به حوالي 17 حمله مكنت مصر من السيطره على كل جيرانها تقريبا. الا ان ملامح تماثيل هذا الملك كانت بسيطه ورقيقه عليها مسحه من الهدوء والنعومه لا تتناسب مع فاتح عظيم كان من الطبيعي ان نراه بهيبه ووقار يوحيان بالعظمه والتسلط خاصه انه هازم الاعداء ،غير ان فناني الملك قد استكملوا وما بدأه فنانو الملكه "حتشبسوت" الذين قاموا بدمج سمات المدرستين المثاليه والواقعيه في قالب من الوقار والاناقه لتخرج لنا مثل هذه الاعمال العظيمه.
تمثال الملك تحتمس الثالث الذى حُفظ في المتحف المصري بالقاهره والذي صُنع من حجر جيري ملون حيث تم العثور عليه في طيبه الدير البحري معبد حتشبسوت من عصر الدوله الحديثه الاسره الثامنه عشر الذي كان ارتفاعه 61 سم والعرض 55سم فكانت تمثال وقفاً يتقدم بساقه اليسرى خطوه واحده للامام ،وهو الوضع التقليدي لتماثيل الرجال في مصر القديمه، ويرتدي الملك نقبه قصيره ذات ثنايا تعلوا الركبتين، بينما على الراس تاج ابيض يتقدمه عند الجبهه حيه الكوبرا "الصل الملكي". اما حد تاج فامتد ليتصل بالاذنين البارزتين للخارج، اما ملامح الوجه فهي اكثر ما يميز التمثال. فمن النظره الاولى يمكننا استشعار رقه الملامح وروعه تفاصيل الوجه فالعينان واسعتان تنتهي كل منهما بخط تجميلي عريض وفوق كل عين امتد الحاجب العريض والطويل في انحناءه واضحه موازياً للخط التجميلي. اما الانف الاقني فقد برع الفنان في نحت تفاصيله خاصه حافه الفتحتين بينما الفم شبه مستقيم يوحي بابتسامه هادئة.
وقد ترك الفنان اجزاء الحجر الواقعه بين الذراعين والجسد ربما في محاوله منه للحفاظ على مكانه التمثال وتماسكه وربما يدعم ذلك وجود عمود الظهر يمتد لاعلي حتى التاج كدعامه. امال القاعده فقد نقش عليها اسم الملك امام قدمه اليمنى مباشره، كما نقش اسم الملك علي حزام الوسط المثبت به النقبه القصيره.
