12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

صدق أو لا تصدق..صدفة تنقذ رقبة طبيبة من حبل المشنقة.

2021/04/15 07:15 PM | المشاهدات: 413


صدق أو لا تصدق..صدفة تنقذ رقبة طبيبة من حبل المشنقة.
شيماء عصام

روى هذه القصة المستشار بهاء الدين أبو شقة في كتابهِ "أغرب القضايا".

بعثت طبيبة من داخل سجن القناطر الخيرية "سجن النسا"، رسالة إلى المستشار بهاء أبو شقة، وكانت الرسالة تقتر حزنا وصورة مجسمة مـن الخسة والندالة والغدر وانعـدام الضـمير.. كانـت سـطورها مفعمـة بالبكـاء والأسى.

 

روت الطبيبة السجينة قصتها بكُل ما فيها مِن مـرارة، أنها كارثة بل مصيبة كبرى حلت على رأسها كالمطرقة وريـح عاتيـة َّبقسوة فاقتلعت حياتها مِن جذورها بلا هوادة ولا رحمة..بعد أن عانت مـرارة الاتهام ومعاناة محاكمتها التى انتهت بمعاقبتها بالإعدام ًشنقا عن تهمة تتسـم بالبشاعة والوحشية وانعدام العقل والضمير..قتل ابنة ضرتها عمداً مع سـبق الإصرار والترصُد وحرقها..وأقسمت مراراً وتكراراً قسماً مغلظاً بين سطور خطابها َبأنها بريئة وبأنها لم ترتكب هذه الجريمة البشعة الشنعاء المجـردة مِن كُل معانى الإنسانية والرحمة.

 

 اقرأ ايضاً/النصب على سيدة واستغلالها لبيع كليتها بالدقهلية

 

أوراق القضية كشفت شخصية زوج الطبيبة المتهمة، فقد كان شاباً وسيماً اعتاد على قضاء الليالى الحمراء، واستهوى النساء ويوقع من يريد فى حبه بإطلالته وحسن مظهره، ووجد ضالته المنشودة فى إحـدى الفتيـات كانـت ثريـة ابنـة تـاجر كبير دخل الأسرة ونفذ إلى قلب الفتاة وكأنه ميكروب فتاك لعين ينفذ خلسة ليفتك بصاحبه فلا يحس به إلا وقد أشرف على الهـلاك بحديثه المعسول وأساليبه الملتوية اتخذ التاجر منه ابنًا وزوجه ابنته وأعد لـه شـقة فـآخرة فى عمارته..وكانت تغدق عليه بسخاء من مال أبيها الذى كـان لا يبخل عليهـا بشئ، ومرت الأيام وهو يرتع فى هذا النعيم، وقد بهر زوجته بحديثه العذب على نحو حال بينها وبين الوقوف على حقيقة واقعه، وانقضت ضائقة مالية على والدها تزايدت مع الأيام وبدأت تتكشف يوما بعد يوم .. وانتهـت بإشهار إفلاسه، ونضبت "حنفية" الثراء وجف ماؤها، وقلت النقود فى جيبه هنا كشف عن وجهه القبيح وتبخرت كلمات الحب والهيام والغرام التى كان يمطر بها زوجته صباحاً ومساءً إلى سب وقذف ولعن وكشر عن أنيابه وفى خسة ونذالة طلقها بعد أن أتى على أخر مليم معها وأخذ معه ابنته الوحيدة تاركاً طليقته وحيدة مفلسة غارقة فى بحور الآلم والحسرة والندم.

 

اقرأ ايضاً/مصرع وإصابة 8 أشخاص في حادث تصادم بالدقهلية

 

 وبدأ يبحث عن صيد جديد عن بقرة حلوب يستنزفها عن فريسة جديدة يلتهمها، ولأنه الصياد الماهر الذى لا تخطىء سهامه فى صيد فريسته التى تقع تحت بصره فقد وجه سهامه نحو تلك الطبيبة التى التقى بها فى عيادتها الخاصة بعد أن عرف كل ظروفها وجمع كافة المعلومات العامة والخاصة عنها.. كانت على وشك أن يفوتها قطار الزواج وأن تلحق بقطار العوانس كانت دميمة ترتد "نظارة" سميكة متهالكة.. شعرها "أكرت".. ليس بها مسحة جمال تغرى أى شاب على التفكير فى الارتباط بها.. ولكنها فى المقابل وهو المهم بالنسبة لهذا الشاب، كانت تملك أرصدة كبيرة فى البنوك فقد عاشت فترة من الزمن تعمل ببلاد النفط.

 

اقرأ ايضاً/"بسبب زينة رمضان" مصرع شاب من الطابق الرابع بطنطا

 

وبدأ العنكبوت ينسج خيوطه حولها، ولم تصمد طويلاً أمام فنونه ودرايته وخبرته فى الإيقاع بالنساء تمت الخطة ووقعت الفريسة فى الزواج، وبمرور الأيام تحولت إلى "عجينة" بين أسنأنه..وزاد لين هذه العجينة حينما تبين أنها عاقر وبدلأ من أن تتخذ من الطفلة ابنة زوجها ابنة لها تعوضها عن أمومتها المفقودة، بدأت تفتح النيران على الطفلة وتملكتها الغيرة منها..وكلما نظرت إليها تذكرت كلمات الجمال التى كان يرددها والد الطفلة عن أمها، وقررت منع الطفلة من الاتصال بأمها بأية وسيلة، ومنعها من الخروج والاتصال بالتليفون، بالإضافة للتجسس على زوجها خوفا من أن يتركها، أحس الزوج أنها أصبحت كابوساً تجثم على صدره وقيداً على نزواته ومغامراته الطائشة، وذات مرة عادت الطبيبة مِن عملها ورأت الطفلة تتحدث مع أمها فى التليفون فلم تتمالك نفسها وأنهالت عليها بالضرب المبرح وزادت صرخات الطفلة وحضر الجيران وأنقذوها مِن بين يـديها، وشـكت الطفلـة للجيـران سوء معاملة زوجة أبيها لهـا، وأنهـا تهـددها بكيهـا بالنـار والمـوت لـو أنهـا تحدثت مع أمها مرة أخرى.

 

اقرأ ايضاً/

 

ولم تمضِ على هذه الواقعة سوى أيام قليلة..وخرجت الطبيبـة لعملهـا بالمستشفى كالمعتاد وتركت الطفلـة وحـدها كالعـادة بالشـقة، وعـادت فى الظهيرة ودقت جرس البـاب ولم يفـتح أحـد اعتقـدت للوهلـة الأولى أن الطفلة نائمة وقامت بفتح الباب بالمفتاح الذى تحمله معها ودخلت الشقة ونادت عليها ولم يرد أحد، وما إن فتحت باب إحدى الغرف الخاليـة بالشـقة تسمرت فى مكأنها عندما وجدت الطفلة مُلقـاة عـلى الأرض وهـى جثـة متفحمة وعقدت المفاجأة لسأنها لبرهة يسيرة وخرجت تصـرخ وتسـتغيث بالجيران، وحضـر الـزوج وبكـى بكـاء مريراً بهيستيريا وهو يصرخ بأنه فقد أعز شئ لديه..خسر ابنته الوحيدة التى خرج بها من الدنياأمله الوحيد فى الحياة فلم يكن أمامه فى الحياة مِن أمل فى الذرية سواها خاصة وأن زوجته الطبيبة عاقر..وجه لزوجته الاتهام وهم فى ثورته العارمة بالاعتداء عليها لولا إبعاد رجال الشرطة لـه، وصاح الأب وصرخ صرخة مِـن أعماقهِ اهتزت لها قلوب رجال التحقيق، الحقيقة واضـحة مثـل الشـمس..هى التى قتلت ابنته وحرقتها وأنهـا مجرمـة آثمـة يـديها ملوثـة بـدماء ابنتـه.

 

اقرأ ايضاً/

 

واستشهد الزوج بالجيران الذين أيدوا روايته كاملة وشهدوا بما رأوه مِن إهانات واعتداءات بالضرب على الطفلة، وأنهم كثيراً ما سمعوا صراخها وهى تستغيث من اعتداءات زوجة أبيها، وانتهى الزوج فى شهادته على الإصرار بطلب القصاص العادل منها حتى لا يضيع دم ابنته الوحيدة هدراً، وأنه لن يرتاح لهُ بال ولن يهدأ لهُ حال إلا وحبل " عشمأوى" قد لف على رقبتها.

وبالفعل قضت محكمة أول درجة بإعدام الزوجة شنقاً بتهمة قتل الطفلة مع سبق الإصرار والترصد، ويقول المستشار بهاء أبو شقة، استوقف نظرى أنه بالكشف الظاهرى على الجثة تبين أنها لفتى فى الثانية عشر من العمر ولأن الجثة كانت متقحمة فأن الطبيب الشرعى لم يستطع أن يحدد كيفية الاعتداء الذى وقع على المجنى عليها، والآلة المستخدمة فى الاعتداء، فكانت كلمة "فتى" الذى يبلغ من العمر أثنى عشر عاماً هى طوق النجاة، هى المفتاح الذى سيفتح الأبواب المُغلقة على الحقيقة التى قدر لها أن تقبر خلف هذه الأبواب، قبلت محكمة النقض الاستئناف على الحكم، وإعادة محاكمة الطبيبة أمام محكمة أخرى، وفى جلسة النطق بالحكم حضر الطبيب الشرعى، وسأله أبو شقة عما إذا كانت الجثة التى عاينها لفتاة أم لولد.. فأجاب أنه عاين جثة لولد عمره أثنى عشرة عام وليس لطفلة، ثم سأل الزوج ما قولك فى أقوال الطبيب الشرعى الذى يؤكد أن الجثة التى قام بالكشف عنها لطفل فى الثاينة عشر من عمره، فى حين أن ابنتك طفلة ولم تتعدى السابعة مِن عمرها فلم يجيب وتفوه بعبارات للطبيب الشرعى.

 

رفعت المحكمة الجلسة لمدة 4 ساعات وجاءت لحظة الحسم قررت المحكمة ببراءة المتهمة مما أسند إليها مِن اتهام بعد مرور فترة مِن الزمن وذات يوم جاءت الطبيبة لزيارة المستشار بهاء أبو شقة كالمعتاد كان الحزن يمـلأ عينيهـا وهـى ترتدى ملابس الحداد، وأخبرتنى بصوت مفجوع بأن زوجها قد لقى حتفه فى الخارج فى حادث أليم إذا كتشفت زوجتـه الأجنبيـة التـى تكبـرهُ بعشـرات السنين أنه يعبث بمشاعرها، وبخيانتـه لهـا، واسـتيلائه عـلى أموالهـا التـي ائتمنته عليها وألقت يده فى التصرف فيها كما اكتشـفت وتأكـدت أنـه قـد أعد الخطة للتخلص منها والهرب بأموالها فقررت الخلاص منـه حتـى لا ينعم بثروتها، وكانت المفاجأة الكبرى التى هزت كيأنها وبدت شعورها نحوه وأنه كان وهماً لا يستحق أن ابنته مازالت على قيد الحياة، وأنها كانت فى صحبته فى الخارج وقد أعادتها السفارة إلى أمها، وكانت المفاجأة الكبرى التى هزت كيأنها.. وبدت شعورها نحوه وأنه كان وهماً لا يستحق أن ابنته مازالت على قيد الحياة، وأنها كانت فى صحبته فى الخارج وقد أعادتها السفارة إلى أمها.

 

كما نشطت الشرطة بعد هذا البلاغ وأجرت التحريات بحثـاً عـن الحقيقـة، وقد تحققت مِن هذه التحريات أن الـزوج هـو الـذى دبرهـا لكـى بتخلص مِن زوجته الطبيبة ويعيش مع صيده الجديد ويرث أموالها بعـد إعـدامها ودبر فى ندالة وخسة بلا ضـمير لإنجـاح فكرتـه الشـيطانية فـاتفق مـع «تربى» كى يحضرله جثة فتاة فى سن ابنته توفيـت فى توهـاً موهمًـا إيـاه أنـه أستاذ بكلية الطب حتى يدرب الطلاب عليها، إلا أن القدر لم ينصفه ووقـف إلى جانـب زوجتـه لينقـذها مـن حبـل المشـنقة، إذ لم يتمكن «التربى» مِن العثور على جثة لطفلة ميتة حديثا وكُل ما وقع تحت يده جثة هذا الطفل فقدمها إليه وتسلمها منه فى عجلة مِن أمره دون أن يتبين أمر هذه الجثة ووضعها فى عجالة فى الشـقة وسـكب عليهـا البنـزين ونفـذ جريمته دون أن يدرى فيما إذا كانت الجُثة ذكراً أم أنثى وأشعل فيهـا النيـران.