12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الإرتباط في الإسلام

2020/05/13 04:06 AM | المشاهدات: 1357


الإرتباط في الإسلام
فرحه أيمن

معنى الإرتباط:_
الإرتباط في اللغة العربية هو التواصل ولكن في ظل الجيل الحالي والأجيال  القادمة عندما نسأل عن مفهوم الإرتباط فورًا تتعلق الأذهان بأنه العلاقة بين الشاب والفتاة فتجد أن فلان مرتبط بفلانة وفلانة مرتبطة بفلان والجميع على علم بذلك تحت مسمى الحب ولكن الحب أنقى من أن تصفه علاقة لا تمت للشريعة الإسلامية والدين الإسلامى بصلة.
======
إقرأ أيضًا/هل أهان الإسلام المرأة
======
حكم الإرتباط قبل الزواج والخطوبة في الإسلام:_
الإرتباط في الإسلام هو الخطوبة التي تلتزم بأحكام الشرع أو الزواج أما بالنسبة للإرتباط دونهما فلا يقره الشرع ولا يعترف به والإرتباط حاليًا يعتمد على المراسلة وتبادل النظرات والكلام المعسول فهو خضوع بالقول والفعل لأن الله -عز وجل- أمر معشر الرجال في سورة النور بغض البصر في قوله -سبحانه وتعالى- : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} وأمر المرأة أيضًا بغض بصرها وأن تصون نفسها ونهاها عن إظهار مفاتنها ووضع ما يُساعد على إظهارها في قوله -عز وجل- في سورة النور: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وذكر تلك الآيات في سورة النور التي تبدأ أول آية بها بفرض أحكام السورة كاملة يدل على الإلزام بالأوامر والنواهي التي وردت فيها..وأمر الله -عز وجل- المرأة بعدم الخضوع بالقول أي التحدث بكلام معسول يتعدى الحدود واللين والعذوبة في الحديث في قوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}
لذلك فإن الإرتباط الغير شرعي أي الذي لا يكلل بالزواج فهو لا يجوز شرعًا ومن يفعل ذلك فإنه يرتكب إثمًا كبيرًا ومعصية في حق الله -سبحانه وتعالى- وهناك من يزينون فعلتهم تحت مسمى"الصداقة" فتجد الفتاة تركت جميع معشر جنسها من الفتيات وذهبت لتصادق شابًا معللة ذلك بأنه مجرد صديق لا أكثر ولكنها لا تعلم أنها بذلك ترتكب معصية في حق الله -عز وجل- فقد وضع الله حدودًا لكل المعاملات في الإسلام فقال تعالى: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء: 25]
والخدن في اللغة العربة هو الخليل أو الصاحب أو الصديق وهذا نهى واضح في الآية وأمر من الله -سبحانه وتعالى- بعدم مصادقة الفتاة للشاب فهو أمر لا يجوز شرعًا.
======
إقرأ أيضًا/فضل بر الوالدين
======
ضوابط الخطوبة الشرعية:_
1_غض البصر؛ فبعد رؤية الرجل للمرأة وحدوث القبول والإتفاق على الزواج أصبحت لا تحل له حتى يتزوجها.
2_لا يحل له لمسها لأنه ليس من محارمها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" .
3_عدم الجلوس سويًا دون محرم حتى لا تحدث خلوة وعدم الخضوع بالقول.
========
إقرأ أيضًا/حسرة أهل الجنة
========
أسباب الإرتباط الغير شرعى:_
1_الإهمال الذي يتلقاه الشباب والفتيات من الأهل وخصوصًا في مرحلة المراهقة فيتجه الشباب إلى البحث عن أشخاص آخرين يعطونه الإهتمام الذى يفتقده وتنخدع الفتيات بالأحاديث المعسولة والوعود الكاذبة.
2_ الفجوة بين الأهل والأبناء بسبب اختلاف الأجيال وعدم معرفة الآباء كيفية احتواء أبنائهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم حتى لا يكون من السهل خداعهم.
3_النفس التي تأمر الإنسان بفعل كل ما هو منكر وسوء.
4_التغيرات التي تحدث للشباب في فترة المراهقة وعدم وعي الآباء بخطورتها.
5_التقليد الأعمى للثقافة الغربية وما تنشره وسائل الإعلام والمحطات التليفزيونية من إباحة كل ما هو محرم في آداب العلاقات.
=====
إقرأ أيضًا/التوبة وشروطها
=====
آثار الإرتباط على الشاب والفتاة:_
1_ارتكاب الإثم ومعصية أوامر الله -تعالى- مما يؤدي إلى غضب الله فيباعد بينهما عقابًا لهما.
2_تعلق القلوب بما لا يحل لها فكما ورد عن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما رأيت للمتاحبين مثل النكاح" والنكاح هو الزواج.
3_استباحة النظر إلى المحرمات فلا يحل للرجل أو المرأة النظر والتحدث بالكلام المعسول مع الأجانب والمقصود بالأجانب هنا هم غير المحارم للرجل أو المرأة.
4_انتشار الفتن في المجتمع .
=======
إقرأ أيضًا/النميمة وأسبابها
=======
كيفية تجنب الدخول في علاقة ارتباط غير شرعى:_
1_الإكتفاء الذاتى؛ فيجب على الآباء احتواء أبنائهم وعلى الأمهات احتواء بناتهن وتعليمهم أصول دينهم والتحدث معهم والإهتمام بهم وتشجيعهم دائمًا حتى لا يبحثون عن ما لا يجدونه في المنزل خارجه.
2_الإقتداء بأمهات المؤمنين في العفة والحياء.
3_عدم تجاوز آداب الحديث مع غير المحارم تجنبًا للخضوع في القول والوقوع في الفتنة.
4_إذا تعلق قلب شاب بفتاة سمع عن سيرتها الحسنة أو رآها فتعلق قلبه بها أن يغض بصره عنها ويحفظها حتى من نفسه ويذهب ويتقدم لخطبتها وإذا لم يكن مقتدرًا يبلغ الأهل برغبته في طلب ابنتهم فإذا وافقوا على الإنتظار حتى يقتدر كان خيرًا وإذا لم يوافقوا فعليه تركها وإن كان قلبه معلقًا بها فليدعوا الله أن يرزقه بها وعلى الفتاة إذا تعلق قلبها بشاب لسيرته الحسنة أو لرؤيتها له فعليها بغض بصرها عنه والصبر واحتساب أجرها عند الله والدعاء بأن يرزقها الله به فالدعاء يغلب القدر ومن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه.
5_التعفف والحياء بالنسبة للرجل والمرأة.
6_اتقاء الله في النفس والأهل والدين. 
وأخيرًا كوني عفيفة حيية كمريم ليرزقك الله رجلًا بعفة يوسف.

الكلمات المفتاحية