12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

ما أروع حسن الظن بالله 

2020/09/09 06:57 AM | المشاهدات: 627


ما أروع حسن الظن بالله 
آمال عطيه

قال ‐ﷺ‐ في الحديث الذي يرويه عن ربه: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولا).

 

حسن الظن بالله ‐تعالى‐ هو من العبادات القلبية التي حث عليها الدين العظيم، ورغب بها، فإن لها من الفضل الكثير.

 

فالعبد المؤمن إذا قام بالعمل الصالح وأحسن ظنه بربه سيقبل منه عمله ذلك، وإذا استغفر ربه عن ما بدر منه من تقصير وخطأ وأحسن ظنه بربه فرجا رحمته وظن أن الله سيعفو عنه ويغفر له خطأه وزلته فله ذلك، لأنه لا يرجو الله إلا مؤمن يعلم أن له ربا رحيما، فالله عند ظن عبده به.

 

اقرأ أيضا:من وصايا خير البشر

 

فحسن الظن بالله تعالى هو: أن يظن العبد من الله كل خير وجميل في السراء والضراء، وأنه سيرحمه ويعفو عنه.

 

 

وحسن الظن بالله أيضا هو: أن يعلم المبتلى أن الذي ابتلاه هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ولا ليعذبه به وإنما ليمتحن إيمانه وصبره ورضاه على ذلك البلاء وليسمع تضرعه وابتهاله ودعاءه، ويرى هل سيصبر على البلاء أم سيكفر.

 

جاءت العديد من الآيات في القرآن الكريم تحث المؤمنين على إحسان الظن بالله وعدم إساءة الظن به، ولتؤكد أيضا على أن إساءة الظن بالله ربما تؤدي بالعبد إلى الهلاك، ومن هذه الآيات:

 

‐قال تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين*الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون}.

 

‐قوله تعالى: {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء} 

فمن يسيء الظن بالله وبرحمته يكون قد استحق العقوبة من الله وربما يؤدي به ذلك الأمر إلى النار.

 

‐قال تعالى: {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية}

ينهي الله عباده في هذه الآية من أن يظنون به غير الحق، وقد وصف سبحانه وتعالى ذلك الأمر بكونه فعلا جاهليا من أعمال الجاهلية المرفوضة.

 

اقرأ أيضا: فضل بر الوالدين

 

ولحسن الظن أيضا أهمية كبيرة في أحاديث رسول الله ‐ﷺ‐، منها:

 

‐قوله ‐ﷺ‐ يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبد بي فليظن بي ما شاء).

 

‐وقال ‐ﷺ‐: (حسن الظن من حسن العبادة).

 

‐عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله ﷺقبل موته بثلاثة أيام يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله‐ﷻ‐).

 

ففي هذه الأحاديث حث للمؤمنين على حسن الظن بالله سواء كان المؤمن سليما معافى أو مريضا أو على فراش الموت.

 

وقد ذكر لنا التاريخ الكثير من القصص والأمثلة الرائعة التي ضربها أصحابها في التوكل على الله وحسن الظن به، ففيها القدوة والأسوة الحسنة نذكر منها:

 

‐النبي محمد -ﷺ‐ من أعظم الأمثلة التي تذكر عنه حسن ظنه بربه عند هجرته مع صاحبه أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- وكيف ظن بالله خيرا، وأنه ثالتهما في الغار، فكانت النتيجة أن حفظهما الله وأيده بجنود منه، وأنزل عليه السكينة، ونجاه من القوم الكافرين.

 

 

‐ونذكر أيضا نبي الله موسى-عليه السلام- الذي رد على قومه عندما خافوا من فرعون وجنوده أن يدركهم، فقال موسى-عليه السلام-: {كلا إن معي ربي سيهدين} فجاء التأييد الرباني فقال الله تعالى: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} فنجاه الله وقومه وأغرق الآخرين.

 

اقرأ أيضا: يتحسر أهل الجنة وقد نالوا مرادهم!!!

 

وختاما يجب على كل مؤمن أن يوثق صلته بالله -تعالى-، وأن يدرب نفسه على حسن الظن بخالقه ‐ﷻ‐ بكل ما يرجوه ويؤمله من خيري الدنيا والآخرة، موقنا أن الله ‐سبحانه و تعالى‐ معه يدبر له أمره ويبارك عمله ويدخر له الخير عند لقاءه ‐سبحانه وتعالى‐.