12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شهر رمضان المبارك.

2021/04/10 02:50 PM | المشاهدات: 854


شهر رمضان المبارك.
اسراء أشرف الطنطاوي

من فضائل شهر رمضان 

 

قال اللهﷻ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.

 

يُعَدّ شهر رمضان أفضل شُهور السنة؛ وذلك لِما له من الفضائل التي تُميّزه عن باقي الشُهور، فيقول الرسول ﷺ في وصف هذا الشهر المبارك: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ: صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ).

 

أنزل الله تعالى فيه القُرآن، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، وتُضاعَف فيه الحَسنات؛ لحديث النبيّ ﷺ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ)، قالَ اللَّهُ ﷻ: (إلَّا الصَّوْمَ فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ)، ويزيد الله فيه أرزاق عباده المؤمنين، ومن فطَّر فيه صائماً، فإنّ الله يغفر له ذُنوبه، ويُعتِق رقبته من النار، ويجعل فيه الرحمة، والمغفرة، وفيه مواطن كثيرة للدعاء، قال الله ﷻ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.

 

إقرأ أيضًا/فضل القرآن الكريم

 

تنبيه:

متى يبدأ شهر رمضان:-

شهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمريّة، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وقد فضّله الله تعالى على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، قال النبيّ ﷺ: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)، وجُعِل قيام ليلة من السُّنَن التي حَثَّ الإسلام عليها، ورتّب على ذلك مغفرة ما تقدّم من الذنوب، ومن النِّعَم التي يمكن أن يُنعم الله بها على المُسلم أن يُبلّغه شهر رمضان؛ فيستقبله بالفرح، وعَقد النيّة على التوبة، والاستعداد التامّ لصيامه، وقيامه؛ لينال الأجر، والثواب، قال الله ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

 

إقرأ أيضًا/طفولة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

 

شرح التعريف:

الحكمه من صيام شهر رمضان:-

جعل الله تعالى للإنسان أوقاتاً ومواسمَ يغفر له فيها ذنوبه، ومن هذه الأوقات شهر رمضان الذي سُمِّي «شهرَ التوبة، وشهر الرجوع» إلى الله تعالى؛ لأنّه شهر تُغلَق فيه أبواب النار، فيغفر الله لِمَن يتوب فيه إليه؛ قالﷻ: ﴿وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى﴾.

 

تطهير الإنسان والنَّفس البشريّة ممّا يشوبها طوال السَّنة من الذُّنوب، والآثام، والخطايا؛ فالصِّيام سببٌ للغُفران وتكفير للخطايا والسيئات، وانزل فيه القرآن الكريم لهداية الناس ورحمه بهم، قال الله ﷻ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾.

 

الإحساس مع الفقراء بالجوع والعطش؛ فيكون ذلك دافعًا لمساعدتهم ومدّ يد العون لهم، وتحقيقٌ لمبدأٍ عظيمٍ من مبادئ الإسلام ألا وهو المساواة بين كافّة طبقات المجتمع من فقراء وأغنياء، قال الله ﷻ ﴿ومَنْ صامَ يومًا ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتِمَ لهُ بِها دخلَ الجنةَ﴾.

 

رفع دَرجاتِ المُسلم في الجنّة، كما أنّ فيه تشريفٌ من الله تعالى والملائكة؛ بالصلاة على الصائمين، قال النبيّ ﷺ: (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَه يصلُّونَ على المتسحِّرينَ)، وقال ايضا النبي محمد ﷺ: (إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أغلق فلم يدخل منه أحد).

 

وقاية للصائم من النار، كما أنّ الصوم في الحَرّ يُورِث السُّقيا يوم العطش؛ لحديث النبيّ ﷺ: (إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى قضَى على نفسِه أنَّه من أعطش نفسَه له في يومٍ صائفٍ سقاه اللهُ يومَ العطشِ).

 

أيضا يكون سبب من أسباب استجابة الله للدُّعاء؛ قال النبيّ ﷺ: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ).

 

إقرأ أيضًا/إطعام المسكين

 

فَضْل القيام في رمضان:-

ليالي شهر رمضان المبارك هي أعظم الليالي في العام بأسره، فيُضاعف فيها الأجر وتتنزل الرحمة على عباد الله المخلصين، ولنَيل العبد خيرَي الدُّنيا والآخرة، وتحقيق القُرب من الله تعالى؛ فقيام الليل له فضائل عظيمة؛ إذ إنّ التقوى تزداد فيه، وتُغفَر فيه الذنوب، ويُستجاب الدعاء؛ لقَوْل رسول الله ﷺ: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، لهذا حثّ الرسول على قيام تلك الليالي، والإكثارمن الطاعات فيها وخاصّةً العشر الأواخر من هذا الشهر من أجل تحرّي ليلة القدر المباركة، والتي هي أفضل الليالي وأكثرها بركةً ورحمة، فليلة القدر خير من ألف شهر، وندعو فيها بهذا الدعاء (اللهمَّ إنك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).

 

إقرأ أيضًا/عيسى عليه السلام

 

نزول القرأن الكريم فى رمضان:-

إن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين؛ ففيه بدأ نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وذلك كان في ليلة القدر من هذا الشهر، ثم نزل بعد ذلك في أوقات متفرقة في فترة نزول الوحي حيث كان النبي محمد في غار حراء عندما جاء إليه المَلَك جبريل حسب المعتقدات الإسلامية، وقال له: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، وكانت هذه هي الآية الأولى التي نزلت من القرآن، والقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا في رمضان، ثم كان جبريل ينزل به مجزئًا في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في ثلاث وعشرين سنة.

 

إقرأ أيضًا/كيف نبني بيتاً في الجنة

 

حُكم إفطار رمضان بعذر:-

هناك أعذار يكون فيها الإفطار واجباً على صاحب العُذر، ومنها ما يأتي:

الحيض، والنفاس، والولاده، الحامل والرضاع، المسافر، المريض، قال اللهﷻ: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾.

التقدم فى السن، جواز إفطار الرجل المُسِنّ والمرأة المُسِنّة في نهار رمضان لعدم قدرتهما على الصوم في أيّ يوم من أيّام السنة، وتجب عليهما الفِدية؛ لقولهﷻ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

 

حُكم إفطار رمضان بغير عذر:-

 يُعَدّ صيام رمضان فريضة من الفرائض، ورُكناً من الأركان الإسلام، ويعدّ عدم الالتزام بهذا الرّكن من كبائر الذنوب التي يُعاقَب تاركها يوم القيامة، فقد رُوِي أنّ الرسول ﷺ قال: (ثمَّ انْطُلِقَ بي فإذا أنا بقَومٍ مُعلَقِينَ بعراقيبِهِم، مُشَقَّقَةٌ أشداقُهُم، تسيلُ أشداقُهُم دمًا.

قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ 

قال: الَّذينَ يُفطِرونَ قبلَ تَحلَّةِ صَومِهِم).