مع جميع تطورات الحياة، وما نراه من تعقيدات علمية وتكنولوجية، يبقى الإنسان ومشاعره دائمًا الأكثر تعقيدًا من أي شيء، لا تظن أنه عندما تقول أنك فهمت شخص ما فبذلك فهمته حقًا، لا بل نحن نمضي عُمرنا لمحاولة أن نفهم أنفسنا، فكيف بشخص لا يفهم نفسه أن يستطيع فهم الآخرين، هكذا هي الحياة معقدة من جميع الجوانب، علمية كانت أو نفسية، لكن ستظل أكثر تعقيدًا من ناحية المشاعر، ويظل السؤال مطروحًا، هل ما يربطنا ببعض الأشخاص علاقة حب أم تعلق؟. ...
=======
اقرأ ايضًا: "يومًا لم يأتِ بعد "
=======
فكثيرًا ما يختلط مفهوم الحب مع مصطلح التعلق، فنرى الكثيرين عندما يتعلقون بشخصٍ ما أو يعجبون به يصفون هذا الشعور بالحب، ولكن في الحقيقة هناك فرق كبير بين الحب والتعلق، فالحب أمر فطري وكذلك التعلّق، ولكن الحب بين الناس يتراوح ما بين تفريط وإفراط واعتدال، وفيه نستطيع التخلي عن من نحب في ظروف معينة، ولو كان هناك فراق فنستطيع التحمّل، وسوف نعتاد الغياب، وبعد ذلك يمكننا النسيان، أما التعلق فهو درجة زائدة عن المعقول من الحب، ويمكن أن تصل بصاحبها إلى المرض فلا يستطيع التخلي عن الشخص الذي يتعلّق به أياً كانت الظروف المحيطة، وإذا وصل إلى درجة مرضية فلن يستطيع التأقلم ولن يعتاد غياب الشخص الذي تعلّق به، ولو أنه فقده لأي سبب كان فإنّه من المحتمل أن ينهار نفسياً، وتنهار قوى تحمله....
=======
اقرأ ايضًا: قدري انتِ ولا أعلم .
=======
وإذا ضربت مثالًا لمعرفة الفارق بين الحب والتعلق سأقول ؛ أن التعلق كأنك كنت تغرق ومدت لك يد فتمسكت بها لأنها طوق نجاتك الوحيد ولا تملك أي بديل، أما الحب أن يكون العالم بين يديك وتتركه من أجل شخصٍ واحد؛ فالتعلق أصعب من الحب، فهو نوع من أنواع الإدمان يصعب الشفاء منه، أما الحب مشاعر والمشاعر متقلبة، فربما يكون الحب مؤقت أو لهدف أو حب مزيف، أما التعلق ليس شرط أن يكون به حب، فربما يوجد به حب وربما لا، وأخيرًا التعلق قد يصبح حب والحب قد يصبح تعلق، الأول جميل لكن الثاني سيء، فخِف من التعلق أكثر من خوفك من الحب.
=======
اقرأ ايضًا: "قبول الذات "
=======
