12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

داڤنشي والموناليزا

2020/08/31 10:26 PM | المشاهدات: 659


داڤنشي والموناليزا
إسراء نشأت عبد الرازق

الموناليزا .. تلك اللوحة المعروفة بالغموض والأسرار ، ولكن قبل أن نسرد تفاصيل اللوحة فيجب أن نتعرف على ليوناردو داڤنشي الذي قام برسم تلك اللوحة 
منذ حوالي ٥٦٨ عام ، وُلد ليوناردو داڤنشي وعُرف عنه حبه الشديد واهتمامه بفن التشريح والطبيعة ، بالإضافه إلى أنه كان رسام ونحات ومعماريّ .. لقد كان ليوناردو داڤنشي شخص عبقري ، والدليل على ذلك أنه : 
١ - صنع ما يُعرف باسم ( الفارس الميكانيكي ) ، والذي يُعتبر أول روبوت فعلي صُمم بحركات مشابهة تمامًا للحركات البشرية وكان ذلك قبل التوصل للشكل الحالي للروبوت بـ ٥٠٠ عام .
٢ - كتب أول قانون للإحتكاك وذلك قبل التوصل له بـ ٢٠٠ عام ، وتم اكتشافه على يد أستاذ بجامعة كامبريدچ سنة ٢٠١٦ .
٣ - رسم تصاميم للعدسات اللاصقة التي نستخدمها الآن .
وبالإضافة إلى كل تلك الإختراعات ، مذكرات داڤنشي .. والتي كُتبت بطريقةٍ خاصة وهي أنها تُقرأ في إنعكاس المرايا فقط ..

وفي سنة ١٤٩٩ عند غزو ميلانو من قبل فرنسا على يد لويس الثاني عشر حينها ذهب داڤنشي إلى فرنسا وهناك رسم أشهر لوحاته وهي ( الموناليزا ) 
والتي رجح بعض المؤرخين والروايات أنها زوجة أحد كبار تجار فلورنس والمعروفة باسم ( ليزا ديل چيوكوندا ) 
ولكن .. ما هو سبب شهرة تلك اللوحة ؟ 
في يوم ٢١ أغسطس سنة ١٩١١ تم سرقة اللوحة من قبل أحد العمال الذين يعملون بمتحف اللوڤر بباريس ، وظلّت السلطات تبحث عنه لمدة سنتين ، وفي سنة ١٩١٣ إشترى منه اللوحة تاجر إيطالي وقام بإبلاغ السلطات الإيطالية أن اللوحة المسروقة موجودة عنده فتم القبض عليه والحكم بالسجن لمدة سنة ثم خُفضت مدة العقوبة لـ ٧ شهور وذلك بدافع أن هدفه كان إرجاع اللوحة للبلد الأصلي وهي إيطاليا .. وعادت اللوحة مرة أخرى إلى متحف اللوڤر بباريس عام ١٩١٤ وذلك بعد الكثير من المفاوضات بين فرنسا وإيطاليا وبالفعل حينها اشتهرت اللوحة شهرة عالمية ..


تُعتبر اللوحة من أكثر اللوحات التاريخية الفنية المميزة وذلك لعدة أسباب منها : 
رسم اللوحة بطريقة ثلاثية الأبعاد على عكس ما كان يفعله الفنانون وقتها وهو رسم اللوحات بطريقة مسطحة وبوضع جانبي ..
بالإضافة إلى اتصافها بالغموض حيث قال عنها باحث أنك إذا نظرت من مسافة بعيدة على فم الموناليزا ستراها تبتسم لك ، أما إذا نظرت من مسافة قريبة لن تبتسم وقامت بتفسير تلك الظاهرة الغريبة على اللوحة أخصائية الأعصاب مارجريت بجامعة هارڤارد وقالت أنك إذا نظرت للجزء العلوي بأي وجه وخاصة العينين ستحدث ظاهرة الرؤية الطرفية لباقي ظلال الوجه ومنها تستطيع رؤية الإبتسامة بشكل طبيعي ، أما إذا نظرت للوحة عن قُرب وبشكل مباشر حينها يحدث للعين رؤية مركزية ومن خلالها تستطيع التركيز على ألوان اللوحة وتفاصيلها فقط .. والسبب في ذلك استخدام داڤنشي تقنية السوڤوماتو والتي تعني ( الضبابية أو الدخان ) وتعتمد على المزج التدريجي للألوان ، بالإضافة إلى استخدام تقنية أخرى وهي تقنية ( الكياروسكورو ) وتعني التدرج بين الضوء والظلال لتكوين شكل الشخصية بطريقة عالية الدقة 
ومن أهم ما يُميز لوحة الموناليزا أيضًا نظرتها السحرية التي تنظر إليك من جميع الزوايا وجميع الإتجاهات ، وبعد عمل الكثير من الأبحاث لفهم تلك النظرة الغريبة باللوحة تم التوصل إلى أن ذلك يمكن أن يكون بسبب تقنية الكياروسكورو ولكن لم يصل الباحثين إلى نتيجة نهائية في ذلك الموضوع 
وفي عام ٢٠١٥ .. تم عمل مسح للوحة الموناليزا بكاميرا ٢٤٠ ميجا بيكسل وهي كاميرا متعددة الأطياف ومن خلالها تم تحليل جميع طبقات الرسم الخاصة باللوحة وذلك بسبب طول المدة الزمنية التي استغرقها داڤنشي لرسم اللوحة حيث كان من عام ١٥٠٣ وحتى ١٥١٩ بالإضافة إلى أنه عن طريق ذلك المسح تم عمل تسلسل زمني لها ، ونتيجة لذلك ظهر في الطبقة الثالثة صورة لامرأة أصغر في الشكل من الموناليزا النهائية ويُقال أنها صورة ليزا چيوكوندا الحقيقية ، كما يوجد تفسير آخر أن هناك تشابه كبير بين الموناليزا وبين داڤنشي ويُمكن أن تكون تلك اللوحة صورة له أو لوالدته .. وعلى الرغم من كثرة الإفتراضات حول تلك اللوحة والغموض الغريب بها ، إلا أن ما نستطيع التوصل له هو عبقرية وتميز ليوناردو داڤنشي .
اقرأ أيضًا قصة المغول
اقرأ أيضًا سد اللاهون
اقرأ أيضًا نحت التماثيل