12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

بورتريهات الفيوم

2020/08/26 07:43 PM | المشاهدات: 842


بورتريهات الفيوم
رحمه جاد الرب

بورتريهات الفيوم كانت بدايتها في القرن الاول الميلادي وانتهت في القرن الثالث الميلادي وتم العثور عليها في الإسكندرية و الواحات و سقاره والعالمين ولكن وجدت بكميات كبيره في هوارة بالفيوم. لذلك أطلق عليها اسم بورتريهات الفيوم او وجوه الفيوم. 
عثر عليها كلا من ( البير جاييه و بتري ) في مطلع القرن العشرين ، تحديدا في عام ١٨٨٨  في بعض الجبانات الرومانية. و تبين اللوحات رسما لشخصية ما علي التابوت من الخارج للشخص المدفون في التابوت. 
يصل عدد تلك البورتريهات حوالي ١٠٠٠ بورترية ، وتعتبر بورتريهات الفيوم بداية البورتريهات علي مستوي العالم و اول بورتريهات تظهر الشكل الحقيقي لأصحابها.  
 
و تتكون هذه البورتريهات من قطعة من القماش أو الجص او الجلد ترسم عليها صورة المتوفي وكان يتم الرسم بالشمع و بالألوان التي استخدمها المصريين القدماء. وكانت تُرسم صورة حقيقه للمتوفي من حيث الشكل و المنظر. و يُرسم المتوفين في مرحله الشباب و بالملابس و المجوهرات التي يحبون ان يكونوا بها في العالم الاخر. و كانت العيون تتميز بنظراتها الهادئة الخالدة, ما جعل الفيلسوف والروائي الفرنسي "أندرية مالرو" يصفها بإنها وجوه تتطلع إلى الحياة الأبدية. 


  
لبورتريهات الفيوم اسلوب فني فريد حيث لجأ الفنان لرسم وجوه تتطابق مع الواقع  للمتوفي مع الالتزام بقواعد الظل و الضوء. 
وعلي الرغم من أن البورتريهات تميل الي الفن اليوناني و الروماني إلا أنها رسمت لغرض مصري حيث كان للمصري القديم معتقدات بشأن الحياة ما بعد الموت والعالم الآخر وعلاقة الجسد بالروح. فكان يحفظ الجسد عن طريق تحنيطه في المقبرة حتى يستطيع المتوفي من خلال روحه والتي كانت تعرف ب "البا" ، وقرينه الذي عرف ب "الكا"، أن يعود في العالم الآخر.
و حتي تتعّرف الروح على جثمان صاحبها و تأتي لزيارتها، وضع المصري القديم "للكا"  تمثال المتوفي أو قناع جنائزي . أما الجثامين فكانت توضع في لفائف كتانية حفاظاً عليها.
فاستبدل تمثال المتوفي أو القناع الجنائزي الذي كان يغطى الرأس والصدر خلال فترات التاريخ المصري القديم ليساعد الروح على التعرف على صاحبها في الحياة الآخرة. بإدخال صورة للمتوفي في لفائف المومياء فوق وجهه. 

و مع انتشار المسيحية استخدم نفس اسلوب بورتريهات الفيوم في الايقونات الموجودة في الكنائس المصرية آنذاك. 

 لذلك تعد تلك اللوحات مزيجا بين الحضارات  المصرية القديمة و اليونانية و  الرومانية ونظرا للمناخ الجاف والحار في منطقة الفيوم تم حفظ اللوحات بشكل جيد لدرجة أن ألوان الكثير منها تبدو كأنها لم تجف بعد. وتنتشر في المتاحف المصرية كالمتحف المصري و متحف ملوي والمتاحف العالمية كالمتحف المصري في برلين.

______

اقرا ايضا / صة هلع الخديو توفيق بعد رؤيته «رمسيس»: كاد أن يقع على الأرض

______

اقرا ايضا / انقسام الذات عند المصري القديم.

______

اقرا ايضا / خبايا وأسرار عن معبد دندره