أتعلم ما معنى تلك الكلمة التي تطلقها على امرأة؟!
بالتأكيد لا لأنك لو تعلم لما لفظتها من البداية..
العاهرة تلك الصفة التي ينعت بها الرجل المرأة لما ياترى ؟
تلك الفتاة التي قابلتها صدفة في الطريق ليلًا وعندما رأيتها قلت عليها أنها عاهرة فكيف لامرأة عفيفة أن تعود إلى بيتها في مثل هذا الوقت، وتلك التي اصتدمت بها في المواصلات ونظرت لك باستحقار فنظرت لها بسخرية وقلت لنفسك أنها تتصنع العفة فهي عاهرة، والفتاة التي شاهدتها وأحد الشباب يتعرض لها ويزعجها ولم تهتز نخوتك وقلت هي عاهرة إن كانت عفيفة لما تحرش بها.
إقرأ أيضاً:في وسط الأحزان
زميلتك في العمل التي تفوقت عليك وأصبحت أعلى منك في المنصب وعندما علمت ذلك قلت لنفسك إنها بالطبع عاهرة وظننت أنها قد أغوت رئيسها في العمل لكي تتولى ذلك المنصب، وتلك الفتاة التي كانت تجلس بجانبك في الطائرة نظرت لها وقلت بتأكيد تذهب لحبيبها أو للعبث فبالطبع عاهرة، وتلك المرأة التي علمت أنها أصبحت مطلقة فقلت عنها بالطبع عاهرة وإن لم تكن كذلك لما طلقها زوجها، وتلك الزوجة التي تراها تذهب كل يوم وتأتي ليلاً تراها وتقول عنها عاهرة فهي تترك زوجها لكي تلهو دون علمه، وتلك التي اختلفت معها في وجهات النظر والتعليقات أثناء اجتماعًا ما فقلت عنها عاهرة، وتلك الفتاة التي رأيتها في الطريق وهي تقف وترتجف من البرد فنظرت لها باستعلاء وقلت تستحق ما يحدث لها فهي عاهرة كيف لها أن تكون خارج البيت في مثل هذا الوقت مؤكداً تتسلى مع أحدهم،وتلك التي رفضتك عند تقدمك للزواج منها فقلت عنها عاهرة فبتأكيد تحب آخر.
إقرأ أيضاً:حواء مستقلة
قلت على جميعهن أنهن عاهرات لكي ترضي نفسك المريضة ولم يخطر لك أن تلك التي وجدتها عائدة ليلاً كانت امرأة أرملة وتخدم أطفالها لكي تأمن لهم حياة آمنة، أما التي صادفتها في الطائرة لم تفكر بأنها كانت ذاهبة للدراسة أو للعمل في الخارج، وزميلتك في العمل التي قلت عنها لا تستحق المنصب فهي أفضل منك وعملت بجد لذلك كسبت ذلك المنصب، والأخرى التي رأيتها عائدة ليلاً كانت تعمل ليلاً ونهارًا لكي تخدم زوجها المريض وأطفالها، أما تلك المطلقة فهي ليست سوى امرأة رفضت العبودية وأن تهان كرامتها لدى رجلاً لا يستحقها، أما تلك التي رفضتك و قلت عنها عاهرة ليست سوى فتاة كل حلمها أن تجد فارسها ولم يحالفها النصيب بعد ،والفتاة التي صدفتها في البرد ولم تبالي لها لم تفكر للحظة أنها كانت تعمل لكي تأمن رزقها لوالديها المقعدين، والتي تعرضت أمامك للتحرش ولم تهتز رجولتك للدفاع عنها وقلت أنها تستحق ذلك هي لا تريد ذلك فهي تريد الأمان ، وأما الأخرى التي عندما اصتدمت بها ونظرت لك باستحقار لم تكن لتقلل منك ولكن هي أرادت أن تحفظ نفسها لحلالها فقط،
إقرأ أيضاً:لا اريدك ولن تنساني
ما رأيك الآن يارجل لحظة آسفة لقد أخطأت؛ فأنت لست رجلاً ولا تعني للرجولة بشيء أنت مجرد شخص مريض أحمق حاقد حاسد ليس أكثر.
أنت يا من ترى بأن الأنثي مجرد جسد فقط وتراها عاهرة إعلم أنك عندما تنظر لها بأنها مجرد جسد فعندها ستكون رجولتك مجرد اسم وستكون أنت العاهر الوحيد في هذا العالم.
تذكر أن تلك العاهرة قد تكون والدتك أختك ابنتك زوجتك، وذات يوم سيأتي وتعترف فيه بأنك أنت العاهر وتفكيرك مريض، الرجل الحقيقي هو من يصون تلك الأنثى حتى وإن لم تكن ملكه ليس بضروريًا أن تدافع عن ابنتك أو زوجتك أو والدتك فقط بل دافع عن كل ما يجب أن تدافع عنه،وتذكر ألا تجرح أحداً فجروح الجسد تشفى ولكن جرح الكرامة والروح لا تشفى بمرور السنين.
يا من لا تعرف من هي المرأة هي تلك القوة المنبعثة وتلك الابتسامة التي تداوي أعمق الجروح، والقلب الذي يتسع للآلاف، والحنان والحب والسعادة هي الكون بأكمله،هي التي تنظر لك بوجه بشوش وفي داخلها أوجاع الكون، هي التي تداوي الجميع ولا تظهر جروحها لأحد، تلك التي تترك نزيف قلبها وتتجه للخارج بابتسامة نصر وكأن شيء لم يكن تلك حواء من تصنع القوة لنفسها والسعادة بيدها.