هل تعتقد حقاً أن الكون هو ما تراه عيناك؟!
كل منا لديه حلم وهدف يضعه أمامه دائماً ويرى أنه خُلق ليحقق هذا الحلم وأن الكون مختصر فقط في حلمه هذا. فيسعي له جاهداً بكل الطرق لتحقيقه حتى يكاد يقترب منه فيشعر أنه كاد يصل للنهاية ويتبقى خطوة واحدة على تحقيقه فيخطوها بثقة وهو تغمره السعادة أنه كاد يصل للنهاية ويحقق ما خلق من أجله، فينظر فيجد أنه لم يحقق شيء ويجد نفسه داخل مكان آخر لم يخطط له ولم يتمناه حتى أنه لم يفكر بوجود هذا المكان.
اقرأ أيضاً/حافة الهاوية
ولكن عند هذه اللحظة قد يختلف رد فعل كل شخص عن الآخر . فمثلا تجد من يعتقد أن حياته انتهت فلا يستمر ويتوقف عن فعل أي شيء حتى أنه يتوقف عن شعور أنه على قيد الحياة فهو قد وصل لأعلى مراحل اليأس وفقدان الأمل، وتجد غيره لا يتوقف ويستمر ولكن بلا هدف ومن دون رضي عن نفسه أو مكانه يستمر فقط لأنه يجب عليه الاستمرار. وتجد أخر لا يقبل عدم تحقيقه لحمله ويتمرد على وضعه اعتقاد منه أنه سوف يستطيع تغيره قدره كما يريد. كل هؤلاء اختلفوا في رد الفعل ولكن تشابهوا فالنتيجة فكل منهم فقد معني الحياة والأمل.
اقرأ أيضاً/كن نفسك
كل من وصلوا إلى هذه النتيجة قاموا بخطأين الاول أنهم اعتقدوا أن تحقيق حلمهم هو النهاية التي يسعون إليها ولم يفكروا أبداً أن كل مرحلة يصلوا إليها هي بداية جديدة.
أما الخطأ الثاني فهو عدم وضع احتمال آخر أن الشيء الذي كانوا يتمنوه كان شر لهم وابعدهم الله عنه وإن مكانهم الذي وضعهم الله به هو الأفضل لهم فيظنون أن الله حرمهم ولكن بالحقيقة قد رحمهم وهم غير مدركين.
"وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ".
اقرأ أيضاً/الضوضاء الصامتة
قد تكون مؤمن بقضاء الله وقدره ولكن عند خسارة شيء تتمناه تحزن.
لا بأس إذا حزنت لفترة ولكن هذا لا يمنعك عن تقبل الوضع الذي اختاره الله لك ولا يمنعك عن المحاولة والاستمرار لخلق أمل جديد لنفسك.
لن يتحقق في الحياة كل ما نتمناه لذلك لا تسمع من يقول لك ضع هدفا واحداً امامك و اسع فقط لتحقيقه، يجب أن تضع خطه بديلة دائما في كل خطوة تسعي إليها في حياتك لأنه كونك تؤمن من البداية احتمال تحقق حلمك أو عدم تحققه سيجعلك قادراً على الإبداع في أي مكان ستصل إليه.
