12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

معجب أم محب

2020/08/17 08:00 PM | المشاهدات: 527


معجب أم محب
ياسمين عطالله

يعجبني كثيراً تلك الإبتسامة

ويعجبني أيضاً ذلك الشاب، وتعجبني تلك السيارة، ويعجبني هذا، وذاك، وهؤلاء، وهو، وهي، وهن، وهم. 

 

كل هذه الضمائر تعود على أشخاص وأشياء نراهم في حياتنا اليومية وتعجبنا وتروق لنا، ونتمنى أن نمتلكها، فعندما تعجبنا سيارة نقف مذهولين ونقول أننا نريدها وسنفعل أي شيئ لنشتريها، والغريب إنه عندما نمتلكها وتصبح لنا نظل نهتم بها طوال الوقت ونخشى أن يصيبها مكروه، نظل منبهرين بها لفترة ما ولكن بمرور الأيام هذا الإعجاب كله يقل والاهتمام يختفي، والانبهار يتلاشى ويحل بدلا من كل ذلك اللامبالاة.

 

وعند هذه النقطة سنوجه لأنفسنا سؤال هام، هل نحن حقا كنا نريد ذلك الشيئ؟

 

وعلي ذلك النحو يمكننا قياس الأعجاب والحب لشخص ما، فعندما نجد قصة حب بين فتى وفتاة تبدأ بنظرة إعجاب في البداية ورغبة في امتلاكها ويحاول جاهداً جعلها ملكه، والعكس أيضا أي فتاة عندما يعجبها شاب ما ويروق لها تبدأ أن تعجب به ومن ثم تراقب أفعاله وتصرفاته وكلما راقبت أكثر نمى داخلها شعور امتلاكه أكثر ،ونتيجة هذا يعتقد الشاب والفتاة بأنهم بالفعل يحبون بعضهم البعض لأن بنسبة لهم أن الإعجاب هو نفسه الحب.

 

ولكن؛ مهلا أيها العاشق قبل أن تقول بأنك وجدت معشوقتك، وأنك تحبها ومغرم بها، لما لا تسئل نفسك إن كنت بالفعل مغرما بها لروحها، لأخلاقها، لعفويتها لجمال فطريتها، أم أنك مغرم بها لجمال جسدها وحسن مظهرها ودلالها؟

 

إن كانت الإجابة إنك تحب جسدها وجمال وجهها فاعلم أن الجمال زائل لا محاله ،وأنك عندما تمتلكها مثل أي شيئ لديك عندها لم يعد يبهرك جمالها كالسابق، ولم تعد تهتم لأمرها وبطبع ستبحث عن شيئ آخر يثير اهتمامك ويجعلك تنبهر به . 

 

اقرأ أيضاً/في وسط الأحزان

 

 وأنتِ أيتها الأميرة التي سرقتك تلك النظرة من عينيه ومظهره الرائع وتسريحته الجديدة، وجعلك تتمنى قربه وتتخيليه أميرك المنتظر وتسلمي له قلبك دون أي واعي منك ،يجب أن تسألي نفسك نفس السؤال هل تحبيه بالفعل أم إنك مجرد معجبه حمقاء متيمتا بجاذبيته فقط؟

 

عليكم جميعا قبل أن تسلموا قلوبكم للأشخاص الخطأ أن تتمهلوا قليلا وتفكروا جيداً قبل أن تحكموا على ذلك القلب المسكين بالخدوع للشخص الخاطئ.

 

اقرأ أيضاً/لا اريدك ولن تنساني

 

قلبك هو أعز ما تملك فلا تدعه يدق للشخص الخاطئ، حافظ عليه لمن يستحقه ولا يمل منه ويخشى جرحه

فقلبك هو الجوهرة التي تستحق أن من يريدك يشقى للحصول عليك، وواجبك أن تحميه لمن يحافظ عليه.

 

إقرأ أيضاً: حواء مستقلة