فى ظل التطور السريع للحياة وما نمر به من تقدم في التقنيات والتكنولوجيا أصبحت السوشيال ميديا هي وسيلة للتواصل الأجتماعي السريع حيث أنها قد جعلت من العالم قرية صغيرة في التقارب والتواصل فقد كسرت حواجز الزمان والمكان وفتحت آفاق وفرص وإمكانيات لكل البشر لتطوير حياتهم وذلك بالطبع في حالة استخدامها الأمثل والصحيح ولكنها مع كل هذا هي آفة مدمرة لمن لايستطيع ترويضها والتحكم فيها وإدارتها بشكل صحيح مما كان له أثره الكبير في التغير والتحول داخل كل أسرة في المجتمع.
=====================
أقرأ أيضاً: لقمة العيش
=====================
الأسرة قبل السوشيال ميديا
ففي الماضي كانت الأسرة تجتمع كل يوم للتناقش في ما بينها من أمور تجمعهم حيث كان كل منهم يطرح مشكلته ليجد لها حلا داخل نطاقهم المحدود كانت المشاعر صادقة حين نجد أحدنا يمرض كنا نسهر ونلتف حوله لنسكن آلمه بقربنا منه كان من يحزن منا يجد الحضن الذي يزيل عنه همه وحزنه كان من يبكي يجد تلك اليد الحقيقية التي تمتد لتجفف دموعه كنا نتبادل النظرات ليري كل منا ما بداخل الأخر من حزن او سعادة فيشاركها معه كان الطعام هو وقت جمعنا كان المساء هو وقت نقاشنا ليحكي كل منا مادار معه في يومه كان الأب والأم وحدهم هم أصحاب التوجيه والأرشاد حيث تصدر منهم تلك النصيحة الصادقة التي هي نابعة عن تجارب وخبرات حقيقية لما يتناسب مع ذلك الموقف ما أروع سهرتنا حين تنتهي بالخلود إلي النوم لنجد تلك اليد التي تمتد لنا بوضع الغطاء ليجعلنا نحس بمعني الدفئ كانت هذه هي حياتنا قبل السوشيال ميديا حيث كان تواصلنا حقيقي وكانت ضحكتنا نابعة من قلوبنا.
=====================
أقرأ أيضاً: ومن كأخوتي
=====================
الأسرة بعد السوشيال ميديا
تبدلت كل الأوضاع بعد أن اقتحمت السوشيال مديا حياتنا حيث أصبح كل منا مشغول طوال الوقت صارت مشاعرنا زائفة وغير حقيقية ففي حالة الحزن والفرح نقوم بنشر ذلك علي تلك المواقع لنجد تعليقات كثيرة ولكن أين الحضن الحقيقي الذي يمسح هذا الحزن ويسكن ذاك الألم وأين الضحكة التي كنا نراها علي الشفاه قبل أن نسمع صداها وهي تدوي في أذاننا لتزيد بهجتنا أصبحنا نجتمع في مكان واحد ولكن تلك المواقع تفرقنا فكل منا مشغول بجواله أو حاسوبه ما أسوأ هذا الطعام حين يوضع أمامنا ولا تمتد له الأيدي لأن كل منا مشغول بتلك المحادثات والرد علي التعليقات ومتابعة مايدور ولا يتنازل عن هذا حتي أثناء الطعام فتجد أحدنا مريض ومن حوله لايري ذلك لأن عينه باتت لاتفارق تلك القطعة الحديدية التي هي بيده ولا يسمع أنين البكاء من تلك السماعات التي هي تحجب سمعه غاب عنا من بجانبنا لأن خيالنا أمتد لمن هو أبعد أبتعنا كل ما هو ملموس ومحسوس لنعيش في بحر الخيال مع أشخاص قد لانعرفهم الا عن طريق هذه المواقع تلك هي حياتنا بعد أن اصبحت السوشيال ميديا تهددنا وتطاردنا وبعد أن اذهبت بهجة الحياة وافسدت التجمع داخل الأسرة.
=====================
أقرأ أيضاً: فوق الاشواك ورود
=====================
سوء إستخدام السوشيال ميديا
ما وصلنا لما نحن فيه إلا بعد أن غابت الرقابة من الأب والأم داخل الأسرة فليس التقدم عيبا وليس الخطأ في السوشيال ميديا نفسها ولكن الخطأ هو في سوء استخدامنا لها فهي كغيرها كما ان لها نفعها لها ضررها فما أجدي نفعها حين نحسن إستخدامها وما أخطر ضررها حين تمتد لتفسد حياتنا وتسرق منا الوقت وتحرمنا من تلك اللحظات التي ما أحوجنا لها فما أكثر الأسر التي تهدم الأن ويشتت شملها ويفرق جمعها وما أكثر أنفصال الأزواج وضياع الأبناء بسبب السوشيال ميديا ونقص الرقابة من اولياء الامور داخل الأسرة.