12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الشهيد عمر المختار

2024/03/30 12:35 PM | المشاهدات: 156


الشهيد عمر المختار
تسنيم أشرف

السيد عمر بن مختار بن عمر المنفى الهلالي وُلد (٢٠ أغسطس ١٨٥٨-الموافق ١٠ محرم ١٢٧٥هجريًا) الشهير بعمر المختار المُلقب بشيخ المجاهدين وأسد الشهداء وشيخ الشهداء هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وهو أحد أشهر المقاومين العرب والإسلامين،ولد في البطنان ببرقة في الجبل الأخضر وتمكن أبوه من تعليمه وتربيته تربية إسلامية حميدة مستمدة من الحركة السنوسية القائمة على القرآن والسنة النبوية، ولم يعايش والده طويلًا فقد توفي والده وهو في طريقه الي أداء فريضة الحج فعهد وهو في حالة المرض إلى رفيقه أحمد الغرياني بأن يُبلّغ شقيقه بأنَّه عهد إليه بتربية ولديه عمر ومحمد. وبعد عودته من الحج توجه فوراً إلى شقيقه الشيخ حسين وأخبره بما حصل وبرغبة مختار بن عمر أن يتولّى شؤون ولديه، فوافق من غير تردد، وتولّى رعايتهما محققاً رغبة والدهما، فأدخلهما مدرسة القرآن الكريم بالزاوية، ثم ألحق عمر المختار بالمعهد الجغبوبي لينضم إلى طلبة العلم من أبناء الإخوان والقبائل الأخرى.
ومكث عمر في بالمعهد ثمانية سنوات يتلقّي العلوم الشرعية كالفقه والتفسير والحديث وكان من أبرز شيوخه الذي تتلمذ على يديهم : السيد الزراوي المغربي والسيّد الجوّاني، والعلّامة فالح بن محمد بن عبد الله الظاهري المدني، وغيرهم كثير، وشهدوا له بالنباهة ورجاحة العقل، وبعد أن بلغ عمر المختار أشُده وأصبح على علم كبير بالعلوم الدينية والدنيوية وعلى معرفة بالأنساب والإرتباطات التي تربط بينهم وبين بعضهم البعض وعاداتهم وتقاليدهم، كما أصبح خبيرًا بسألك الصحراء ودروبها التي كان يجتازها من برقة إلى مصر والسودان.

اقرأ أيضًا /حابي إله النيل
تمكن عمر المختار من اكتسابه حُسن سمعه طوال الفتره التي قضاها في الجغبوب عند شيوخ الحركة السنوسية فقرر الشيخ محمد المهدي السنوسي ان يصحبه في رحلة من برقة إلى الكرة شمال ليبيا ثم اصطحبه في رحلة أخرى إلى منطقة قرو غرب السودان، وعينه شيخا على (عين كلك)، ويروي انه وفي الطريق أشار أحد المرافقين للقافله إلى وجود أسد مفترس وعرض عليهم أن يقدموا إحدى الإبل ليفدوا بها أنفسهم فرفض وقال(إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف قد أبطلت، فكيف يصحّ أن نعيدها لحيوان؟ والله إنها علامة ذُل وهوان، والله إن خرج علينا لندفعه بسلاحنا) ثم خرج الأسد فذهب إليه وقتله، وسلخ جلده لتراه القوافل الأخرى، وكل ماذُكرت القصة أمامه قال (ومارميت إذ رميت ولكن الله رمي) وظل المختار نائبا عن المهدي بالسودان لسنوات عديده وكان المهدي فخورًا به وكان يقول [لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم]، وعندما توفي المهدي السنوسي تم تعيين المختار للمرة الثانية على بلدة زاوية القصور وظل في ذلك المنصب ثمانية سنوات وفي عام ١٩١١م حارب قوات الإنتداب البريطاني على الحدود المصرية الليبية وفي نفس العام أيضًا أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية وأرسلت قواتها إلى بنغازي وفي تلك الأثناء كان المختار في الكفرة وعندما علم بذلك عاد وهو في طريقه مرَّ بطريقه بواحة جالو،  وعلم وهو فيها بخبر نزول الإيطاليين، فعاد مسرعًا إلى زاوية القصور لتجنيد أهلها من قبيلة العبيد لمقاومة الإيطاليّين، ونجح بجمع 1,000 مقاتل معه وأول الأمر أسَّس عمر المختار معسكراً خاصًا له في منطقة الخروبة، ثم انتقل منها إلى الرجمة حيث التحق هو والمقاتلين الذين معه بالجيش العثماني،  وأخيراً إلى بنينة جنوب مدينة بنغازي وهناك انضموا إلى الكثير من المقاتلين الآخرين، وأصبح المعسكر قاعدةً لهم يخرجون منها ويغيرون باستمرارٍ على القوات الإيطالية هذا وقد رافق عمر المختار في هذه المرحلة من حياته الشيخ محمد الأخضر العيساوي، الذي روى أنه في خلال معركة السلاوي عام 1911، نزل المقاتلون الليبيون - بينما كانوا يحاربون الإيطاليين - إلى حقل زراعي للتخفّي فيه، وما إن وصلوه حتى بدأ الجنود الإيطاليون بإطلاق الرصاص الكثيف اتّجاه الحقل لقتلهم، وبينما هم على هذه الحال وجدوا حفرةً منخفضةً في الحقل، فأشاروا على عمر المختار بدخولها ليحتميَ من الرَّصاص، إلا أنه رفض بشدة، فدفعوه رغماً عنه وأدخلوه إليها، وظلَّ طوال المعركة يحاول الخروج منها وهم يمنعونه بالقوة.

إقرأ أيضًا/الشاعر العباسي.... أبو نواس
تعتبر أيضًا معركة درنه في مايو ١٩١٣م من اهم المعارك والتي استمرت لمدة يومين وانتهت بمقتل سبعين جنديا إيطاليًا إصابة نحو ٤٠٠ آخرين، وأيضًا معركة بو شمال عند عين مارة في أكتوبر ١٩١٣م، فضلا عن معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في فبراير 1914.

إقرأ أيضًا/شونة الزبيب بصعيد مصر
في شهر أكتوبر سنة 1930 تمكن الطليان من الاشتباك مع المجاهدين في معركة كبيرة عثروا عقب انتهائها على نظّارات عمر المختار، كما عثروا على جواده المعروف مجندلًا في ميدان المعركة؛ فثبت لهم أن المختار ما زال على قيد الحياة، وأصدر غراتسياني منشورًا ضمنه هذا الحادث حاول فيه أن يقضي على «أسطورة المختار الذي لايقهر أبدًا» وقال متوعدًا: «لقد أخذنا اليوم نظارات المختار وغدًا نأتي برأسه».
وفي 11 سبتمبر من عام 1931 توجَّه عمر المختار بصحبة عدد صغير من رفاقه، لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء. وكان أن شاهدتهم وحدة استطلاع إيطاليَّة وقامت بالإشتباك معهم وجُرح فرس المختار واعطي له ابن أخيه حصانه وعندما هم بركوبه قُتل وهجم عليه الأعداء ورآه أحد المجندين العرب وهو مجاهد سابق له دوره. ذُهل واختلط عليه الأمر وعزَّ عليه أن يُقبض على عمر المختار فقال: "يا سيدي عمر.. يا سيدي عمر!!" فعرفه الأعداء وقبضوا عليه. وردَّ عمر المختار على العميل العربي الذي ذكر اسمه واسمه عبد الله بقوله: "عطك الشر وابليك بالزر"
وعندما وصل المختار إلى السجن لم يُسمح لأي مراسل أو صحفي بجريدة ان يكتب عنه رغم ان الارصفه كانت مليئه بالصحفيين، وقد وضع في زنزانه صغيره.

إقرأ أيضًا/ استجواب عمر المختار
وصل غراتسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد «المحكمة الخاصة» يوم 15 سبتمبر 1931،  غراتسياني يذكر في مذكراته:
-غراتسياني: لماذا حاربت بشدَّة متواصلة الحكومة الفاشيَّة؟ -أجاب المختار: من أجل ديني ووطني. 
-غراتسياني: ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟ 
-فأجاب المختار: لا شيء إلَّا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرضٌ علينا وما النصر إلا من عند الله. -غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك أن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم؟ 
-فأجاب المختار: لا يُمكنني أن أعمل أي شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلَّنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلّم أو نُلقي السلاح.

ويستكمل غراتسياني حديثه: "عندما وقف ليتهيأ للانصراف، كان جبينه وضاء كأنَّ هالة من نور تُحيط به، فارتعش قلبي من جلالة الموقف، أنا الذي خاض المعارك والحروب العالميَّة، والصحراويَّة، ولُقبت بأسد الصحراء، ورُغم هذا فقط كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنبس بحرفٍ واحد، فانتهت المُقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه للمُحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمُصافحتي ولكنَّه لم يتمكن لأن يديه كانت مُكبلة بالحديد. لقد خرج من مكتبي كما دخل عليّ وأنا أنظر إليه بكل إعجاب وتقدير"
وفي يوم ١٥ سبتمبر١٩٣١جرت محاكمة عمر المختار وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا وقد جهزوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام وجرت المحاكمة وتم إعداد اثنين مترجمين وقد بدا على أحدهما الأرتباك و فضه القاضي وأمر بااستبداله وتم استبداله بمترجم يهودي وتم الحكم عليه بالإعدام شنقًا وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ٢٨﴾ [الفجر:27–28]، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة. دون مراعاة لسنه حيث كان يبلغ من العمر ٧٣عامًا

الكلمات المفتاحية