[ شمس مصر]  ابي يزيد مخلد ابن كيداد: 

هوابو يزيد مخلد بن كيداد من قبيله زناته خرجت على عبيد الله المهدي، وكان زعيمها محمد بن خرز قد انحاز الى عبد الرحمن الناصر الاموي بالاندلس وكانت هذه القبيله على الفاطميين بسبب اثارهم بالكتامين في مناصب الدوله العليا لذلك عمدوا على مناهضتهم في بلاد المغرب الاوسط، حتى استفها خطرهم في تلك البلاد وتمثل ثوره ابي يزيد مخلد تجسيدا لحفظ زناته على الفاطميين. 

نشا ابو يزيد مخلد بن كداد في بلده تورز بافريقيا، وتعلم القران وخالط جماعه من الخوارج الصفريه فمال الى مذهبهم واعتنقه، ولما كان الخوارج قد التمسوا الامان في بلاد المغرب بعد ان اشتد اضطهاد الامويين، لهم حيث وجدوا اهالي تلك البلاد حاقدين على بنو اميه، لذلك كان من اليسير ان ينضم البربر الى الخوارج. 
اتخذ ابو يزيد تاهرت محلا لاقامته وصار يعلم الصبيان القران، ومذهب الخوارج، كما بدا يدعو الناس للخروج على الخليفه الفاطمي ولقيت دعوته قبولا كبيرا، حتى اصبحت بلاد المغرب تغلي بالثوره ضد الفاطميين، تزعم ابو يزيد الثوره وقوي امره ورجت دعوته منذ عام٣١٦ه‍/٩٢٨م، في منطقه نفوسه والزاب، وكان يظهر بمظهر الزهاد والمتنسكين، ويركب حمارا هزيلا يتنقل به بين القبائل لذلك لقب بصاحب الحمار وتمكن ابو يزيد من اجتياح بلاد الفاطميين، وانتشرت جيوشه في عام ٣٣٣ه‍/٩٤٤م فى معظم بلاد المغرب حتى صار يهدد مدينه المهديه نفسها لعاصمه الفاطميه،فاستعان  الخليفه القائم بزيري ابن مناد زعيم قبيله صنهاجه، الذي وصل الى المهديه لمعاونه الخلافه وبدا مركزه يتحسن امام الثوار الذين ارتدوا عن المهديه وتوجهه نحو القيروان واثناء ذلك توفي الخليفه القائم٣٣٤ه‍.

 وتولى مكانه ابنه المنصور الذي اخفى خبر موت والده حتى لا يؤثر على حماس الجند، وقوي الجيوش وازداد عددهم بانضمام عدد كبير من جند ابي يزيد اليه، وذلك لانه ثوره ابي يزيد كانت دون خطه فما ان بلغ قدرا كبير من النصر حتى وقف حائرا ماذا يصنع بعد ذلك السيره مع كثير من القبائل مما قلل من الثقه وفر كثير منهم الى الفاطميين فتمكنت جيوش الفاطميين من هزيمه ابي يزيد عام وفر هاربا الى الصحراء فتعاقبوا الفاطميين حتى قبضوا عليه وارسلوه الى المهديه فقتل بها.