12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

التقويم الشمسي عند المصريين القدماء

2020/09/13 10:38 PM | المشاهدات: 708


التقويم الشمسي عند المصريين القدماء
رباب رزق

" التقويم الشمسي عِند المصريين القدماء "

مُنذ أن بدأ التاريخ يخط أسطره و قد إتجه المصريون لرصد دورة الشمس السنوية و ذلك لتناسبها مع حياتهم الزراعية و لتوفيرها الظروف الملائمة للزراعة ، و قد ربط المصريون القدماء بين وصول بشائر الفيضان إلي خط عرض مدينة أون ( هليوبوليس - عين شمس ) و بين الشروق الإحتراقي لنجم الشُعري اليمانية - و الشروق الإحتراقي هو مصطلح يُطلق علي أي نجم يظهر قبل شروق الشمس و يختفي بمجرد شروقها - و قد أطلق المصريون القدماءعلي نجم الشُعري اليمانية اسم ( سبدت ) ، و قد كان هذا النجم يظهر في الأُفق الشرقي قبل شروق الشمس مباشرة بعد إختفائه لمدة طويلة و ذلك في يوم ١٩ يوليو ، و قد جَعل المصريون القدماء هذا اليوم بداية لسنتهم الجديدة و جعلوا السنة ٣٦٥ يومًا و من ثَم قاموا بتقسيمها إلي ٣ فصول و كل فصل تم تقسيمه إلي ٤ أشهر و كل شهر ٣٠ يومًا و تم تقسيم كل شهر إلي ٣ عشرات ، و قد كانوا يضيفون إلي نهاية كل سنة ٥ أيام .

يُذكر أن المصريون القدماء قاموا بتسمية الثلاثة فصول باسماء لها عِلاقة بالحياة الزراعية ، فالفصل الأول أُطلق عليه ( آخت ) و يعني ( الفيضان ) ، و الفصل الثاني أطلق عليه ( پرت ) و يعني ( الإنبات ) ، و الفصل الثالث أُطلق عليه ( شمو ) و يعني ( الحصاد ) ، أما عن الشهور فلم يَكُن لها نصيب من الاسماء و لكن كانت تُسمي بالأعداد ، فكان يُطلق عليها علي سبيل المثال :
الشهر الأول من الفيضان - الشهر الثاني من الفيضان و هكذا ...

و من الجدير بالذكر أن اسماء الشهور التي وصلت إلينا هي عبارة عن اسماء لأعياد و قد كان بداية ظهورها في عصر الدولة الحديثة .

عندما تم وضع التقويم المصري كان يقل عن طول السنة الشمسية تقريبًا بـ ربع يوم ، أي يومًا كاملًا كل أربع سنوات و مع مرور السنين كان يحدث خلل في مواعيد الفصول فكل ٧٣٠ سنة كانت أشهر فصل الصيل تأتي في فصل الشتاء و العكس صحيح ، و لكي تأتي الشهور في فصولها الطبيعية مرة أخري كان ذلك يلزم مرور ٧٣٠ سنة أخري ، و ذلك حتي يقضي نجم الشعري اليمانية دورته المعتادة كل ١٤٦٠ سنة .

يذكر أن المصريون القدماء لم يحاولوا تقويم هذا الخطأ أو إصلاحه و ذلك عن طريق إضافة ربع يوم إلي السنة ، و يرجع ذلك إلي عدم شعورهم بالتغير الذي يتم طوال حياتهم أو الأجيال التي تليهم ، و بقي الوضع كما هو حتي عام ٢٣٨ ق.م و تحديدًا في عهد بطليموس الثالث أصدرت الكهنة مرسومًا بمقتضاه يتم إضافة يوم كامل إلي السنة كل أربعة سنوات .

لا يوجد أي دليل أثري مصري يوضح تاريخ إتباع المصريين القدماء التقويم الشمسي و لكن في عام ٢٣٨ م ذكر الكاتب الروماني سنسورينوس Sinsorinus أنه في عام ١٣٩ م بدأ النجم Sothis دورة جديدة و قد ترتب علي هذة المعلومة إمكانية تحديد و رصد الدورات السابقة للنجم و قد تبين أن الدورة السابقة ١٣٢١ ق.م أي عِند نهاية الأسرة الثامنة عشر ، و الدورة السابقة لها كانت عام ٢٧٨١ ق.م أي خلال عصر الأسرة الثانية ، و من ثَم الدورة الأقدم في عام ٤٢٤١ ق.م و قد عاصر هذا التارين فترة إزدهار مدينة أون و التي يرجح بنسبة كبيرة أن اسمها يشير إلي رصد الأجرام السماوية و قد كان كبير كهنتها يحمل لقب ( كبير الرائيين ) .