12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر : معبد سيزاريوم بالأسكندرية .

2022/12/14 09:32 PM | المشاهدات: 418


شمس مصر : معبد سيزاريوم بالأسكندرية .
آية ابراهيم سعد

يعد معبد القيصريون (سيزاريوم) آخر أبنية العصر البطلمي وأول معابد الرومان بمدينة الأسكندرية، بدأت الملكة كليوباترا السابعة في بنائه تكريمًا لزوجها القائد الروماني مارك أنطونيوس .
وقد اختارت الملكة موقع مميز لبناء المعبد إذ يطل على الميناء الكبير ( منطقة محطة الرمل والميناء الشرقي حاليًا) ، ولم تستطع الملكة استكمال بناء المعبد نتيجة لهزيمتها هى وزوجها ماركوس على يد الامبراطور أوكتافيوس (الملقب أوغسطس) في معركة أكتيوم البحرية .
 
 

وقرر أوكتافيوس محو كل ذكرى وأثر لماركوس أنطونيوس وهدم كل تماثيله ولكنه أبقي على هذا المعبد وقرر استكماله حيث كان كل ماتم إنشاؤه في عهد الملكة كليوباترا لا يتجاوز تخطيط المعبد وإنشاء بوابته الخارجية وعندما أتم استكماله خصصه لعبادة الآلهة الأباطرة وأطلق عليه إسم (سيبستيان)، ويمثل معمار المعبد حلقة الانتقال من التراث المعماري البطلمي إلى التراث الروماني .

 

وقد أقام أمام صرح المعبد مسلتان لتحتمس الثالث كانت قد أحضرتهما الملكة كليوباترا من هليوبوليس (عين شمس حاليًا) شمال القاهرة وفي العصر البيزنطي تحول هذا المعبد إلى كنيسة عرفت بإسم كنيسة القديس ميخائيل .
واندثر هذا المعبد مع الزمن ولم يبقى منه سوى هاتان المسلتان تطلان على البحر وتزين المسلتان بنصوص هيروغليفية للملك تحتمس الثالث فقد صور الملك تحتمس على هيئة أبو الهول وهو يقدم القرابين  ثم أُضيفت بعد ذلك نصوص وألقاب لكلًا من "الملك رمسيس الثاني" و"الملك سيتي الثاني" .
يبلغ ارتفاع المسلة الغربية حوالي ٢٠,٨٧م وقد سقطت في وقت ما ونقلت إلى لندن عام ١٨٧٧م لتقام على ضفاف نهر التيمز، والمسلة الشرقية يبلغ ارتفاعها حوالى ٢٠,٨٧م وقد ظلت في مكانها منذ العصور القديمة حتى نقلت لتقام بحديقة سنترال بارك بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٨٧٩م

إقرأ أيضًا / 

ولم يعد لدينا أى معلومات عن هذا المعبد سوى ماوصل إلينا من المؤرخين والكتاب، وعلى رأسهم يأتي الكاتب "فيلو" الذي يقدم لنا وصف رائع للمعبد حيث يقول (كان هذا المعبد .. معبد قيصر أثر لا مثيل له وكان على ميناء فسيحة، عظيم البناء عجيب الصناعة عالي السمك، يعده الناس علمًا من أعلام البحر، قد زادته أبداع الصور والتماثيل فيزخر بحلية من النذور مكونة من اللوحات والتماثيل ونفائس من الذهب والفضة، تقدم إليه جليل الهدايا والقرابين، محاط بسور هائل وبه أروقة وقاعات مكشوفة للسماء ومكتبة وحدائق ) .