نصائح الملك أمنمحات الأول لولى العهد سنوسرت الأول .

لعب الأدب المصري القديم دورًا كبيرًا في نقل الأحداث والأحوال السياسية والإقتصادية والاجتماعية والدينية للبلاد آنذاك .
و أظهر هذا النوع من الأدب تحذيرات ونصائح الملوك لأولياء عهودهم والتي اكتسبوها من خلال توليهم الحكم وإدارة شئون البلاد وتجاربهم السياسية حتى يستفيدوا منها خلال فترة توليهم الحكم على البلاد .
وسوف نتناول في هذا المقال نموذج كمثال لهذا النوع من الأدب وهو " نصائح الملك أمنمحات لإبنه ولى العهد سنوسرت الأول " .

إقرأ أيضًا /شمس مصر/هرم الملك امنمحات الثالث بهوارة.

أسس الملك أمنمحات الأول الأسرة الثانية عشر ونقل عاصمة البلاد من طيبة إلى اللشت، وتعتبر فترة حكم أمنمحات من أزهى فترات الحكم في مصر القديمة حيث عمل على نشر الأمن والأمان في البلاد ونشر السلام .
وهناك بعض المؤرخين أشاروا إلى تعرض الملك لمؤامرة أودت بحياته وأنه لم يقل هذه النصائح وإنما هى عمل أدبي قيل على لسانه وكأنه يعطى نصائح لإبنه من العالم الآخر، في حين ذكر آخرون أنه لم يلقى حتفه ولكنه أصيب فقط ولهذا أشرك إبنه سنوسرت معه في الحكم وبدأ في سرد تلك النصائح له .

إقرأ أيضًا /شمس مصر/ هاوية قصر السكاكيني .  

اشتهرت نصائح الملك جدًا خلال عصر الدولة الحديثة، وتوجد هذه النصائح أربع نسخ فيها النص كامل، ووردت أجزاء منها على مسجلة على حوالى تسعة قطع صغيرة من الفخار .
احتوت نصائح أمنمحات لإبنه على خلاصة تجاربه الحياتية والسياسية ويصف فيها أعماله وما وجده من خيانة وجحود بعض رعاياه ومؤامرات .

ويبدأ الملك أمنمحات نصائحه لإبنه قائلا :
انصت إلى ما اقوله لك، حتى تحسن حكم البلاد، وتسيطر على العالم، وتحقق الخير الوفير، ثم يتبع ذلك بتحذيرات :
" احذر أتباعك، لا تقرب مرؤوسيك إليك كثيرًا، لا تقربهم وأنت بمفردك، ولا تملأ قلبك بأخ، ولا تثق في صديق ولا تقريه إليك فلن يكون من وراء لك فائدة لك .
لقد أعطيت الفقير، وربيت اليتيم، وساعدت المحتاج، ولكن أولئك الذين أكلوا خبزي هم الذين صاروا ضدي ........ إلخ .