12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

فوق الأشواك ورود 

2020/07/19 06:21 PM | المشاهدات: 1556


فوق الأشواك ورود 
عبدالله أبو زيد

تلك هي الحياة التي نعيشها ما بين المر والعسل ما بين شوكة ووردة هي الحياة التي نجد طريقنا فيها مملوء بالأشواك التي قد تكون لنا بمثابة عراقيل تصدنا عن الأحلام والطموح وتعطل بعض مسارتنا فنذوق فيها الألم ونظن أننا قد انتهينا بذلك ولكن الله يفاجئنا بالخير الذي خبأه عنا لنسعد بعد ذلك بما لم نتوقعه يوما أن يحدث وفي هذا قال الله تعالي 

(قال تعالى : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.

 

===================

اقرأ أيضاً: اسرار النجاح

===================

 

إنها الحياة كمثل معركة أنت فيها مجاهد تحتاج إلى الثبات في ميدانها ولا يفوز فيها إلا القوي الصبور كما أن الرياح تهب بقوة فتصيبنا بالفزع ولا بد فيها من مواجهة الخطر لابد فيها من الصمود في وجه الشدائد والأشواك لنفوز بتلك الوردة أنها تحقيق الأحلام والآمال.

 

 وفي هذا يقول الشاعر أبي القاسم الشابي في قصيدته إرادة الحياة

 

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

 

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

 

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

 

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

 

كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر

 

وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر

 

إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

 

وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

 

وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

 

فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر

 

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر

 

وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"

 

"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر

 

وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر

 

هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر

 

====================

اقرأ أيضاً: أطفال مأواهم الشارع

====================

 

تلك هي الحياة بكل صوبتها واشواكها هي التي فيها تأتي من كل محنه منحه من كل ضيق فرج هي التي اقترن فيها العسر باليسر والشر بالخير والبلاء بالصبر والضيق بالفرج هي الحياة التي نصعد فيها علي جبل طموحتنا وأحلامنا بما في ذلك جبل من أحجار كبيرة قد تسد طريقنا للصعود إلى القمة ومع المشقة والتعب نجد انفسنا قد تخطينا تلك الصعوبات واكتسبنا منها الخبرة والدروس .

 

====================

اقرأ أيضاً: قاتل بغير رصاصه ولا دم

====================

 

إن اكبر ما يجعل الشدائد تزداد عندنا وعلينا هو قله اليقين وعدم التوكل وتعلقنا بمتاع الدنيا الزائل وملازتها وشهواتها وتعلقنا بأشياء ظننا انها تنجينا وهي عين هلاكها فالشدائد كما انها تؤلمنا فهي دوما ما يكون لها فائد لانها تجعلنا نعرف من حولنا من يحبنا ومن يبغضنا من يتمني لنا الخير ومن يفرح في مصيبتنا.