أخبرنا النبي في حديثه الشريف أن الأرض ملكها أربعة ملوك اثنين مؤمنين و آخرين طاغين أما المؤمنين فهما ذو القرنين و سليمان بن داوود و أما الطاغيين فهما النمرود بن كنعان و بوختنسر.
النمرود بن كنعان أطغى طواغيت الأرض و أكثرهم غموضاً من حيث حكمه و بناءه برج بابل و طريقة موته و أيضاً سر اختفاء مقبرته و الكنوز التي دفنت معه.
النمرود بن كنعان اختلف المؤرخون في نسبه منهم من قال انه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح عليه السلام، و منهم من قال أن نسبه ينتهي إلي حام بن نوح عليه السلام.
ولد النمرود عام 2053 قبل الميلاد في مدينة بابل المتحدرة من حضارة أورك، ذُكر في كتب التاريخ أن للنمرود ستة أخوة و له ولدان من صلبه كوشي و النمرود الصغير، أنشأ النمرود مدن بابل"أكاد و أوروك" و حسب ماجاء في التوراة أنه لم يكتفي بأرضه فقام بفتح "مدينة كالح و رسن و روحوبوت عير"
اقرأ أيضاً:امينه خليل اللي قادره علي التحدي
عاش النمرود 400 عام علي حسب ما قاله المؤرخون،قال المؤرخون أن النمرود شاهد حلما أن جميع الكواكب انطفأت و لم يبقى سوي الشمس و فسره له الكهنة بأنه سوف يولد صبي ستكون نهاية ملكه علي يده، فأمر النمرود بقتل كل صبي يولد في تلك السنة، و عندما علمت أم إبراهيم خبأته بعيدا لكي لا يقتل، و بعد أن أصبح إبراهيم عليه السلام مكلف بالدعوة دعاهم إلي عباده الله الواحد و ترك عبادة الأصنام فرفضوا الإيمان و التسليم به فهدّم إبراهيم الأصنام و ترك كبيرهم و زعم أنه هو الذي حطمهم، فأمر النمرود بإلقاء إبراهيم في النار و لكن ما حدث عكس المتوقع ف النار لم تحرق إبراهيم فطلب النمرود مناظرته، و بعد أن بُهِت الذي كفر تجبر النمرود و أمر ببناء برج بابل ليتحدي الآلة.
اقرأ أيضا:انهم يسرقون أشيائي يا الله
من مظاهر طغيان و تجبر النمرود بناء برج بابل حيث أنه أمر ببناء البرج و صعد إلي أعلاه و قام برمي السهام ما لبث الا أن عاد السهم مغطي بالبخيخ الأحمر فخيل إليه أنه أصاب مرماه و مالبث إلا سقط هو و قومه علي الأرض و بعد أن قام بدأوا يتحدثون بكلام غير مفهوم و ذكر الطبري ان برج بابل سبب لعنه الله في اختلاف الألسن و اللغات و القبائل.
اقرأ ايضاً:العالم المصري الكيميائي
يذكر أن النمرود أول ملك ارتدى التاج حيث ذكر المؤرخون أنه رأي قطعه قماش و تاج في السماء فأمر ساسان الخياط أن يحيك له تاج و قام بوضع المجوهرات عليه و قام بارتدائه ليصبح أول ملك يرتدي تاچاً في التاريخ، أعد النمرود أقوي جيشاً فكانت تهتز الأرض من أرجلهم ليصبح صياداً للبشر بعد أن كان صياداً في البرية، و قام بتنصيب نفسه إلهاً علي شعبه و عاقب كل من يخالفه الرأي بالقتل أو بالحرق، بعد أن ازداد طغياناً و تجبراً في الأرض أرسل الله عليهم طوفان من ذباب البعوض حتي لا تري عين الشمس فأكلت لحومهم و دمائهم، و دخلت بعوضه في أنف الملك و بحسب ما قاله المؤرخون أنه عاش يتعذب 400 عام بما فعله و في كل صباح يقوم بخبط رأسه في الجدار من شدة الألم، ذكر المؤرخون أنه إلي الآن لم يتم العثور علي مقبرة النمرود او مكان دفنه.