12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. المدينة التي تعرضت لنكبة لم يعرف التاريخ مثلها

2022/09/07 01:14 AM | المشاهدات: 918


|شمس مصر|..  المدينة التي تعرضت لنكبة لم يعرف التاريخ مثلها
كريم أحمد ماجد

إنها مدينة مرو التي تعرضت لنكبة لم يعرف التاريخ مثلها على أيدي الغُز اة التتار وكانت وصمة عا ر في جبين الإنسانية. 

كانت مدينة مرو كبيرة جدا في ذلك الوقت، وتقع الآن في تركمنستان، وهي على بعد أربعمائة وخمسين كيلومترا تقربيا غرب مدينة بلخ الأفغانية،هي من أمهات مدن خراسان، يطلق عليها مرو الشاهجان، وذاع صيت المدينة في التاريخ الإسلامي كأحد مراكز بلاد ما وراء النهر.

 

أقرأ ايضا |شمس مصر|.. من ترك شيئا لله

 

فتحت على يد الأحنف بن قيس، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

بقيت مرو عاصمة لإقليم خراسان في عهد الخلافة الأموية، وبالأخص في عهد ولاة خراسان الأمويين مثل المهلب بن أبي صفرة ويزيد بن المهلب، وقتيبة بن مسلم الباهلي ونصر بن سيار الكناني وغيرهم.

 

تنبية:-

‏كانت قاعدة خراسان كذلك في أيام السلجوقيين وصدر الإسلام، وكذلك كانت مركز لخراسان عندما كان الخليفة العباسي المأمون فيها، والصحابة الذين دفنوا في مرو، و أبرزهم خمسة وهم:-

بريدة بن الحصيب الأسلمي

أبو برزة

قريط بن أبي رمثة

الحكم بن عمرو الغفاري

أقرأ إيضا |شمس مصر|.. حارس أبواب الجنة

شرح التعريف:-

نهاية مدينة مرو:-

عندما ذهب إليها جيش كبير من التتار فيه بعض أولاد جنكيز خان وتوجه جيش التتار إلى مرو وكان هائلا يقدر بمئات الألوف.

في المقابل جهز أهل مرو جيشًا كبيرًا من 200 ألف مقا.تل، وكانت المعركة عنيفة بين الطرفين وكانت نهايتها بانهزام المسلمين أمام التتار، وقُـتِل من المسلمين الكثير، وأسر الباقي ونهبت الأموال والأمتعة.

انهزم المسلمون، وفتح الطريق إلى مدينة مرو ذات الأسوار العظيمة، وكان بها من السكان ما يزيد على 700 ألف مسلم من الرجال والنساء والأطفال، حاصر التتار المدينة لأربعة أيام، وفي اليوم الخامس أرسل قائد جيش التتار وهو ابن جنكيزخان رسالة إلى حاكم مرو طلب منه فيها فتح الأبواب والخروج إليهم وفي المقابل يجعلونه أميرا عليها ويرحلون عنها !

فصدق أمير مرو ما قاله القائد التتري، وتوهم ذلك وخرج إليهم، فاستقبله قائد التتار استقبالا حافلا، وطلب منه في خبث ودهاء أن يخرج له أصحابه ورؤساء قومه لينظر التتار من يصلح لرفقته، فأرسل الأمير المخدوع إلى معاونيه ونفذ ما طلب منه، وخرج وفد كبير ولما تمكن التتار منهم أمسكوا بهم.

ثم طلبوا منهم أن يكتبوا قائمتين كبيرتين:

الأولى: تضم أسماء كبار التجار وأصحاب الأموال في المدينة.

الثانية: تضم أصحاب الحرف والصناعات المهرة.

وبعد ذلك أمر ابن جنكيز خان أن يخرج جميع من في البلد، فخرجوا جميعا، ثم جاءوا بكرسي من ذهب قعد عليه ابن جنكيز خان ثم أمر بالتالي:-

أن يأتوا بأمير البلاد وبكبار القادة فيقتلوا جميعا أمام أهل البلد، وبالفعل حدث هذا الأمر والناس ينظرون ويبكون.

إرسال أصحاب المهن والحرف إلى منغوليا للاستفادة من خبراتهم هناك.

 

اقرا ايضا |شمس مصر|.. عدد خزنة جهنم

 

إخراج الأغنياء وتعذ يبهم حتى يخبروا عن كل ما لهم، ففعلوا ذلك ومنهم من كان يمو ت من التعذيب.

دخول المدينة وتفتيش البيوت بحثا عن المال والمتاع، واستمر هذا البحث 3 أيام، ثم أمر في النهاية بقـتل أهل البلد أجمعين، وقد أمر ابن جنكيزخان بعد أن قتلوا جميعا أن يتم إحصاء القـتلى، فكانوا نحو 700 ألف قتيل ليختفي بذلك ذكر مدينة مرو من التاريخ.

المصدر:-

الكامل في التاريخ لـ ابن الأثير.