قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بن مروان في خربة المفْجر
يقع هذا القصر قرب أريحا بفلسطين ويبعد عنها 2كم شمالا أريحا، بناه الخليفة الخليفة الأموي العاشر هشام بن عبد الملك الذي حكم من (724-743م) ليقضي فيه فصل الشتاء.
اكتشف القصر أثناء الحفريات منذ عام 1933م، ولم يعرف بانيه إلا عام 1937م عندما عثر في أثناء الحفر خارج السور على قطعتين من الرخام كتب عليهما – عبد الله هشام بن عبد الملك أمير المؤمنين.
ومن المفارقة أن القصر دمر بزلزال عام 747م دون أن يقضي الخليفة فيه شتاء واحداً، وبعد هذه الواقعة بخمسمئة عام قامت فرقة من جيش صلاح الدين الأيوبي بترميم بعض أجزائه وسكنته.
[ شمس مصر] مكتبة الإسكندرية وأمر حرقها
يتألف القصر من قسمين: القسم الخارجي: وهو قسم الرجال، وهو ذو طابقين، أما القسم الداخلي فهو قسم النساء، ويتكون من طابق واحد، والساحة الشرقية، ويحيط بالقصر سور طول كل ضلع 2كم، وله باب من الناحية الجنوبية وهو باب القصر الرئيسي، وداخل السور عشرة أبراج، ثلاثة في الجهات الجنوبية والغربية والشمالية، والعاشر خلف القاعة في قسم الرجال تستعمل لحراسة القصر والمراقبة.
استعمل في بناء القصر أربعة أنواع من الحجارة، رخامية، ومزية، وبلاط أسود، وحجارة رملية، وجلب الماء للقصر من عين نويعمة عن طريق قنوات مكشوفة تمر بحدائق القصر.
كما يضم القصر مدخلاً رئيسياً وساحات، وغرف استراحة وحمامات ومسجد. وأثناء التنقيبات التي أجريت عام 1937م عثر على بلاطة رخامية منقوش عليها بالخط الكوفي ((هشام بن عبد الملك بن مروان، ولا إله إلا الله محمد رسول الله، وتمثال الخليفة هشام ويده اليمنى مبتورة وآية قرآنية منقوشة بالخط الكوفي على عمود ضخم والنافذة النجمية، كما عُثر على أواني فخارية وأقداح ومزهريات وأباريق وقناديل، وأسرجة وسكريات فخارية، ورسوم من الجبصين والطوب تمثل جميع أنواع الطيور التي كانت في ذلك العصر.
[شمس مصر].... مسجد السلطان حسن
أبدع ما في القصر مخدع الخليفة الداخلي وهو نصف دائرة وضعت فيه أجمل وأضخم قطعة فسيفساء وجدت في العالم، تمثل شجرة النارنج وتحمل ثماراً وإلى يسارها غزالان يقضمان الحشائش، وإلى اليمين أسد يهاجم غزالاً آخر.
للقصر بستان كبير غني بأشجاره ورياحينه، كما عثر على تمثال رجل يرتدي حلة حمراء ويحمل سيفاً ويقف على أسدين، ويعتقد أن هذا التمثال هو تمثال الخليفة هشام.
