12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. القتل العمد وحكمه في الإسلام

2022/06/21 11:26 PM | المشاهدات: 389


|شمس مصر|.. القتل العمد وحكمه في الإسلام
آمال عطيه

 

جريمة القتل هي أول جريمة ارتكبت في الأرض ظلما وعدوانا في عهد آدم عليه السلام،حيث قتل قابيل أخيه هابيل بسبب الحسد والغيرة، قال تعالى: { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: ٣٠].

 

 وهذه الجريمة هي من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، فقد حرم الله سبحانه وتعالى قتل النفس إلا بالحق، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الإسراء: ٣٣].

وقد بين الله -سبحانه وتعالى -في كتابه العزيز أنه من قتل نفس واحدة فكأنما قتل الناس جميعا، كما أن في إحيائها إحياء للناس جميعا، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾ [المائدة: ٣٢].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقول الزور، أو قال: وشهادة الزور).

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).

 

تعريف القتل العمد:

هو أن يقصد الجاني من يعلمه آدميا معصوما فيقتله بما يغلب على الظن موته به.

 

لقد كثرت في الآونة الاخيرة جريمة القتل العمد بين الناس، أصبح كل إنسان يعميه الغضب عندما تحصل له مشكلة مع الآخرين يقوم بهذا العمل الإجرامي، وهذا يدل على نزع الرحمة من قلب القاتل، وعدم وجود الإيمان.

فقتل المسلم عمدا من أعظم الجرائم  التي عقابها عند الله عظيم، قال تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّه

 عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.[النساء: ٩٣].

 

اقرأ أيضا:|شمس مصر|.. علاقة السحر بالأرواح

 

وقد جعل الله سبحانه وتعالى لهذه الجريمة  يوم القيامة الصدارة في القضاء في الحقوق بين الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء).

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه، المفارق للجماعة).

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن خطورة القتل وانتشاره في آخر الزمان عندما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل).

 

فاستباحة دم المسلم بغير وجه حق ليس بالأمر الهين عند الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق).

قال عبدالله بن عمر ‐رضي الله عنه‐ (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).

 

اقرأ أيضا:|شمس مصر|.. رؤية الكائنات الخفية

 

حكم القتل العمد في الإسلام:

 

وقد ترتب على هذه الجريمة عقوبات تقع على القاتل في الدنيا والآخرة:

 

عقوبة القاتل في الدنيا: القصاص، وهي قتل القاتل. 

- قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: ١٧٨].

وقال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يأُولِي الالْبَـابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:١٧٩].

ولولي المقتول أن يقتص، أو يأخذ  الدية، أو يعفو إن تحققت به  المصلحة، قال تعالى: {  وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾[الإسراء: ٣٣].

وقال صلى الله عليه وسلم: (ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدى، وإما أن يقتل).

 

 اقرأ أيضا: |شمس مصر|.. واذكروا الله كثيرا

 

أما عقوبة القاتل في الآخرة:

جزاءه دخول جهنم والخلود فيها، ويقع عليه لعنة الله وغضبه وعذابه عذابا عظيما.

قال تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ 

الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.[النساء: ٩٣].

وقال صلى الله عليه وسلم: (يجيء المقتول متعلقا بقاتله يوم القيامة آخذا رأسه بيده، فيقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني؟ قال: فيقول: قتلته لتكون العزة لفلان، قال: فإنها ليست له، بُؤ بإثمه، قال: فيهوي في النار سبعين خريفا).

وقال صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ).