12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. علاقة السحر بالأرواح

2022/06/21 11:21 PM | المشاهدات: 689


|شمس مصر|.. علاقة السحر بالأرواح
اسراء أشرف الطنطاوي

 

يقرأ المسلم في القرآن أن السحر مكر وخداع، وليس له علاقة بأشباح أو أرواح يسلطها الساحر على المسحور، وقصة سحرة فرعون خير دليل على ذلك، فحينما رأى السحرة معجزة رسول الله موسى في تحول العصا إلى ثعبان، أدركوا أن ذلك حق وليس بسحر، لأن السحر كذب وخداع بصري، لذلك آمنوا وسجدوا لله رب العالمين، قال تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).

حرّم الإسلام التعامل بالسحر والذهاب للسحرة تحريماً قاطعاً، وجعل ذلك جريمةً عظيمةً، وذكرها من ضمن السبع الموبقات وهنّ المُهلكات اللواتي يُهلكن صاحبهنّ؛ لِما في ذلك من ضررٍ عائدٍ على المتعامل بها في الدنيا والآخرة، ولم يكن التحريم للذهاب للسحرة لعمل السحر وحسب، بل ورد تحريم السحر لعلاج السحر كذلك، فإنّ من أصابه سحرٌ يحرم عليه التداوي بسحرٍ آخرٍ؛ لأنّ السحر يستوجب التعامل مع الشياطين، وزيارة الكهنة، وسؤال العرّافين والمشعوذين والعمل بما يقولون، وكل ّذلك مُحرّمٌ في شريعة الله تعالى.

 

اقرا ايضا |شمس مصر|.. رؤية الكائنات الخفية

 

تنبية:-

حرّم الإسلام التنجيم كما حرّم السحر، وعدّه جزءاً من السحر، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من اقتبس عِلماً من النُّجومِ اقتبس شُعبةً من السِّحرِ زاد ما زاد)، وسبب تحريم التنجيم؛ أنّه قائمٌ على قول المُنجّمين أنّ الكواكب مخلوقاتٍ روحانيّةٍ، فإن تمت مقابلتها بنوع ملابسٍ أو عطرٍ مُعيّنٍ أطاعت صاحبها، وكذلك فإنّ المنجّم يذبح الذبائح ويُقرّب القرابين للكواكب، وكلّ ذلك مُخلٌّ بتوحيد الله تعالى.

السحر حقيقة لكن بعضه تخييل وتلبيس ولا حقيقة له واقعية، كما جرى من السحرة فيما فعلوا من التخييل بالحبال والعصي، ويقع بعضه مؤثراً كما ذكرنا في سورة البقرة، أن السحرة يتعلمون منهما، الملكين : (مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)، ولهذا قال سبحانه: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)، فهذا يدل على أنه قد يقع منه ضرر وقد يحصل منه بسببه تفريق بين الرجل وزوجته، ولكن كثير من الناس قد يتوهموا هذا الشيء ويظنوا أنه سحر وليس بسحر ولكنها أوهام ووساوس.

 

اقرا ايضا |شمس مصر|.. واذكروا الله كثيرا

 

شرح التعريف:-

ينقسم السحر بشكله العام إلى ثلاثة أقسام الأول هو سحر التخيل، وهو أن يعمـد الساحر إلـى القـوى المتخيلـة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات، ويندرج تحت السحر الحقيقي والتخيلي:-

1- السحر الهوائي: يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر.

2- السحر المائـي: يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه.

3- السحر النـاري: يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن.

4- السحر الترابي: يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت.

يعرّف سحر "التخييل" في قاموس الرقاة على أنه عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله إلى قلب الحقائق، فيرى المسحور الشيء على غير حقيقته، وهذا النوع من السحر يعتمد على الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم شياطين "الجن" فيتصل الساحر بهم من خلال الرقى والدخن والكفر بالله، وعندما يتحقق الاتصال تحصل الاستعانة ثم الإعانة!!

هذا المفهوم السابق للسحر هو السائد بين الناس للأسف الشديد، ويوجب البعض الإيمان بهذا المفهوم، ومن يعترض على ذلك، فهو ينكر أحد الثوابت والحقائق الموجودة في القرآن الكريم، وهذا عامل مهم شجّع البعض على ممارسة السحر والشعوذة، وشجّع أيضاً على تصديق الناس للدجالين والمخادعين بحيث أصبحوا فريسة سهلة لهم، وفريسة للخرافات والأساطير.

 

اقرا ايضا|شمس مصر|.. اعف عمن ظلمك

 

وبعد كل هذا يأتي من يقول للناس إن للسحر حقيقة، وإن السحرة يستعينون بالجن والشياطين، ويستدلون على ذلك بقول الله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)، والمقصود بالشياطين في الآية هم بنو إسرائيل الذين كذبوا وافتروا على نبي الله سليمان، وليس معنى الشياطين هنا الجن والأرواح والأشباح، كما يعتقد البعض أن كلمة "شيطان" تعني الشر والباطل والابتعاد عن الحق، ولا تعني جنس كائن مخلوق.

قد ذكر السحر فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع، ومنها قوله تعالى: ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).