12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. مظاهر وهيئات الأرباب والمعبودات 

2022/04/22 09:46 PM | المشاهدات: 424


|شمس مصر|.. مظاهر وهيئات الأرباب والمعبودات 
ساره محمد

تنوعت الهيئات التي صُورت بها المعبودات المصرية بين هيئات آدمية أو هيئات حيوانية أو هيئات مركبة جمعت بين الهيئة الآدمية والحيوانية أو هيئات الطيور والحشرات وتباينت المسببات وراء هذا التنوع والاختلاف وفقًا لطبيعة كل معبود ولكن المبدأ المشترك في تكوين هذه الهيئة نظرة المصري لبعض الخصائص التي ترتبط بالحيوان أو الطائر فكان المصري القديم يقدس بعضها أملّا في الاستفادة من صفات طيبة فيها وذلك مثل البقرة التي كانت رمز للأمومة والعطاء وذلك لما رآه من رعاية البقرة لرضيعها ومقدار ما يحققه الانسان من الاستفادة منها.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. السلطان محمد الفاتح

 

قدس المصري القديم بعض الحيوانات اتقاء شر أو ضرر يقع منها مثل حيوان "ابن آوى" الذي كان ينبش القبور ويفتك بجثث الموتى كما قدس المصري بعض الحيوانات لصفات القوة والقدرة الخاصة التي يتصف بها هذا الكائن ومثال على ذلك الصقر لقدرته على الطيران والتحليق ودقته في الانقضاض على فريسته وكان تقديس بعض الحيوانات لطبيعتها المميزة كالثعبان والضفدعة ككائنين برمائيين يستطيعان الحياة في الماء والبر معًا وقدرتهما على التكاثر والتجدد ونلاحظ أن الثعبان يستطيع تغيير جلده فظنوا أنه يُولد من جديد والضفدع يقوم بالبيات الشتوي ثم يعود ويتكاثر بشكل كبير خلال فصل الصيف وغيرها من الصفات التي تميز كل كائن والتي استطاع المصري القديم التعرف عليها بالملاحظة الدقيقة عبر العصور الطويلة منذ عصور ما قبل الأسرات. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. انتهاك حرمة المقابر في مصر القديمة

 

قدس المصري القديم هذه الكائنات منذ عصور ما قبل الأسرات وذلك طبقًا لأقدم الأدلة والشواهد الأثرية التي تؤكد ذلك وصوروا معبوداتهم في صور بعض الكائنات بهيئة خالصة أو هيئة مزدوجة أو مركبة بين أكثر من كائن أي بين إنسان وحيوان أو إنسان وطائر أو مع بعض الحشرات والزواحف ولكنهم حرصوا كل الحرص على أن يكون هذا المزج مقبول من حيث الشكل الفني كما أن المصريين القدماء ليسوا الوحيدين من عرفوا تقديس وتأليه الحيوانات والطيور أو تصوير معبوداتهم أو أربابهم في هيئات بعض منها وشاركهم في ذلك أصحاب الحضارات القديمة الأخرى مثل العراق واليونان والرومان ويمكننا أن ننوه عن أن هذه الحيوانات والكائنات المتعلقة بتصوير المعبودات لا تعطي معلومات عن الصورة الحقيقية للمعبود حيث أن الصورة الحقيقية وطبقًا لما ذكرته النصوص الدينية هي صورة غامضة تكتنفها الأسرار ولا يمكن لأحد أن يحيط بمدى ثراء وعمق طبيعته. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. قصة كعك العيد عبر التاريخ

 

تشير نصوص التوابيت إلى أن المتوفي فقط هو الذي يعرف الصورة الحقيقية للآلهة وكل صورة أو هيئة يصور بها المعبود هي وسيلة غير تامة لجعل المعبود مرئي وإبراز صفات طبيعته وتميزه عن بقية المعبودات ومن النادر أن يصور المعبود في صورة أو هيئة واحدة ثابتة ولكن غالبًا ما يُجسد المعبود الواحد في أكثر من صورة وكل صورة منها تعطي تعبير قوي عن طبيعة وحقيقة المعبود المرئي واسم المعبود أيضًا يعبر عن مظهر واحد فقط من الطبيعة المركبة للمعبود. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. مدرسة السلطان الناصر حسن