12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. جامع الأزهر الشريف

2022/03/11 09:03 PM | المشاهدات: 454


|شمس مصر|.. جامع الأزهر الشريف
بيجاد محمد

استخدم المسجد لأول مرة في عام 972، وسُمّي في البداية بجامع المنصورية، وقد كانت تسمية المسجد باسم المدينة التي يتواجد بها ممارسة شائعة في ذلك الوقت، ومع دخول الخليفة المعز لدين الله لمصر قام بتسمية المدينة بالقاهرة، وهكذا أصبح اسم المسجد جامع قاهرة، حسب أول نسخة من المصادر العربية التاريخية.

اكتسب المسجد اسمه الحالي، الأزهر، في وقت ما بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله، والأزهر معناه المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء، والزَّهْرَاءُ لقبُ السيدة فاطمة بنتِ الرسول محمد"ﷺ"، زوجة الخليفة علي بن أبي طالب، وقد ادعى المعز وأئمة الدولة الفاطمية أنهم من سلفهم؛ وهي النظرية الوحيدة المتداولة عن سبب تسمية الأزهر بهذا الاسم، ومع ذلك، لم تُؤَكَّد هذه النظرية في أي مصدر عربي، وقد استُحْسِن دعمها كليًا، وقد نفتها مصادر غربية في وقت لاحق

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أهرامات أنتارتيكا الغامضة

 

كما أن المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين، ورغم أن جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سبقه في وظيفة التدريس حيث كانت تعقد فيه حلقات الدرس تطوعًا وتبرعًا، إلا أن الجامع الأزهر يعد الأول في مصر في تأدية دور المدارس والمعاهد النظامية، فكانت دروسه تُعطى بتكليف من الدولة ويؤجر عليها العلماء والمدرسين، وأُلقي أول درس فيه في صفر سنة 365هـ/975م على يد علي بن النعمان القاضي في فقه الشيعة، وفي سنة 378هـ/988م قررت مرتبات لفقهاء الجامع وأعدت دارًا لسكناهم بجواره وكانت عدتهم خمسة وثلاثين رجلًا.

بعد سقوط الدولة الفاطمية أقل نجم الأزهر على يد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يهدف من وراء ذلك إلى محاربة المذهب الشيعي ومؤازرة المذهب السني، فأبطلت الخطبة فيه وظلت معطلة مائة عام إلى أن أُعيدت في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري، وفي عهد الدولة المملوكية عاد الأزهر ليؤدي رسالته العلمية ودوره الحيوي، فعين به فقهاء لتدريس المذهب السني والأحاديث النبوية وعُني بتجديده وتوسعته وصيانته بعد ذلك العصر الذهبي للأزهر، كما أظهر الحكام والأعيان في العصور التالية اهتمامًا ملحوظًا بترميمه وصيانته وأوقفت عليه أوقافًا كثيرة

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. عدد الأسرات المصرية القديمة

 

ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.

ولازال الجامع إلى اليوم قائمًا شامخًا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحني لمتجبر، صادعًا بالحق داعيًا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه. 

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. رأس تمثال أوسركاف من الجرانيت