يوجد حقيقة واحدة في هذه الحياة لكنها مُرة وهي الموت، لا يمكن أن تكون حياة إلا إذا فقد الإنسان أعز ما لديه، ففقدان الأب هو فقدان الذات، أعلم جيدًا أن الأب هو الحياة، هذه الحياة التي فقدتها بعدما علمت برحيله، بعد وفاة الأب تسقط الأقنعة وخاصة الأقارب كأنهم يقولون لك مات سندك وبقيت وحيدًا.
هناك الكثير من الخاسرين في هذه الحياة ولكن أكبر الخاسرين هم فاقدين الأمان الذي يكون مصاحبًا لكلمة "أبي"، بعد رحيله لا تعلم كيف تسير بك الحياة؛ ولكن الحياة لا تتوقف على رحيل أحد ويجب عليك تقبُل هذه الحقيقة.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. كيفية العناية بالبشرة
كيف يمكن للإنسان تخطي نفسه؟ نعم، وفاة الأب هو فقدان النفس والروح، لا أعتقد بأنه يموت وحده ولكن مات كل شيء معه، لا أعلم إلى أي من الوقت سأظل أتفقد صورك وأتذكر ابتسامتك وصوتك! نعم فقدت أبي أيضًا، فقدت روحي وحبيبي الأول، لا أعترض على قضاء الله ولكني فقط لا أستطيع تخطي غيابه وصوته ورائحته، أبي أعلم أنك أفضل الآن بين يدي الله، تعذبت كثيرًا في هذه الحياة وأنت تصارع هذا المرض، إلى أبي الذي طال غيابه رحمك الله يا فقيد قلبي، انتظرك كل يوم وكل دقيقة في شوق ولهفة، هل ستعود مجددًا لنضحك معًا أم ستتركني وحيدة؟ أريدك بجانبي لو للحظة لأضمك وأخبرك كم اشتقتلك وكم أثر غيابك وجعلني أفقد كل معاني الأمان والسند والحب.
لا أعلم إلى متى سيستمر هذا الغياب؟ وإلى متى سأظل أنتظر عودتك؟! العقل مقتنع بأنك رحلت ولن تعود ولكن القلب والروح في انتظارك، أعرف أنك أفضل هناك ولكني كنت أتمنى أن تظل بجانبي، أريد أن اخبرك بأني لست بخير بدونك، لا أعلم إلى أي نهاية سيسفر هذا الطريق؟! إني أعيش يومي كما هو لا أعلم ماذا أفعل أو ماذا أريد ولكن يجب أن أكمل هذا الطرق بدونك، الجميع يطلب مني أتخطى غيابك ولكنهم لا يعلمون أنك في روحي وليس في ذاكرتي فقط.
أصبحت كل الأيام مملة لا توجد فيها ضحكتك ودعائك لي، أكتب فقط لأقنع روحي بأنك ذهبت بلا عودة.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. خيانة الرجل للمرأة
يجب علينا أن نتخطى هذا الحزن، لا يمكن نسيان الأب وعند تذكره ندعو له بالرحمة والمغفرة، يجب أن نستمر في هذه الحياة ونحقق أهدافنا، أفعل كل شيء تحبه، وتحدث مع أصدقائك، المهم لا تتعجل للخروج مما أنت فيه، فالفقد له مراحل ولابد من المرور بها كلها لكي تتعافى وتتأقلم عليه.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. المرأة العاملة في المجتمع
