من المعروف أن الحضارات السابقة المصرية والآشورية والفارسية والإغريقية كانت تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولك أن تعرف يا صديقي أن روما استطاعت أن تضم كل هذه الأقطار إلى إمبراطوريتها الكبيرة بالرغم من أن تحويل حوض البحر المتوسط إلى إمارات تابعة للإمبراطورية الرومانية إلا أنها استغرقت الكثير من الوقت والذي يزيد عن قرنين ونصف، فنرى أن روما استطاعت إسقاط أقطار هذه المنطقة حضارة تلو حضارة حتى سقطت مصر والتي كانت آخر أقطار هذه المنطقة.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. مدينة أدنبرا في اسكتلندا
لتقع مصر أسيرة تحت حكم روما وذلك عقب موقعة أكتيوم البحرية عام ٣٠ ق.م ويدخلها حاكم الروم (أوكتافيان) أغسطس والذي هزم كلًا من ماركوس أنطونيوس وكليوباترا، وتنتهي دولة البطالمة بلا رجعه وتبدأ مصر مرحلة جديدة مع أغسطس.
تأخر سقوط مصر في يد روما لم يكن راجعًا لقوتها أو منعتها ضد أي احتلال ولكن رجع إلى الظروف الداخلية لروما والنزاعات الحزبية بين السناتو والشعبيين كما أن سنوات الحكم الأخيرة لملوك الدولة البطلمية كانت تتسم بالضعف الشديد حتى كان الملك البطلمي لا يصبح ملك ولا يستقر على عرشه إلا عندما تقرر روما وتسنده قوة رومانية تقيم في إسكندرية.
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. أصغر قرية في بولندا
ومع ذلك لم يكن فتح مصر بالأمر السهل أو الهين فلم تكن قوة مصر أو ضعفها هو السبب الأساسي لفتحها ولكن يكمن السبب في اسمها وتراثها القديم بالإضافة إلى ثرواتها الزراعية الكبيرة حيث أن مصر كانت تعتبر أكبر بلد منتجة للقمح في الإمبراطورية بعد إهمال روما القمح في إيطاليا، ويوضح ذلك قول المؤرخ الروماني تاكيتوس (على أن إيطاليا لم تصب الآن بالجدب، ولكننا نفضل استغلال الشمال مصر وإفريقيا).
اقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. أول سيارة دخلت الوطن العربي عام 1890 ميلادية
لم ينسَ الرومان الاستفادة من فتح مصر بالترويج لهم ونشر أخبار اتساع الإمبراطورية الرومانية واستخدامها في الدعاية السياسية فقد أصدرت روما عملة تذكارية خاصة بمناسبة ضم مصر لروما، وقد أصدرت هذه العملة تحمل صورة التمساح أشهر الحيوانات النيلية وأحد المعبودات المصرية.
وكتب تحتها عبارة (Aegypto capla) والتي تعني (فتح مصر)
وإلى هنا يا صديقي نعطيك نبذة صغيرة على أن يكون لنا لقاء آخر النهاية.
