12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. عمر بن عبد العزيز

2022/01/05 12:39 PM | المشاهدات: 484


|شمس مصر|.. عمر بن عبد العزيز
الاء محمد

عمر بن عبد العزيز، حفيد عمر بن الخطاب، ذلك العدل الذي تجسد في صورة بشر، وما كان عمر بن عبد العزيز إلا قبسًا عن جده، أما عن سياسته وإدراكه لشئون الحكم، فهو ابن عبد العزيز بن مروان ولي عهد الخلافة ووالي مصر لمدة تزيد عن عشرين عامًا كان من أزهى عصور مصر في عهد الولاة، فكانت شخصيته مزيجًا بين ورع وتقوى وعدل عمر بن الخطاب، ودراية وسياسة بني أمية التي ورثها كبرًا عن كابر. 

° نشأة عمر بن عبد العزيز ولد عمر بن عبد العزيز في المدينة، وكان كثير التردد على عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-؛ لمحبته له، وكثرة تعلقه به، ونشأ في نعيم ورفاهية، حيث كان أبوه أميرًا على مصر، وعمه الخليفة عبد الملك، وهذا لم يمنعه من حفظه للقرآن، وتلقيه للعلم على يد أكابر الصحابة الكرام؛ كعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.

وقد نشأ عمر في المدينة بين أخواله، وتعلم كثيرًا من الصحابة الكرام وتأثر بهم، فكان كثير البكاء من خشية الله -تعالى-، وخاصة عند قراءته للقرآن، كما تأثر بوالده في طلب الحديث، وكان يذهب إلى العلماء والفقهاء؛ ليتعلم منهم، مما دفعه إلى ترك صحبة أقرانه من الشباب، وكان يكثر الجلوس في مجالس العلم، ولا يهدر وقته إلا في القراءة أو الكتابة أو المذاكرة، مما أكسبه الذكاء والعلم والبصيرة والحكمة والفقه، وكان لأسرته الفضل الكبير في تكوين شخصيته وعلمه، بالإضافة إلى إقباله على العلم منذ صغره، وتأثره ببيئته في المدينة، حيث عاش في مجتمع يسوده التقوى والصلاح.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الملك ساحو رع وهرمه

 

° الإصلاحات العامة التي قام بها عمر بن عبد العزيز °

1_ أخذ عمر بن عبد العزيز بني أمية بالمظالم، وهي الأموال أو الممتلكات التي وضعوا أيديهم عليها دون وجه حق، ثم ساوى بين الناس في العطاء، وأدخل في ديوان العطاء أناس جدد ممن دخلوا الإسلام، وحملوا راية الجهاد. 

2_ أصدر أوامره بسحب القوات الإسلامية من مناطق الثغور خاصة وأن هذه القوات تكبد الخزانة أموالًا طائلة، وبعد سحب القوات الإسلامية المرابطة في آسيا الصغرى سعى لمبادلة الأسرى المسلمين بالأسرى الروم، وكان يدفع عشرة أسرى من الروم مقابل أسير مسلم واحد، وهو ما يؤكد حرصه على أمن وسلامة قواته واهتمامه بعودتهم إلى ديارهم. 

3_ تعددت إصلاحات عمر بن عبد العزيز رعاياه الطلقاء إلى رعاياه من المسجونين، فشملت رعايته السجون، فاهتم بتحويلها إلى أماكن تصلح لإقامة الأدميين.  

4_ شملت رعايه عمر بن عبد العزيز أولئك الطارئين في البلدان والولايات للأغراض المختلفه سواء للتنظيم أو التجارة، أو لطلب العلم فأمر بعمل الخانات. 

5_ نظر عمر بن عبد العزيز في أمر الأعداء الكثر الذين صنعهم الأمويون بسياستهم، وكان من أشد هؤلاء الأعداء طائفة الخوارج، وغيرهم من الفرق غير راضية عن الحكم الأموي، فعمل على تطيب قلوبهم، وإفساح المجال للحديث معهم دون تعقبهم، والعمل على النيل منهم، والأكثر من ذلك محاورتهم ومقارعة الحجة بالحجة، مما أدى إلى تسكين عداوتهم، فلم يخرجوا عليه. 

6_من الجوانب الشائكة التي تعرض لها عمر بن عبد العزيز "الموالي" تلك الطائفة التي عانت من ظلم الحكام الأمويين السابقين من التعالي والتنكيل والنظرة الغير منصفة، فضلًا عن التشدد والقسوة، فعاملهم بما تقتضيه الأخوة في الإسلام وحط عنهم كثير من الضرائب والمستحقات التي فرضها عليهم خلفاء الدوله الأموية السابقة. 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الجانب المُظلم لقصر البارون

 

7_ جلس عمر بن عبد العزيز بنفسه لنظر المظالم، ولم يكتفِ بإقامة قاضٍ للمظالم، وذلك رغبةً في تحقيق العدالة التامة بنفسه، وقد عاد جلوسه للمظالم بالنفع العظيم حيث تبينت له جوانب عديدة تتطلب الإصلاح والتقويم، فتعرض لها وقوم إعوجاجها سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات. 

8_ أعطى عمر بن عبد العزيز الحرية التامة لكل فرد مسلم بغض النظر عن عنصره وجنسيته، في التنقل في أرجاء الدولة الإسلامية، منافيًا بذلك بعض القواعد التي كانت قد أرسيت في العهود السابقة. 

9_ سمح عمر بن عبد العزيز باستقبال أهالي الولايات والإستماع إلى شكواهم، والنظر فيها، وإنصافهم، ومن ذلك أنه حط بعض الضرائب عن أهالي قبرص وأيلة .

10_ من الطوائف التي أوقعت الخلافة الأموية، واحتدام العداء معها، طائفة العلويين، نرى عمر بن عبد العزيز قد شملهم بعدله، فأنصفهم ورد مظالمهم، دون أن يبادروا بالتظلم، وهكذا نراه يتصدى لتطبيق العدالة على كافة طوائف رعيته، فشملهم عدله وسماحته.  

°الإصلاحات المالية والسياسية°

تعرض المجتمع الإسلامي في العهد الأموي وقبل خلافة عمر بن عبد العزيز إلى اضطراب ظهرت نتائجه في سير انتشار الإسلام، وكان ذلك نتيجة طبيعية للسياسة التي سار عليها بني أمية والتي ارتكزت على ركيزتين: 

الأول: جمع أكبر قدر من الأموال من جبايات الولايات، فكان الولاة يتسابقون في زيادة مقدار جبايتهم، حتى لو أخل ذلك بإنتشار الإسلام. 

الثانية: استخدام أموال الخزانة العامة في إرضاء قاعدة عريضة من ذوي المكانة والنفوذ، فضلًا عن منحهم أو إقطاعهم أو بيعهم أراضي مملوكة لبيت المال لا يؤدون عنها خراج أو أي ضريبة. 

° وقد أخلت هذه السياسة بالإسلام من جهة، وبيت مال المسلمين من جهة أخرى، حيث أن حرص كل والي في الظهور بمظهر صاحب الخراج الأكبر جعله لا ينظر لعملية إسقاط الجزية عمن أسلم، إلا نظرة الإخلال بالخزانة، وهو ما دفع بعضهم إلى إبقاء الجزية على من أسلم فضلًا عن منح العقارات أو الأراضي لأناس من ذوي النفوذ الذين حرصت الدولة على إرضائهم، فكانوا لا يؤدون خراج أو ضريبة عن تلك الأراضي والعقارات فأدى ذلك إلى حدوث خلل في الخزانة وذلك لنقص ذلك المورد. 

° فكان على عمر بن عبد العزيز أن يتصدى لحل تلك المشكلات، وينظمها تنظيمًا يكفل تحقيق العدالة لكافة الأطراف، ولما كانت تلك المشكلات قد نتجت عن جوانب تتعلق بالجبايات، فكان طبيعي أن يتعلق الإصلاح بالخراج والجزية والصوافي. 

وفي نهاية مقالنا نختم بقوله حينما تولى الخلافة: أيها الناس من صحبنا فليصحبنا لخمس، وإلا فلا يقربنا: 

° يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها. 

° يعيننا على الخير بجهده. 

° يدلنا على ما لا نهتدى إليه من الخير. 

° لا يغتابن أحدًا. 

° لا يعترض فيما لا يعنيه. 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الشيخ محمد متولي الشعراوي