من صفات البشر الرحمة مع المخلوقات ومن أهم تلك المخلوقات هي الحيوانات؛ لأنّها تعجز عن الدفاع عن نفسها ومُواجهة قسوة البشر الذين قد يتعرضون لها بالأذية ويتسببون لها بالألم والإهمال، وأحيانًا تصل الأذية بتلك الحيوانات إلى الوفاة، ومن الواجب علينا حماية حيواناتنا التي نمتلكها، وتوفير الحماية للحيوانات بأكملها والدفاع عنها حتى البرية منها، أخلاق الإنسان الإسلامي والكريم تتمثل في الطريقة التي يتعامل بها مع الحيوانات، كما أن الإنسان يجب أن يعلم معنى الرفق بالحيوان لأبنائه إن كان أبًا، ولطلابه إن كان معلمًا.
تكون الرحمة بالحيوان بتقديم الطعام له، خاصة تلك الأنواع التي لا مأوى ولا صاحب لها كالقطط والكلاب الضالة، فلا يضر الإنسان لو وضع كل شخصٍ على باب منزله علبة ماء أو بقايا بعض الطعام الذي يُمكنه الاستغناء عنه في سبيل تقديمه كطعام لتلك الحيوانات الضالة، كما أنه سيحصل على الكثير من الأجر مقابل ذلك الشيء البسيط، خاصة عندما يكون الجو حارًا والشمس حارقة .
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. إكرام الضيف واجب
كما ينبغي عدم افتعال الحرائق التي قد تودي بحياة الكثيرين منها، وتتسبّب بالدمار الشامل لها ولبيئتها التي هيأها الله من أجل العيش فيها، فلو احترقت مساحة واحدة من تلك الغابات سيتأذى الكثير من الحيوانات وستتدمر أعشاشها وبيوتها وأوكارها وحتى غذاؤها، ولن يكون لها مكانٌ تأوي إليه، خاصة أنها ستهرب محاولةً البحث عن الأمان، ويتسبب ذلك أيضاً في حرقها وحرق صغارها .
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الإعتراف بالفضل لأهله
وقد أوصانا رسول الله الكريم بأن أهمية الرفق في الحيوان تتجلى بشكل واضح بوصية الرسول صل الله عليه وسلم الذي أوصانا بها وأمرنا بعدم تعريضها للأذى ومعاملتها بأفضل طريقة، ولأن في حمايتها جزاءً كبيرًا من عند الله تعالى، فقد بينت لنا الكثير من القصص عاقبة عدم رعاية الحيوانات وتعذيبها، وقد ثبت عن النبي محمد صل الله عليه وسلم قصة تلك المرأة التي حبست القطة فلا أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، يا لذلك الجرم الشنيع!
ما الذي فعلته قطة بريئة لتنال تلك العقوبة من حبس وتعذيب وتجويع وحتى حرمانها من الماء والحرية التي قد تجدُ فيها نجاتها.
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. بعض مفاتيح الجنة
