12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

آداب الاستئذان عند دخول البيوت

2020/12/08 10:13 PM | المشاهدات: 588


آداب الاستئذان عند دخول البيوت
آمال عطيه

البيت هو مكان للسكن والراحة، وهو المكان الذي يأمن فيه الإنسان على نفسه وأهله وعلى عوراتهم وحرماتهم، فلذلك جعل الله سبحانه وتعالى آدابا خاصة يجب اتباعها عند دخول البيوت.

 

وهذه الآداب هي:

 

الأدب الأول: 

عدم دخول البيوت قبل الاستئذان 

 

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

حتى تستأنسوا: أي: تستأذنوا.

وتسلموا على أهلها: أي: تقولوا السلام عليكم أندخل ثلاث مرات.

وهذا يدل على وجوب الاستئذان على كل من أراد أن يدخل بيتا مسكونا غير بيته.

 

الأدب الثاني:

قول السلام عليكم أأدخل

 

فعَنْ رِبْعِيِّ بنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِه، فَقَالَ أَأَلِجُ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِخَادِمِهِ: «اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاِسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ». فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ.

 

إقرأ أيضاً/ ومن أعرض عن ذكرى

 

الأدب الثالث:

الاستئذان ثلاثا فإن لم يؤذن له رجع

 

عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له، فليرجع).

 

الأدب الرابع:

أن يذكر اسمه ولا يقول أنا

 

عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دَينٍ كان على أبي، فدققت الباب، فقال من ذا؟ "يعني من هذا؟" فقلت: أنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أنا، كأنه كرهها).

وفي هذا دليل على أنه ينبغي للمستأذن أن يذكر اسمه وهو يستأذن، وفيه أيضا مشروعية طرق الباب عند الاستئذان.

 

الأدب الخامس:

ألا يقف المستأذن أمام الباب بوجهه

 

عن عبد الله بن بُسْرٍ -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور).

 

الأدب السادس:

عدم الإلحاح في الأذن

 

قال تعالى: {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}

وإن قيل لكم ارجعوا: أي بعد الاستئذان، فارجعوا: أي وأنتم راضون غير ساخطين، هو أزكى لكم: أي أطهر لنفوسكم.

فينبغي لمن قيل له ارجع ألا يغضب، فلعل صاحب البيت لا يكون مستعدا للقاءه.

 

إقرأ أيضاً/ أين يذهب الدعاء؟

 

الأدب السابع

الاستئذان على المحارم

 

والمحارم هم: المحرمات على الرجل أن ينكحهن.

 

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجلا، فقال: يا رسول الله أأستأذن على أمي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. فقال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها. فقال الرجل: إني خادمها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا، قال: فاستأذن عليها.

وقد روي البخاري عن علقمة قال: (جاء رجل إلى عبد الله -رضي الله عنه- قال: استأذن على أمي؟ فقال: ما على كل أحيانها تحب أن تراها).

 

الأدب الثامن:

استئذان الأطفال غير البالغين

 

عن عطاء قال: سألتُ ابنَ عباس، فقلت: أستأذن على أختي؟ فقال: (نعم). فأعدتُ، فقلتُ: أُختان في حِجري، وأنا أمونُهُما، وأُنفق عليهما، أستأذنُ عليهما؟ قال: (نعم، أتُحِبُّ أن تراهما عُريانتين؟!) ثم قرأ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ... ﴾ إلى ﴿ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ﴾ قال: (فلم يؤمر هؤلاء بالإذن إلاَّ في هذه العورات الثلاث). قال: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ ﴾ قال ابن عباس: (فالإذن واجب على الناس كلِّهم)

 

 هناك ثلاث أوقات يجب على الأطفال والذين لم يبلغوا الحُلُم أن يستأذنوا قبل الدخول وقد ذكرهم الله سبحانه و تعالى في هذه الآية الكريمة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ}

 

وهذه الأوقات هي:

 

١- قبل صلاة الفجر: وهو وقت ارتداء الثياب.

٢- وقت الظهيرة: وهو وقت القيلولة حين يكون تخفيف الثياب.

٣- بعد صلاة العشاء: وهو موعد النوم.

 

أما غير هذه الأوقات فلا يكون هناك داعي للاستئذان إلى الغرف ما دامت الأبواب مفتحة، فهي أوقات حركة وتنقل بين الآباء وأولادهم.

 

أما الأبناء الذين بلغوا سن الحُلُم يجب أن يلتزموا بآداب الاستئذان قبل دخولهم على غرف آباءهم أو إخوانهم، سواء كانت الأبواب مفتوحة أو مغلقة، وذلك في جميع الأوقات.

قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطفَالُ مِنكُمُ الحُلُمَ فَليَستَأذِنُوا كَمَا استَأذَنَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

 

إقرأ أيضاً/حكم ومواعظ على بن أبى طالب

 

الأدب التاسع:

 

السلام قبل الكلام

عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه).