12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. حكاية الأميرة "بنت ريشيت" 

2021/11/29 12:31 AM | المشاهدات: 689


|شمس مصر|.. حكاية الأميرة "بنت ريشيت" 
آية ابراهيم سعد

سجلت أحداث هذه الحكاية على مصدرين، المصدر الأول وهو أشهرهم وهي لوحة عثر عليها بين بقايا حطام مقصورة بجوار معبد خونسو، واختلف العلماء على تاريخ نقش هذه اللوحة ولكنهم رجحوا أنها نقشت في الفترة بين الأسرة ٢٥ والعصر البطلمي، وهذه اللوحة محفوظة الآن في متحف اللوفر بفرنسا. 

أما المصدر الثاني فهو أيضًا لوحة أو بقايا لوحة مهشمة إلى ما يقرب من حوالي ٣٥ قطعة تم العثور عليها في معبد الأقصر بين عامي ١٩٧٨ م و١٩٧٩ م وذلك أثناء عمليات ترميم مناظر المعبد التي كان يقوم بها المعهد الشرقي للدراسات بجامعة شيكاغو، وتحتوي هذه البقايا على خمس أحداث الحكاية التي وردت في اللوحة المعروضة بمتحف اللوفر، وحتى الآن لم يتم نشر الترجمة الكاملة لأجزاء هذه اللوحة المشهمة .

 

 

تبدأ اللوحة بسرد ألقاب الملك رمسيس الثاني مثل (حورس الثوري، رب التيجان، المتوج بتاجي النبتي "وادجت ونخبت"، الخالد للأبد كخلود آتوم، حورس الذهبي ذو الصراع القوي، المهيمن على الأقواس التسعة، ملك الصعيد والوجه البحري، ملك الأرضين، أوسر ماعت رع ستب ان رع، رعمسيس،.. إلخ) 

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. آثار محافظة كفر الشيخ

 

الحكاية /

في يوم من الأيام كان الملك العظيم "رمسيس الثاني" مسافر إلى بلاد نهارين (ميتاني)، وعندما عرف أمراء البلاد الأجنبية جاؤوا من كل مكان لكي يقوموا بتحية الملك ويقدموا له الهدايا (الذهب - اللازورد - الفيروز - البخور - .. إلخ)، وكان على رأسهم أمير "باختان" والذي قام بتقديم هداياه وفي مقدمتهم إبنته الكبرى ورأى الملك "رمسيس الثاني" مدى جمال إبنته فقبلها زوجة له وأعطاها لقب ملكي (الملكة العظيمة ماعت حور نفرو رع)، وعاد الملك "رمسيس الثاني" ومعه زوجته وتوالت الأحداث ومرت السنوات، وفي السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك رمسيس الثاني تحديداً يوم ٢٢ من شهر بؤونة جاء أحد إلى الملك رمسيس الثاني يخبره بوصول رسول من باختان ومعه هدايا للملكة نفرو رع فاستقبله الملك رمسيس الثاني وقدم الرسول التحية إلى الملك وأخبره أنه جاء إليه في أمر هام وهو أن الأميرة "بنت ريشيت" الأخت الصغرى للملكة نفرو رع مريضة، ويطلب منه أن يرسل معه أحد الحكماء ليعالجها فأمر جلالة الملك بإحضار كل العاملين في بيت الحياة وأمرهم باختيار أفضل الكتبة وبهذا تم استدعاء الكاتب "جحوتى إم حب"، فأمره الملك بالسفر مع رسول باختان لتشخيص حالة الأميرة وبالفعل ذهب معه وعند وصوله ذهب للأميرة لتشخيص حالتها وعرف أن هناك روح مسيطرة عليها تلبستها وهي السبب في مرضها ولذلك لابد من سرعة معالجتها ولكن ليتم شفاؤها لابد من حضور خونسو بنفسه لكي يقوم بالسيطرة على الروح، فقام أمير باختان بإرسال مبعوث مرة أخرى لجلالة الملك وأخبره بما حدث، وصل المبعوث في العام السادس والعشرين من حكم الملك في أول شهور فصل الحصاد أثناء الاحتفال بعيد آمون في طيبة وأطلعه على الأمر بعد أن قدم له التحية .

 

فقام جلالة الملك بالدخول إلى قدس الأقداس لمعبد خونسو ووقف أمام الصورة المقدسة للمعبود خونسو "نفر حتب" وأخبره بمرض الأميرة "بنت ريشيت"، وأخذ الصورة المقدسة ووضعها أمام صورة خونسو "با إير سخر" (مقدر الأعمار وطارد الأرواح الهائمة على وجهها في عالم الأحياء)، وطلب من خونسو "نفر حتب" بأنه يوافق بمنح قدرته الخارقة لخونسو "با إير سخر" لكي يذهب لبلاد باختان، فجاءه الرد بالإيجاب  ثم طلب منه أيضًا بأن يوافق على وضع حمايته السحرية حول الصورة المقدسة لخونسو "با إير سخر" فوافق أيضًا على ذلك وقام بنقل طاقته السحرية حول خونسو "با إير سخر" ووضع حمايته السحرية حوله أربع مرات .

ثم أمر الملك بإرسال الصورة المقدسة خونسو "با إير سخر" إلى بلاد باختان بصحبة كاهن من معبده محفوظاً داخل مقصورته في زورقه المقدس وخمسة قوارب وعجلة حربية والكثير من الخيول التي تحيط بالموكب من كلا الجهتين .

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. احتفالية افتتاح طريق الكباش بالأقصر

 

وصل الموكب المقدس بعد عام وخمسة أشهر وعندما علم أمير باختان أسرع وقام هو وكبار دولته باستقبال الموكب وانحنى أمام القارب المقدس قائلاً له (لقد أتيت حقاً كما أمر جلالة ملك صعيد الوجه البحري والقبلي أوسر ماعت رع إستب إن رع، لقد حلت بنا البركة وجاءنا الخير معك) .

بعد ذلك ذهب كاهن خونسو ومعه الصورة المقدسة خونسو "با إير سخر" إلى المكان الذي توجد به الأميرة "بنت ريشيت" وقام باستدعاء روح خونسو ونقل طاقته الروحية للأميرة فظهر الشبح الذي كان يتلبس الأميرة وانفصل عنها ووقف أمام خونسو قائلاً له (التحيات لك أيها الإله العظيم الذي يرشد الأرواح الهائمة على وجهها في عالم الأحياء وأنا خادمك وسأعود إلى المكان الذي أتيت منه لكي يتحقق ما أتيت من أجله، ولكن لي طلب واحد بأن تقوم وليمة جنائزية من أجلي في وجودك ووجود أمير باختان)، فقام خونسو بالموافقة وقام الكاهن المفسر بإبلاغه بالموافقة فذهب عند الأميرة وشفيت في الحال .

 

وبالفعل قام أمير باختان بتقديم الأضاحي في حضور خونسو والروح الهائمة ثم ذهبت الروح الهائمة إلى العالم الآخر حسب أوامر خونسو، وطلب أمير باختان بأن تبقى الصورة المقدسة لخونسو في بلاد باختان، وظلت الصورة المقدسة لخونسو لمدة ثلاث سنوات وتسعة أشهر في بلاد باختان، ولكن في يوم من الأيام كان أمير باختان نائماً فرأى في منامه أن خونسو يخرج من مقصورته على هيئة صقر ذهبي وطار متجهاً إلى مصر، فاستيقظ الأمير من نومه خائفاً وطلب مقابلة كاهن خونسو قائلاً له (ظل خونسو معنا طيلة السنوات الماضية وأنا أرغب أيضًا في بقاؤه ولكنه لا يرغب ذلك فلذا سأدعك تغادر بصورته المقدسة إلى مصر وسأرسل معك هذه العربات والخيول والجنود لكي يصل إلى مقره المقدس بطيبة بأمن وسلام .

ووصل خونسو "با إير سخر" إلى مقصورته في العام الثالث والثلاثين، في اليوم التاسع عشر من حكم الملك رمسيس الثاني .

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. ترجمة أنشودات احتفال مساء أمس بطريق الكباش