ربما كان أمنمحات الأول هو نفسه الوزير المدعو أمنمحات، الذي قاد حملة إلى وادي الحمامات تحت إمرة سلفه منتوحتب الرابع. و ربما أطاح أمنمحات الأول بمنتوحتب الرابع من على راس السلطة في مصر. و لذلك يختلف العلماء فيما إذا كان أمنمحات الأول قد قام بقتل منتوحتب الرابع من عدمه، إلا أنه لا توجد أدلة مستقلة تدعم هذه القضية، وربما كانت هناك فترة حكم مشترك تفصل بين عهديهما.
اغتيال الملك:-
يوجد عملين يعود تاريخهما إلى نهاية عهد أمنمحات الأول يعطيان صورة عن طريقة وفاته. أولهما هي وصايا أمنمحات التي على ما يبدو كانت نصائح يعطيها الملك المتوفي إلى إبنه من خلال حلم يراه سنوسرت الأول في المنام. فنجد الملك أمنمحات الأول وهو يخبره فيها قصة وفاته في صورة
اقرأ أيضاً/ عصر الإنتقال الأول
نصيحة- كما يلي:
كان ذلك بعد العشاء، عندما حل الظلام، وبعد أن قضيت ساعة من السعادة. كنت مستلقي ناعساً على سريري، بعد أن أصبحت مرهقاً، وقد بدأ قلبي في متابعة النوم. و عندما تم رفع الأسلحة أصبحت مثل ثعبان المقابر. فإستيقظت للقتال، ووجدت أن ذلك هجوم من الحُراس. و لولا أنني لم أتمكن من الإسراع في حمل السلاح في يدي لأجبرت هذه الحثالة على الفرار هرباً بعملتهم. إلا أنه لا يوجد جباراً في فترة الليل، ولا يوجد من يستطيع القتال بمفرده؛ ولن يتأتي النجاح بدون مساعدة. أنظر كيف حدثت أصابتي بينما كنت أفتقدك، في الوقت الذي لم تكن الحاشية قد سمعت بعد بنبأ تسليمي (السلطة) لك حيث أنني لم أكن قد جلست معك بعد لأتمكن من تقديم المشورة لك؛ فلم يسعنى التخطيط لمواجهة (تلك الخيانة)، و لم أتوقعها، ولم يفكر قلبي في إهمال الخدم.
تشير هذه الفقرة إلى المؤامرة التي قُتل فيها أمنمحات الأول على يد حراسه، وذلك في الوقت الذي كان فيه إبنه وشريكه في الحكم سنوسرت الأول على رأس حملة عسكرية في ليبيا.
اقرأ أيضاً/ ساحورع
الرواية الثانية التي تسرد الأحداث التي تلت عملية الإغتيال نجدها في قصة سنوهي، و هو نص مشهور من نصوص الأدب المصري القديم:
العام الثلاثون، الشهر الثالث من موسم الفيضان، اليوم السابع: الإله قد صعد إلى أفقه، والملك سحتب-إب-رع ملك مصر العليا والسفلى قد ذهب عالياً إلى السماء وأصبح متحداً مع قرص الشمس، وإندمج فيه طرف الإله الذي خلقه؛ بينما أصبح مقر (العرش) في سكون، فإن القلوب كانت في حالة حداد، وأُغلقت الأبواب، وجثمت الحاشية رؤوسهم على مفاصل أقدامهم، وإكتئبت الأعيان. فالآن جلالته قد أرسل جيشاً إلى أرض "التمحو" (ليبيا)، و إبنه الأكبر الإله الطيب سنوسرت قائداً عليها. و قد تم إرسالة ليأسر سكان أرض التحنو، وبالفعل هو كان عائداً يحمل أسرى أرض التحنو وكل أنواع الماشية التي لا حصر لها.
هددت بلاد الجوار مصر في ذلك الوقت مما دعا الملك إلى توجيه حملة على النوبة جنوب البلاد ولكنه لم يحتفظ بمكاسبه على الأرض. كما توجد أدلة على إرساله الحملات على الليبيين غرب البلاد وإقامة ما أسموه حائط الأمير أو أسوار امنمحات المبجل وكانت على هيئة عدة حصون منفردة.
وصايا أمنمحات هي أحد الأعمال الأدبية الشعرية المصرية القديمة التي كتبت في بداية عصر الدولة الوسطى. ينصح أمنمحات الأول ابنه سنوسرت الأول. تصف القصيدة المؤامرة التي قُتل فيها أمنمحات، ويأمر ابنه بألا يثق في أحد. تمثل القصيدة نوع من الاعتذار عن أفعال عهد الملك القديم، وتنتهي بتوصية سنوسرت بأن يرث العرش ويحكم بحكمة بدلاً من أبيه.
اقرأ أيضاً/ حياة العمال في مصر القديمة
يتحدث أمنمحات الأول عن رسالة صادقة لابنه يقول:-
أنت يا من ظهرت إلهًا (أصبحت ملكًا) أصغ لما سألقيه عليك حتى تصير ملكًا على البلاد وحاكمًا على شواطئ النهر، وحتى يمكنك أن تفعل الخير خذ الحذر من مرءوسيك؛ لأن الناس يصغون لمن يرهبهم، ولا تقتربن منهم على انفراد، ولا تثقن بأخ، ولا تعرفن لنفسك صديقًا، لأن ذلك لا فائدة منه.
وعندما تكون نائمًا كن الحارس لشخصك حرصًا على قلبك؛ لأن الرجل لا صديق له في يوم الشدة، فإني قد أعطيت الفقير، وعلمت اليتيم، وجعلت من لا ثروة له مثل صاحب الثراء، وقد كان آكل خبزي هو الذي جنَّد الجنود ضدي، والرجل الذي مددت له يد المساعدة هو الذي أحدث لي بها المتاعب، والذين يرتدون فاخر كتَّاني عاملوني كالذين في حاجة إليه، والناس الذين يتضمخون بعطوري قد لوثوا أنفسهم وهم يستعملونه بخيانتي
ويري أمنمحات أن الإنسان لا يمكنه أن يصل إلى السعادة الحقيقية إلا بالمعرفة فيقول:-
وأنتم يا نسلي من الأحياء ويا من سيخلفونني من الناس؛ اعملوا على أن تكون أحزاني كأنها أشياء لم يسمع بها، وكذلك اجعلوا ما قمت به من عظيم الأعمال الحربية لا يُرى؛ وذلك لأن الإنسان يحارب في ساحة الوغى وقد نسي ما جري بالأمس، ومع ذلك فإن الإنسان الذي يتناسى العلم لا تتم له سعادة.
وينتقل الملك بعد ذلك إلى وصف الحالة التي كان عليها حينما هاجمه المتآمرون فيقول:-
لقد كان ذلك بعد العشاء حينما دخل الليل، وكنت أخذت ساعة من الراحة واضطجعت على سريري، وكنت متعبًا وأخذ قلبي يجدُّ وراء النوم، ثم شعرت كأن أسلحة تلوح، وكأن إنسانًا يسأل عني، فانقلبت كأني ثعبان الصحراء وقد استيقظت على صوت الحرب، وكنت وحيدًا ووجدت أنها حرب جنود، ولو كنت أسعفت بالسلاح في يدي لكنت قد شتت شملهم؛ ولكن لا شجاع في الليل، ولا يمكن أن يحارب الإنسان وحيدًا؛ إذ لا نصربدون معين .