12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. علامات حسن الخاتمة

2021/11/06 11:15 AM | المشاهدات: 560


|شمس مصر|.. علامات حسن الخاتمة
آمال عطيه

حسن الخاتمة هو ما يبحث عنه كل إنسان، فكل إنسان يريد أن يختم له بعمل صالح، فعليه في هذه الحالة أن يعمل ويرضي ربه لكي يختم له بخاتمة حسنة، فالعبد عليه أن يزرع وينتظر حصاد ما زرع، قال صل الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالخواتيم". 

فالعبد مخير في كل أمر  يحاسب عليه، فسوء الخاتمة وحسن الخاتمة من فعل العبد.

 

 حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد إلى العمل الصالح والاستقامة على طاعة الله والبعد عن المعاصي والتوبة منها، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:" إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قال وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته".

 

ماذا يفعل من أراد حسن الخاتمة؟

 ومن أراد أن تحسن خاتمته فعليه بالآتي:

 -الصدق مع الله عز وجل، والصدق مع الله يبدأ بصدق النية في جميع الأعمال، ويلزم لصدق النية تجديدها من وقت لآخر، لذلك جعل الله الصلاة موزعة على أوقات اليوم، لكي يقف العبد مع نفسه بعد كل صلاه ويحاسبها، فمثلاً إذا اغتاب أحداً بعد الظهر فيستغفر الله ويدعوه أن يسامحه، وهكذا كل صلاة فلا يَكِّلْ العبد ولا يَمِّلْ من هذا ليمحو ما عليه أولاً بأول، فإذا زلت نفس العبد عن الطريق فعليه تجديد النية ويستغفر مرة أخرى ويبدأ صفحة جديدة، وهكذا حتى لو عاد للذنب مائة مرة، يقول الله في حديثه القدسي:" يا ابن آدم لو جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".

 ومن الصدق مع الله تعمير الوقت بالطاعة، فالنية الصالحة تُحَوِّل كل عمل إلى عبادة، يقول أحد الصالحين: "احتسب نومتي عند الله كما احتسب عنده قومتي" فهو ينام بنية أن ينشط على العبادة، ويقوم لتأدية الطاعة وتعمير الدنيا.

 فكلما عَمَّرَالعبد وقته بالطاعة يظهر أثر هذه الطاعات في سلوكه مع الناس، لأنه ملتزم بصلاته، فهي تنهاه عن الفحشاء والمنكر.

 

إقرأ أيضًا: |شمس مصر|.. حرية العقيدة بالإسلام

 

 -تجديد التوبة فكما جدد العبد النية فعليه أيضًا أن يجدد التوبة حتى ينعم بحسن الخاتمة، وتجب التوبة من معاصي الجوارح ومعاصي القلوب.

 فاللقلب كبائر ومنها: الكبر، والعجب، والرياء، والآمن من مكر الله والحسد والقنوط من رحمة الله والحقد.

 ومن أكثر أمراض القلوب (الآمن من مكر الله) فهو لا يصلي ولا يزكي ولا يصوم، ولو سألته كيف حالك مع الله؟ يقول لك: الحمد لله عندي من الإيمان ما لو وزع على المسلمين لأدخلهم الجنة، فهذا آمن مكر الله فهو خاسر، وهذه مصيبة وكبيرة من الكبائر.

  فالصحابة -رضوان الله عليهم- الذين بشروا بالجنة ازدادوا خوفًا، وما ازدادوا أمنًا.

 فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول:" لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمي في الجنة".

 وعندما سئل سيدنا عثمان ‐رضي الله عنه- متى الراحة؟ قال:" عندما تصير رجلي اليسرى بجوار اليمنى داخل الجنة". 

 

وأيضًا من أخطر أمراض القلوب، القنوط من رحمة الله، والقنوط هو: أن ييأس العبد من رحمة الله، وقد يكون من كثرة الذنوب، ولكن يجب أن يسأل نفسه، هل ذنوبي أكبر أم عفو الله أكبر؟ فعفوه سبحانه وتعالى يستغرق الذنوب، قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء}.

 

 المسارعة إلى الخيرات، فعلى العبد أن يسرع إلى الخير، كالصلاة على وقتها، حضور درس في المسجد، أو التصدق على الفقراء والمساكين، إلى غير ذلك من وجوه الخير الكثيرة.

 

إقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. البشعة موروث ثقافي

 

 علامات حسن الخاتمة:

 ‐أول هذه العلامات النطق بالشهادتين لقوله صل الله عليه وسلم:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".

 

  ‐الموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة، قال صل الله عليه وسلم:" ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".

 

‐الموت بعرق الجبين، أن يكون على جبينه عرق عند الموت قال صل الله عليه وسلم:" المؤمن يموت بعرق الجبين".

 

‐الصبر على مرض من الأمراض كالطاعون أو السل أو داء البطن أو الحرق أو الغرق أو الهدم، قال صل الله عليه وسلم:" الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل".

 

 المرأة التي تموت وهي حامل أو أثناء الوضع، قال صل الله عليه وسلم:" والمرأة يقتلها ولدها جُمْعًا شهادة".

 

 ‐الموت شهيداً في سبيل الله، قال تعالى:{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.

 

 ‐ومن العلامات أيضًا، من قتل وهو يدافع عن نفسه، وماله، ودينه، لقوله صل الله عليه وسلم:" من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد".

 

 ‐الموت رباطًا في سبيل الله، لقوله صل الله عليه وسلم:"رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن كان جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجْرِي عليه رزقه، وأمن الفتَّان".

 

إقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. الخوف من الله تعالى

 

  ‐ومن العلامات أيضًا، أن يوفق العبد للعمل الصالح، كأن يموت وهو يصلي، أو وهو صائم، أو وهو يقرأ القرآن، إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة، لقوله صل الله عليه وسلم:" يبعث كل عبد على ما مات عليه".

 فمن أراد الله به خيراً وفقه لعمل صالح فيقبضه عليه، قال صل الله عليه وسلم:" من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة".

 فظهور أحد هذه العلامات لا يجزم بدخول العبد الجنة، وإنما يستبشر بها فقط، كما أنه عدم حدوث أي من هذه العلامات لا يدل على هلاك العبد أو الحكم عليه بأنه ليس صالحاً.