12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

رحلة البحث عن التعافي.

2021/01/10 01:02 PM | المشاهدات: 481


رحلة البحث عن التعافي.
إهداء شعبان

 

 التعافي"تعافى فعل يتعافى .

ويقال تعافى المريض: أي استرجع قواه وشفي وزالت علته.

والمعافى هو: المتمتع بالعافية والسلامة.

والتعافي بشكل عام هو: طريقة لعيش حياة مفعمة بالأمل، وهدف جديد لحياة المرء، فينمو متجاوزا الآثار الكارثية.

 

عزيزي الإنسان كل منا بداخله الكثير من الأماكن التي يخشاها ويتحاشى زيارتها..

 

 

 

تثقلنا الذنوب، ونتهوه في الشهوات، وننسى أن الدنيا فانية، زائلة، غير ثابتة، ونتظاهر بأننا خالدون، فنتعب .

فـ كيف نتعافى من الذنوب..!

 

 

قال عمر بن الخطاب"ألا إن الدنيا بقاؤها قليل، وعزيزها ذليل، وشبابها يهرم، وحيها يموت، فالمغرور هو من اغتر بها.

 

لذلك يجب وضع حقيقة فناء الدنيا في عين الإعتبار والتوبة والرجوع إلى الله والإفتقار إليه. 

 

قال بن القيم: "خير أيام العبد على الاطلاق وأفضلها، يوم توبته إلى الله".

 

من علامات محبة الله لك الإصرار على التوبة بعد كل ذنب ..فاثبت .

 

وقال رجل: "يا رسول الله أحدنا يذنب الذنب" ،قال: "يكتب عليه"، قال الرجل: "ثم يستغفر ويتوب" قال الرسول: "يغفر له ويتوب عليه"، قال الرجل: "ثم يعود فيذنب "، قال: "يكتب عليه"، قال: "ثم يستغفر ويتوب" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا" 

 

 

 

 

أقرأ أيضا: ذنوب العباد

 

 

 

الفرق بيننا وبين من سبقوا إلى الله، أننا نضعف فنقط من رحمة الله وننسى أن رحمة الله واسعة، وسعة فضله وعظيم وده، بينما هم كانوا يدركون ضعف أنفسهم مع ارتكانهم إلى فضل الله ورحمته ولذلك كانوا يدعونه ويتعلقون ببابه، وهذا الفرق بين خوف العابد لله وخوف القانط .

 

الجمع بين الخوف من الله والرجاء في رحمته.

 

 

روي عن النبي ﷺ، عن الله ﷻ أنه قال (وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة.

 

وأن أشد ما في الذنب ليس الإثم، ولكن أن تعاقب بسبب ذنبك، فترتكب ذنبا فتحرم بعده بعدم التوفيق في عمل صالح، وقد يكون أعظم عمل عندك وكنت تقوم به بكل سهولة وبراعة، فيحيل الذنب بينك وبين العمل الصالح، وتجاهد نفسك فيه وتضيق نفسك به وتراه كالجبل.

 

قال الإمام مالك: "لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا إلى ذنوبكم كأنكم عبيد، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافيه"

 

فلا تستنكر فعل أحد ولا تعيب فيه ولا تذمه بينك وبين نفسك، فيبتليك الله، فسأل الله دائما العافية.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسألوا الله العافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية.

 

 

 

 

أقرأ أيضا: الموت حقيقة قريبة

 

 

 

وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال والمشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولغ لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر، وحظه من الراحة قليل.

 

ديننا أعظم مما نتخيل، وفرصة الرجعة فيه أكثر مما تتخيل ..

الأبواب مفتوحة، والرجعة سهلة، والسبل لرضوان الله كثيرة، كالصدقة، كف اللسان عن الغيبة والحرام، طاعة الخلوات.

 

تذكر الجنة تأنس به النفس عند البلاء ورؤية الله، وتكليمه للمسلمين، واحلاله الرضوان فلا يسخط عليهم أبدا.

 

 

 

أقرأ أيضا: اختيار الصاحب

 

 

يقول الله في الحديث القدسي "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني ،غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.!

 

ياابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني ،غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.

 

تأمل هذا الكنز "ولا أبالي"

 

نتعافى بالإبتعاد عما يرهقنا ..لذلك نحن نتعافى بالله فقط.