12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. الملك توت عنخ آمون

2021/10/26 12:11 AM | المشاهدات: 394


|شمس مصر|.. الملك توت عنخ آمون
يثرب أشرف

توت عنخ آمون هو أحد ملوك الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان ملك مصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م. يعدّ توت عنخ آمون من أشهر الملوك لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققّها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الملوك؛ وإنما لأسباب أخرى تعدّ مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف. واللغز الذي أحاط بظروف وفاته إذ اعتبر الكثير وفاة الملك في سن مبكرة جدًا أمرًا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ و‌الجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه ملك. كل هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة بلا جواب، اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية. توفي توت عنخ آمون صغير السن ودفن في مقبرته -مقبرة 62 - في وادي الملوك.

كان توت عنخ آمون بعمر التاسعة عندما أصبح ملك مصر واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للإله آمون"،

 كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد. وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. تم اكتشاف قبره عام 1922 في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.

 ‏

حياته

توت عنخ آمون ابن الملك إخناتون (أمنحتب الرابع). وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية في شهر أبريل عام 2010 أنه بناء على اختبارات الحمض النووي المعروف اختصاراً  (بالإنجليزية: DNA)‏ تبين أن توت عنخ آمون هو ابن الملك أخناتون.

توفي توت عنخ آمون في ظروف غامضة ومجهولة، ليحكم بعده وزيره السابق آي والذي تزوج من عنخ إسن آمون أرملة توت عنخ آمون.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. تابوت الملكة كاويت

 

فتره حكمه

أثناء حكم توت عنخ آمون بدأت ثورة من تل العمارنة ضد حركة الملك السابق إخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة آخت آتون بالمنيا وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله آمون في شكل الإله الواحد آتون. في السنة الثالثة لحكم توت عنخ آمون الذي كان عمره 11 سنة وبتأثير من الوزير آي رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة.

 

هناك اعتقاد سائد أن وفاة توت عنخ آمون لم تكن لأسباب مرضية وإنما قد تكون جراء عملية اغتيال قام الوزير خبرخبرو رع آي بتدبيرها وهناك العديد من الأدلة التي يوردها المؤمنون بهذه النظرية منها على سبيل المثال زواج الوزير خبرخبرو رع آي من أرملة توت عنخ آمون حيث عثر على ختم فرعوني يحمل اسم آي وعنخ سون آمون أرملة توت عنخ آمون وأيضًا يوجد رسالة بعثتها عنخ إسن آمون أرملة توت عنخ آمون إلى ملك الحيثيين تطلب منه إرسال أحد أبنائه لغرض الزواج بها بعد موت زوجها وقام ملك الحيثيين بإرسال أحد أبناءه كي يتزوج من أرملة توت عنخ آمون ولكنه مات قبل أن يدخل أرض مصر وهناك اعتقاد أنه تم اغتياله على الأرجح بتدبير من الوزير خبرخبرو رع آي الذي فيما يبدو كان يخطط للاستيلاء على عرش مصر فقام بقتل الملك توت عنخ آمون وقتل ابن ملك الحيثيين ولكن هذه فرضيات ولا يوجد دليل قاطع لإثبات كل هذه النظريات.

 

ومن الجدير بالذكر أن الأدلة التاريخية تشير إلى وجود وزيرين لتوت عنخ آمون أحدهما آي الذي تم ذكره والأخر كان اسمه حور محب وهناك أدلة أثرية تؤكد أنه بعد وفاة توت عنخ آمون أستلم الوزير آي مقاليد الحكم لفترة قصيرة ليحل محله الوزير الثاني حور محب الذي تم في عهده إتلاف معظم الأدلة على فترة حكم توت عنخ آمون والوزير آي وهذا يؤكد لدى البعض نظرية المؤامرة وكون وفاة توت عنخ آمون بسبب مرض الملاريا التي كانت منتشرة في الجنوب.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. مقابر الكومنولث بالإسكندرية

 

أسباب الوفاه

لفترة طويلة كان سبب وفاة توت عنخ آمون مسألة مثيرة للجدل وكانت هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي كانت ترجح فكرة أنه لم يمت وإنما تم قتله في عملية اغتيال في 8 مارس 2005 ونتيجة لاستخدام التصوير الحاسوبي الشريحي الثلاثي الأبعاد three-dimensional CT scans على مومياء توت عنخ آمون صرح عالم الآثار المصري زاهي حواس أنه لا توجد أية أدلة على أن توت عنخ آمون قد تعرض إلى عملية اغتيال وأضاف أن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق وإنما تم إحداث هذه الفتحة بعد الموت لغرض التحنيط وعلل زاهي حواس الكسر في عظم الفخذ الأيسر الذي طالما تم ربطه بنظرية الإغتيال بأنه نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له توت عنخ آمون قبل موته وربما يكون الإلتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.

 

أظهرت التحاليل الحديثة أيضًا أن عظم سقف التجويف الفمي لتوت عنخ آمون لم يكن مكتملاً وكان طول قامة توت عنخ آمون 170 سم وكان الطول العرضي لجمجمته أكبر من الطول الطبيعي مما حدى بالبعض إلى اقتراح مرض متلازمة مارفان Marfan's syndrome كسبب للموت المبكر وهذه الحالة وراثية تنقل عن طريق مورثات جسمية مهيمنة.

كان التقرير النهائي لفريق علماء الآثار المصري أن سبب الوفاه هو تسمم الدم نتيجة الكسر في عظم الفخذ الذي تعرض له توت عنخ آمون والتي أدى إلى الكانكرين Gangrene الذي هو عبارة عن موت الخلايا والأنسجة وتحللها نتيجة إفراز إنزيمات من العضلات الميتة بسبب عدم وصول الأكسجين إليها عن طريق الدم.

 

قبل هذا التقرير كانت هناك محاولات لمعرفة سبب الموت باستعمال أشعة أكس X-rays على مومياء توت عنخ آمون جرت في جامعة ليفربول وجامعة ميشيغان في 1968 وعام 1978 على التوالي وتوصلت الجامعتان إلى اكتشاف بقعة داكنة تحت جمجمة توت عنخ آمون من الخلف والذي تم تفسيره كنزيف في الدماغ مما أدى إلى انتشار فرضية أنه قد تلقى ضربة على رأسه أدت إلى نزيف في الدماغ ثم الموت.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أهم الأماكن الأثرية في الشرفية