12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

نفيسة البيضا " ام المماليك " 

2021/10/03 09:11 PM | المشاهدات: 546


نفيسة البيضا " ام المماليك " 
فاطمه أبو ناصر

مش بس شجر الدر اللي كانت ست قوية ، وعاشت حياة حافلة عنيفة ،وحكمت وعليت وانهارت، وسيرتها تنفع مسلسل ، في ستات شافتهم مصر كده ، بتعجبني منهم سيرة ولية قادرة اسمها نفيسة البيضا ، اللي مش عارف ازاي كُتاب الدراما غافلين عنها 

 

محدش عارف بالضبط الست دي جات منين ،بس هي مش من مصر ، ولما جات دخلت جواري علي بك الكبير المملوك الشهير ،وكانت على درجة عالية من الثقافة واللباقة ، لدرجة انها اتعلمت اللغة العربية وكانت شاطرة في امور الادب وخلافة ، ف راح علي بك الكبير اعتقها ، واتجوزها وبنى ليها بيت من بابه، ب يطل على بركة الازبكية ف درب عبد الحق .

 

وهي على زمة علي بك الكبير ، حبها مملوك تاني اسمة مراد بك ، بس مش باين انها كانت بتخون جوزها معاة ولا لاء ، على اي حال الامر مطولش كتير ، لان مراد بك تحالف مع مملوك منافس ل علي بك الكبير ، اسمه محمد بك ابو الدهب ، وقرروا ان مراد بك يقتل علي بك الكبير .

 

إقرأ أيضًا/تعاويذ العالم الآخر والكتب الدينية وتطورها عند المصري القديم

 

مراد اشترط عليه عشان ينفذ المطلوب دا يتجوز نفيسة البيضا بعد ما علي بك يموت ، ودا ال حصل فعلا ، وواضح جداً انها محبتش حد من دول لانها كانت حريصة جداً على حياتها ومنصبها في المجتمع ، وكونت من الجوازتين ثروة عظيمة جداً ، واشتغلت في التجارة لوحدها وبقى ليها املاك كتير 

 

وعاشت في ضل مراد بك ، لاكن دا ممنعهاش انها تنتقده  لما يغلط ، علناً ، وكالعادة الموقف دا مش هيطول كتير ، وهتيجي الحملة الفرنسية، وهيهرب مراد بك للصعيد . 

 

مراحتش نفيسة البيضا مع جوزها ، على العكس تماماً ، كان ليها علاقة كويسة جداً بالفرنسين ، وعلى رأسهم نابليون شخصياً ، اللي اداها ساعة ألماظ هدية ، لما الفرنسيين فرضوا ضريبة على اصحاب الاملاك دفعت فديتها الساعة دي ، واللي رجعت لنابليون ، اداها لعشيقته، وفضل نابليون حريص على حسن علاقته بنفيسة حتى بعد مارجع لاوروبا 

 

إقرأ أيضًا/المعبود بتاح في مصر القديمة

 

فضلت نفسية على ذمة مراد بك لكنها فاصلة نفسها عنه لحد ما جاله مرض الطاعون وهو في الصعيد ، واندفن في سوهاج نفس السنة اللي خرجت فيها الحملة الفرنسية من مصر 

 

 

ودا معناه ان نفيسة فقدت الفرنسيين اللي كانوا حامينها 

 

وفقدت جوزها اللي كانت على ذمته، في مجتمع الست لازم يبقى ليها راجل ، حتى لو شكلياً، ف على طول لقت ليها البدايل ، فبدل الفرنسيين ربطت نفسها بالبريطانيين ، واتجوزت واحد اسمه اسماعيل بك المحتسب الاول في مصر 

 

 

في الفترة دي ، كانت هي المحافظة الأولى على اوضاع المماليك واسرهم ، وكان كتير من اسراهم في حمايتها ،وبتصرف عليهم من املاكها ، لدرجة انهم سموها " ام المماليك" 

 

 

لكن المحافظة على كل حاجة طول الوقت كان مستحيل 

 

لما جه خورشيد وحكم مصر ، اضطهدها واعتقلها في بيت السحيمي ، وبعده محمد علي جردها من كل املاكها ، اما اسماعيل بك جوزها ، ف اتقتل في حرب وخلافات بين المماليك ، وقضت اخر حياتها عجوزة وفقيرة، وكانت الناس بطلت تتابع اخبارها ، لدرجة انهم نسيوها ، ل انه زي ما قال الأبنودي :

 

الدنيا ماشية وشعبنا نساي

للاسف ...

 

إقرأ أيضًا/مقبرة إيزادورا بتونا الجبل