الأصوات الغير مسموعة تؤلم وتسبب الحزن في الوجدان، فلا فائدة من الشرح أو الكلام إن كان لا يوجد واحد من بين عشرات الملايين يفهم حزننا من نظرة أو من نبرة صوتنا المختنقة التي تقول كل ما لا نستطيع أن نشرحه بالتفصيل، فليست جميع الأصوات مسموعة أو معلنة، فهناك أصوات لا يمكن سماعها مهما ارتفعت، فأصوات الحزن لن يفهمها أحد غيرنا فهو أنين يدمر في الأضلع من غير الإفصاح أو التبرير، فنحن لن نسمح لأحد أن يخترق روحنا ليسمع ويشعر بما نحن نشعر.
-------------
اقرأ أيضاً هل العواطف عقلانية؟
-------------
ولكن الخراب الذي يُحدثه السكوت يؤثر علينا في الوجود الظاهر بين الناس، فيبدو الذبول والحزن على وجوهنا ولكن دون الاعتراف بما يقيدنا من الداخل، فهناك أشياء نعجز عن تجميع الحروف لتصبح كلمة فقط لا لنشرحها، فأنا وأنت والجميع الآن نصرخ من الداخل ولكن هل أحد يسمع الآخر؟
بالطبع لا فنحن لنا بالظاهر، ولكن لا نستطيع أن ننكر أن الصوت المسموع يعبر أحياناً عن ما هو مغمور ولكن يظل الكلام غير مسموع، والعين تشرح بتفصيل ولكن دون أن يفهم أحد من الجالسين أو المحاورين.
-------------
اقرأ أيضاً تحكم دون معنى
-------------
لذلك فالأنين سيظل معنا لكثير من السنين، سيتراكم ويطول ولكم دون تفسير في وضوح سيظل جزء منا لا يمكنه البوح بأي شيء، بل كل ما يشغله البكاء أو الكتمان والظهور بمظهر السعيد المجتاز كل العقبات والأحزان، ولكن هؤلاء البشر هم الأكثر عناء وشقاء لأنهم يعاندون ولا يتكلمون لكثرت ما بداخلهم من هموم.
-------------
اقرأ أيضاً صراخ في الأعماق
------------
