12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

تأثير انفصال الوالدين على الأطفال

2020/09/25 05:15 PM | المشاهدات: 462


تأثير انفصال الوالدين على الأطفال
آلاء عثمان

يعد قرار انفصال الشريكين ليس بالقرار السهل كما يخيل للبعض، بل على العكس تماماً فهو من أصعب القرارات التي قد يتخذها الزوجين، وتزداد صعوبته فى حالة وجود أطفال، كما أنه له نتائج كبيرة على جميع أفراد الأسرة، وعلى وجه الخصوص الأطفال.

---------------

 

اقرأ أيضاً/ كيف تزرعي في طفلك حب الصلاة؟.

--------------

إذ أن لهم نصيب الأسد من هذه النتائج التي فى معظم الأوقات لا تكون فى صالحهم، ولكن إذا كان قرار الانفصال هو الصائب، وإذا كنا نريد استمرار الحياة بشكل سليم بعده، والحفاظ على أطفالنا من نتائجه السلبية، أو الخسائر النفسية التي يمكن أن يجنوها، فماذا نفعل؟.

 

فى البداية يجب على الوالدين ما إن يتخذا قرار الانفصال أن يقوما بإبلاغ الأطفال بهذا، وذلك لأن الطفل عادة فى هذه الظروف ما تكون وجهة نظره الخاصة هي أنه السبب فى المشاكل بين والديه، وأنه هو المتسبب فى هدم عالمه الخاص المتمثل فى والديه، وذلك يوضح ضرورة الحديث مع أطفالهم عن أسباب انفصالهم الحقيقية، وضرورة إقناعهم بأنهم ليسوا السبب فى هذا القرار، وصب عليهم الحب والمشاعر الإيجابية حتى لا يصابوا بصدمة نفسية، ولا يصبحوا فريسة لمشاعرهم السلبية تجاه أنفسهم وتجاه والديهم.

 

كل ذلك واجب قبل حدوث الإنفصال، أما عند حدوثه بالفعل تظهر ردود أفعال مختلفة عند الأطفال حسب سنهم، فمثلاً قبل بلوغ الطفل العامين تظهر ردة فعله عن طريق الاستيقاظ بصورة أكبر من العادي أثناء نومه أو سرعة غضبه.

 

وفى سن المدرسة فإن الطفل يظل متأملاً أن يعود والديه لبعضهم مرة أخرى، وتظهر عليه ردود أفعال أشد غضبًا، ويستمر شعوره بالقلق على ما سيحدث بين والديه باستمرار، 

وقد يدخل الطفل فى حالة اكتئاب وقلق من أنه سوف ينفصل هو الآخر فى سن المراهقة، ويمكن أن تظهر عليه سلوكيات أكثر تهورًا وخطورة،

وفى كل تلك الأحوال على الوالدين أن يشجعوا أطفالهم على التعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم ويناقشوا الأمر بكل وضوح وصراحة ممكنة، وعدم إدخال الطفل كطرف فى المشكلة بينهما.

 ----------------

 

اقرأ أيضاً/ اضطراب طيف التوحد عند الاطفال

----------------

أما عن كيفية تأقلم الطفل على الوضع بعد الانفصال والتكيف معه، فذلك يعتمد على سلوك الأبوين مع الأطفال بعد الانفصال، فمثلا لا يجب على الأبوين الضغط على أطفالهم أو ابتزازهم عاطفياً حتى يميلوا إلى طرف على حساب الآخر.

 

ولا يجب على أحد الطرفين الحديث عن الطرف الآخر بسوء أمام الأطفال، 

ولا يجب استخدام الطفل كوسيلة لنقل الأخبار أو الكلام بين الطرفين، 

ولا يجب الحديث أو مناقشة أساليب دعم الأطفال نفسيًا أمامهم.

 

وعند قضاء الأطفال وقتهم بين الأم والأب، يجب على كلا الطرفين الحفاظ على أساليب التربية المتبعة للطفل دون خلل، لأن هذا التغيير قد يؤدي إلى شعور الطفل بعدم الاستقرار وعدم الأمان، ويجب أن يكون الوالدين أكثر حذراً فى التعامل مع الأطفال لأنهم فى تلك الفترة يشعرون بحزن كبير وألم بسبب انفصال والديهم.

 

ويجب أن يتبع الوالدان أسلوب التفكير المتفائل، لأن ذلك سيعمل على مساعدة أطفالهم فى تجاوز هذا القرار بتبعاته، ويفضل أن يكون الانفصال بشكل هادئ حتى يقلل ذلك من التوتر والقلق عند أطفالهم، 

ويجب أن يحترم الطرفين سلطة الطرف الآخر ودعمه فى تربية وتنشأة أطفالهم بصورة سوية سليمة، 

والحرص على تقديم الدعم النفسي والعاطفي من الوالدين للأطفال بصفة مستمرة؛ لكي تستقر نفسية أطفالهم ويطمئن أن والديه لم يتخلوا عنه بسبب انفصالهم.

 ----------------

 

اقرأ أيضاً/ كيف تنمي مهارات طفلك العقلية ؟

----------------

ويجب توفير مساحة خاصة للأطفال فى مكان إقامة الأب والأم حتى يشعر بالانتماء للمكان 

 

وفى النهاية يجب علينا أن نشير إلى أن فى كثير من الأحيان يكون قرار الانفصال فى مصلحة الأطفال إذا كان الصراع بين الوالدين مستمر ويؤثر على نفسية أطفالهم بشكل يؤذي أنفسهم.