12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

التحنيط في مصر القديمة.

2021/06/23 07:10 PM | المشاهدات: 755


التحنيط في مصر القديمة.
ساره محمد

التحنيط هو عملية برع فيها المصريون القدماء وكان التحنيط سر من أسرارهم الخاصة حيث استطاعوا حفظ جثث موتاهم سليمة لتحل بها الروح وتعيش ثانية إلى الأبد ودفن المصريون القدماء موتاهم في رمال الصحراء ذات الشمس القوية وذلك لكي تجففها وتخفظها من التلف بالإضافة إلى أنهم وضعوا مع المتوفي كل ما يلزمه من طعام وشراب وأدوات ممكن أن يحتاجها المتوفي في العالم الآخر.

 

كما نجد أن المقبرة الحصينة والتابوت المحكم والتماثيل والمناظر والنصوص المسجلة على جدران المقبرة والأثاث الجنزي وكل وسائل الحماية والتأمين والتربة الجافة كل هذه عوامل تساعد على الحفاظ على الجسد ولكن مراحل حفظ الجسد والتحنيط تظل العامل الرئيسي لضمان سلامة الجسد.

 

بدأ المصري القديم في بداية الأمر بدفن موتاه في حفرة صغيرة خوفاً من أن يتلاشى نظراً لحرارة الجو وجفاف الأرض وكانوا يقوموا بدفن موتاهم في وضع القرفصاء معتقدين أنه كما بدأ حياته جنيناً لابد أن يدفن على نفس الوضع ليبعث من جديد في العالم الآخر.

 

كانوا يضعون بجانب المتوفي أواني الغذاء والشراب وأصحاب الشهرة والثروة كانوا يضعون بجانبهم أدوات الصيد والقنص والقتال وبدأ المصري القديم يهتم بالمقبرة حيث بدأت بحفرة صغيرة ثم مصطبة مدرجة ثم هرم وآخر مرحلة تطورت إلى مقبرة في الصخور.

 

إقرأ أيضًا/المرايا في مصر القديمة

 

تشير كلمة التحنيط إلى معالجة الجسد بمواد عطرية وغير عطرية للحفاظ على الجسد في حالة جيدة وكان في اعتقاد المصري القديم أنه من بين المواد الرئيسية المستخدمة في التحنيط مادة القار حيث لاحظوا سواد لون بعض المومياوات ولكن بعد الفحص والتحليل اتضح أن مادة القار لم تستخدم في عملية التحنيط وتجفيف الجسد من الخطوات الأساسية لإتمام عملية التحنيط.

 

المواد المستخدمة في عملية التحنيط:

 الملح والجير والنطرون والراتنج وشمع النحل والقرفة والكاسيا والحناء وزيت الأرز وحب العرعر والبصل وعرق النخيل ونشارة الخشب.

 

كان التحنيط قاصراً على علية القوم وذلك بسبب تكلفته العالية إلا أنه في العصور المتأخرة ظهرت طرق بسيطة للتحنيط من خلال التجفيف بملح النطرون وكانت بعض الجثث تحنط وبداخلها أعضاء الجسد دون استخراجها ولكن نجد بعض الجثث التي تم تحنيطها واستخراج أعضاء الجسد منها ولفها بلفائف كتانية.

 

إقرأ أيضًا/منازل القدماء المصريين في العصور المختلفة في مصر القديمة

 

خطوات عملية التحنيط:

كانت الخطوة الأولى تتم من خلال إحداث فتحة في الجانب الأيسر واستخراج الأمعاء ووضعها في أواني الأحشاء الأربعة والتي كانت تسمى بالأواني الكانوبية وكان يحرسها أبناء حورس الأربعة وهم: حابي وامستي ودواموتف وقبح سنوف.

 

الخطوة التالية وكان يتم نقع الجسد في ملح النطرون للتخلص من السوائل التي تكون في الجسد وتلك الخطوة كانت تستغرق من 40 إلى 70 يوم وتكون المومياء بعد هذه الفترة مهيئة للدفن وبعد التأكد من خلو الجسد من السوائل ووصوله إلى درجة الجفاف الكاملة يتم حشو القفص الصدري والبطن بقماش الكتان أو الراتنج وأحياناً نشارة الخشب حتى يبدو الجسد في وضعه الطبيعي.

 

كان يتم استخراج المخ من الجمجمة من خلال آلة خطافية تمر من خلال إحدى فتحات الأنف لتصل إلى منطقة المخ وبعد التأكد من جفاف الجمجمة تملأ بالراتنج والكتان ويبقى القلب مكانه لعملية الحساب وكان الجسد بأكمله يغطى بالراتنج وبعد أن تخاط فتحة الجسد يتم لف الجسد بالكامل بعدد من اللفائف وذلك حسب الحالة الاقتصادية للمتوفي.

 

إقرأ أيضًا/متون الأهرام

 

طرق التحنيط:

الطريقة الأولى وكانت باهظة الثمن وكان يتم فيها استخراج محتويات البطن والصدر ما عدا القلب يبقى مكانه للحساب وتعالج الاحشاء بالتوابل وعرق النخيل وتجويف الجسد يحشى بمواد عطرية بالإضافة إلى المر والقرفة وبعد أن تخاط فتحة الجسد كان يتم معالجته بالنطرون ويغسل ويلف بلفائف من الكتان تثبت بنوع من أنواع الصمغ.

 

الطريقة الثانية وكان يتم حقن الجسد بزيت الأرز عن طريق فتحة الشرج ثم يعالج بالنطرون.

 

الطريقة الثالثة وكانت مقتصرة على الفقراء حيث كان يتم استخدام حقنة شرجية لتنظيف الاحشاء ثم يعالج الجسد بالنطرون.

 

إقرأ أيضًا/العقاقير في مصر القديمة